الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة الله وأنتصار كورونا

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2020 / 4 / 9
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


سبقنى زملائى فى الكتابة عن إقتناع غالبية الفقهاء والمسلمين بأن الله سلط جنوده وسيف الموت على الكفار، من خلال أحد جند الله والمؤمنين به وهو كورونا لكن هذا الجندى المجهول الذى نسبه المسلمين إلى إلههم، قام بثورة وإنقلاب رهيب على إله المسلمين وكشف ضعفه وضعف تابعيه والمؤمنين به، وأعلن فى بيان صريح: كورونا العظيم لا يشرفه أن يكون من المؤمنين بإله المسلمين الكافر بالخالق العظيم الذى لا يخشى البشر وإلهتهم الغيبية التى هى مجرد أساطير خرافية أبتدعها خيال الإنسان القديم"، وصدق الإنسان نفسه وخاصة أتباع إله المسلمين أنه إله يملك القوة والحكم والسلطان والجبروت والقدرة والعلم بالظالمين، وأنه يهدى ويضل من يشاء وينتقم ويهلك من يشاء يعنى بدون تفلسف وتكبر والأعتقاد بأى آلهة أخرى فإن الله " بتاع كله"!!

لأن البشر يوم أنتشرت تلك العقائد والأديان منذ الديانات البابلية والأشورية والفرعونية والهندية والأغريقية والصينية وغيرها، كان الجهل وإنعدام المعرفة وقصور التفكير يسود الأرض بين البشر لذلك كانت السذاجة هى الصفة الغالبة على تفكير الإنسان اليومى، وأمتدت صفة السذاجة هذه بين كل الذين آمنوا بعقائد وأديان العالم المختلفة سواء إبراهيمية أو فرعونية أو بابلية أو زرادشتية وغيرها حتى يومنا هذا، لكن مع مشاعل التنوير التى أنارت ظلمة الجاهلية الإنسانية فى الغرب أستطاع المؤمنين فى تلك البلاد فهم أن آلهتهم وأديانهم ليست الوحيدة التى تملك الحق، وبذلك نبذ المؤمنين أفكار الكراهية والعنصرية والصراعات الدينية التى كانت تغذيها النصوص الإلهية الإنتقامية فى العهد القديم" التوراة".

لكن ظلت الشعوب العربية مستمرة منذ ظهور الإسلام الذى كان أبن بيئته الصحراوية البدوية وما يتميز به من قساوة وعداوة وبغضاء وغيرها من صفات تتميز بها الشخصية العربية وأنتقلت إلى النصوص الإسلامية سواء المحمدية أو التراثية التى سارت على ذات النهج، من أجل ذلك يكتشف قارئ التاريخ العربى والإسلامى تلك الطبيعة الفطرية الدينية التى تعتقد إعتقاداً مقدساً أن الله هو الذى يعاقب الكفار عندما تقع أى كارثة أو طوفان أو فيضان أو ثورة البراكين والزلازل، والسبب هو أن الله يقول بأنه على كل شئ قدير ويصف جنوده سواء التى يرسلهم من فوق أو المجاهدين بقوله: وإن جندنا لهم الغالبون، لكنه رغم ذلك يصر ويؤكد لمحمد وللمسلم:" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيد" وهذا الكلام هو عكس الواقع بل يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الله فقد السيطرة على الأرض وعلى عدم قدرته فى حماية أتباعه الصالحين!!

وكلام الفقهاء وشيوخ الإسلام بالأدعاء أن كورونا عقاب وأبتلاء من الله لذلك أعتبروه كورونا المؤمن، لكن عندما أكتشفوا أن كورونا لا يميز بين المؤمنين المسلمين وبين الكافرين والمشركين والملحدين أطلقوا عليه سيل لعناتهم وأعتبروه كورونا الكافر، لكن كما قلت فى المقدمة أن كورونا لا يشرفه الإيمان بآلهة لا تعلم ولا تعرف شيئا ولا تملك القدرة العلمية على أختراع الفيروسات التى يصنعها العلماء من البشر، بينما آلهة البشر التى لا يعرفون عنها شيئاً إلا ما وجدوه موجوداً فى كتب التراث الموروثة عبر الأجيال فهى آلهة تعجز عن صنع شيئاً إلا مجرد حبال وعصى يتوهمون أنها ثعابين تسعى مثل آلاعيب السحرة!!

لكن وأنا أتحاور مع الآلهة كورونا لفتت نظرى إلى أنها ليست فى صراع أو حرب مع أى شئ ولا أى جهة كانت، لذلك يخطئ من يعتبر أن هناك هزيمة وأنتصار لصالح طرف ما، لأن كورونا لا تسمح لنفسها الدخول فى معركة غير متكافئة يصنعها فكر وعقول البشر الضعيفة التى يعتقدون فى أساطير دينية، لأنه لا وجود للكفر أو الإيمان لأنها بدعة أبتدعها أصحاب الأديان ليزرعوا الكراهية والبغضاء والعداء فى قلوب المؤمنين بها نحو الأخرين، بحجة أنهم كافرين بإلههم وبالتالى يكونون أعداء لله والمؤمنين به والنتيجة هى صراعات وحروب بين حزب الله وحزب الكفار، تقول كورونا مسترسلة: لماذا كل هذا الإهتمام من جانب بعض مؤمنى الأديان بإظهار إيمان أو كفر غيرهم من بقية الأديان أو ممن يرفضون الإيمان بآلهة مثل غيرهم؟ ولماذا يكون الإهتمام بالتكفير يصل إلى حد كبير من الشراسة ورغبة المؤمن فى الأنتقام من غير المؤمن؟ هل هذه تعاليم وأفكار لبشر أسوياء العقل أم أنها خرافات الأقدمين التى ورثوها عن أدبيات الحضارات القديمة؟

أنا كورونا لست خرافة أو أسطورة غيبية بل أنا حقيقة واقعية يعيها كل ذى عقل قويم ويخشانى كل بشر، لأنه رأى ولمس قوتى وأنتقالى بحرية وسط مجتمعات الأغبياء والمتساهلين والمستهترين بقدرتى على العمل والفعل، ولا أجيد الكلام والأقوال مثل أسطورة: كن فيكون!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كورونا كافرة
ماجدة منصور ( 2020 / 4 / 9 - 02:23 )
حتى تشهد: أن لا إله إلا الله...محمد رسول الله!!0
عدالة الكورونا تقول: أن لا إله سوى الوعي0
و لا سلطة تعلو على سلطة العلم و المنطق و العقل السليم0
و حسبي بالسيدة كورونا...أستاذة للبشرية0
علَ العقول المغيبة تصحو من سبات أهل الكهف0
هزلت و حق عشتار0
احترامي للعقلاء
و شكرا للست كورونا0


2 - كورونا المؤمنة بالعلم
ميشيل نجيب ( 2020 / 4 / 9 - 10:21 )
الأستاذة/ ماجدة
سلام وتحية,
شكراً لكلامك الذى أكد على سلطة العلم والمنطق والعقل السليم ولا سلطة عليهم من أساطير آلهة الغيب والظلام والتخلف، ذلك الغيب الذى لا يريد المؤمنون بالسراب أن يرجعوا إلى عقولهم ليبدأوا طريق التنوير بالعلم والمنطق والعقل السليم، لكن يبدو أنهم من طول السنين وتصديقهم للتعاليم الصحراوية قد فقدوا عقولهم السليمة وأضحوا مرضى يحتاجون إلى يد الست كورونا لترأف بحالتهم المستعصية على الشفاء.
شكراً لك أخت ماجدة وحق عشتار وحق كورونا


3 - صديق من الفايسبوك
ميشيل نجيب ( 2020 / 4 / 9 - 10:38 )
الأستاذ/ صديق الصراف
تحية وسلام
من الفايسبوك,
لقد أكدت على مقولة تنبع من العقل السليم حين كتبت: الرب الذى يرسل جنوده لموت الناس يجب أن لا يعبد.، هذا المبدأ وهذه الحقيقة للأسف كثيرين يخشون مواجهتها خوفاً من رجال الدين الذين يصرخون فى وجوههم باللاعنات والشتائم وتخويفهم بنار جهنم التى ستزداد حرارة بحب الرب السادى بأن يلقى فيها بكل المخالفين له فيها !!
إن الخالق الحقيقى لا يمكن أن يخلق البشر ثم يقتلهم ويرسلهم إلى حروب من أجل الدفاع عنه!
شكراً لك

اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة