الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهمة، تكمن في الخلاص من نفوذ أمريكا وإيران داخل العراق وليست في -اخذ دورهما بنظر الاعتبار-

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2020 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


المهمة، تكمن في الخلاص من نفوذ أمريكا وإيران داخل العراق
وليست في "اخذ دورهما بنظر الاعتبار"
8 نيسان 2020
في مقابلة لمحمد توفيق علاوي على احدى القنوات التلفزيونية في الفترة الأخيرة، وبعد استقالته من مهمة تشكيل الحكومة المكلف بها، وفي سياق رده على أسئلة المحاور أشار الى نقطة تستحق التوقف عندها. يقول، وكأنه يشرح للمحاور والمشاهدين بديهية سياسية لا جدال فيها، بانه "اخذ بنظر الاعتبار"، بوصفه مكلف بتشكيل الحكومة، "دور أمريكا وإيران" فيما يخص العراق. واكد على ان هذا ما يجب ان يقوم به كل سياسي حكومي في موقع كالموقع الذي انيط به. وقال ان أمريكا لها ادعائها بكونها قد "حررت العراق من النظام البعثي" وكون إيران قد ساعدت "المعارضة العراقية في مقاومة" ذلك النظام.
اذا ترجمنا تأكيدات علاوي الى لغة سياسية اكثر واقعية واكثر تداولا نستطيع ان نقول بان المقصود من كلامه هو: الاخذ بنظر الاعتبار المصالح الجيو سياسية والجيو اقتصادية لأمريكا وايران داخل العراق، او بالأحرى القبول بالأمر الواقع المتمثل بتبعية النظام السياسي في العراق لهاتين الدولتين.
ما يطرحه علاوي، وكأنه بديهية عامة من بديهيات السياسة في العراق، ليس في حقيقة الامر، الا تصور أيديولوجي مشوه للواقع وسياسة كاريكاتورية خاصة به وبمن يشاركه في الراي من أوساط التيار البرجوازي الحكومي. ان الواقع يقول شيء آخر، وهو ان أكثرية التيار الإسلام السياسي الشيعي متمحور حول استراتيجية ايران في العراق وتناهض أمريكا. وعلى العكس من ذلك، فان أمثال اياد علاوي ضمن التيار القومي العربي ومسعود البارزاني داخل التيار القومي الكردي متمحورين حول استراتيجية أمريكا في العراق ومناهضين للنفوذ الإيراني فيه.
ما يراه محمد توفيق علاوي بانه كلام معقول حين يأخذ ادعاءات كل من امريكا وايران داخل العراق بنظر الاعتبار، هو في الواقع ليس الا كلام غير معقول، والسبب في ذلك هو انه يريد القضاء على التناقضات والصراعات السياسية والاجتماعية والدولية بكلام والجمل. وهذا ليس منطق حركة الأشياء في الواقع.
ما يحتاج الى الحل وبإلحاح، بالنسبة للجماهير التحررية في العراق، هو الرد على معضلة سيطرة ونفوذ أمريكا وإيران داخل العراق وليس اخذ هذه السيطرة والنفوذ بنظر الاعتبار وقبولهما كأمر واقع كما يدعي علاوي. ان جماهير العمال والكادحين وجميع التحررين يريدون الخلاص من براثن النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي لكل من امريكا وإيران داخل العراق، وهذه قضية سياسية واستراتيجية ملحة وغاية في الأهمية بالنسبة لهذه الجماهير، ولا يمكن السكوت عنها والانجرار وراء محاولات اخفائها بجمل فارغة من المحتوى كما يصورها علاوي.
يضاف الى ذلك، ما تريده هذه الجماهير هو الخلاص من نفس تلك القوى والأحزاب والميليشيات ونظامها السياسي الحالي في العراق الذي فرض البؤس الاقتصادي والحرمان والخنق السياسي والفكري عليها والتي تعمل بمثابة عوامل ادامة نفوذ أمريكا وايران داخل العراق.
لقد حلت انتفاضة أكتوبر هذه المعضلة، التي يريد علاوي حجبها بالكلام، وذلك برفع شعار اسقاط كل النظام القائم واحزابه وقواه في العراق ورفعت شعار لا لأمريكا ولا لإيران.
وأخيرا، ان معضلة محمد توفيق علاوي واشكالية منطقه السياسي تكمن في الدور الطبقي البرجوازي الذي يلعبه بوصفه أحد مرشحي الثورة المضادة البرجوازية في العراق لرئاسة الوزراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إيران لإسرائيل: كيف غيرت قواعد اللعبة؟| بتوقيت برلين


.. أسو تخسر التحدي وجلال عمارة يعاقبها ????




.. إسرائيل تستهدف أرجاء قطاع غزة بعشرات الغارات الجوية والقصف ا


.. إيران قد تراجع -عقيدتها النووية- في ظل التهديدات الإسرائيلية




.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام