الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلام في خدمة الطغيان

باسم المرعبي

2006 / 6 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يعد الإسلام اسلاماً واحداً. هناك أكثر من اسلام، لكن على اية حال نحن، اليوم، لا نعرف منه سوى اسلام الأهواء والمصالح والتوظيف السياسي..
الإسلام الذي احتكرته عصابات الإرهاب أو زعامات بعض الدول التي لها نفس سلوك وأغراض الجماعات الإرهابية غير انّ ما يفاقم الوضع ويدعو الى القنوط هو انجرار الحركات أو الأحزاب التي كانت حتى عهد قريب تحظى بالقبول والإحترام في ما يشبه الإجماع عليها مثل "حزب الله" الى ذات التوجه. فما من شيء عادَ يدعو للثقة بخطابات هذه الأحزاب خصوصاً عندما تجيء مرقشّة بمفردات من قبيل "الكرامة" و"العزة" وما الى ذلك مما تصدح به الإذاعات العربية، فأضحت مثل هذه المفردات تعني عكس مداليلها المعتادة بل غدت نذير شؤم!
أفلا يدعو الى الإستغراب والإستهجان ان يتشابه ويلتقي أحد الخطابات الأخيرة لـ حسن نصر الله مع خطاب الطاغية صدام، في النوع. لنقرأ هذا المقطع ونخمن لأي منهما يعود:

"..... أن استعداد أمتنا للتضحية بدماء أبنائها وأرواحهم وأبنائهم وآبائهم وعائلاتهم... من أجل شرف الأمة والحياة والسعادة، كان دائماً من ضمن نقاط القوة التي تتمتع بها هذه الأمة...".

قد أتقبل مثل هذا الخطاب ـ هذا اذا تغافلنا عن انه خطاب موت تام ـ حين يكون خالصاً في توجهه وأهدافه من أجل ردّ اعتداء أواسترداد حق مغتصب، لكن لن أقبله، بأي حال من الأحوال، بل عليّ أن أتصدى له حين يكون غرضه الدفاع عن طاغية واطالة أمد حكمه وفساده كي يستمر في قتل أكبر عدد من الناس أو الحجر على حرياتهم وهدر كرامتهم كما يحدث في سوريا وايران.
وهذه هي حقيقة هيجان الخطاب الثوروي لحزب الله خاصة بعد وضع النظام السوري تحت طائلة التهديدات والعقوبات الدولية بسبب من تداعيات جريمة اغتيال رفيق الحريري ومجمل موقف النظام السوري من لبنان والعراق. ومن هذه الزاوية يمكن تفسير التعنت الإيراني من المسألة النووية فهو في حقيقته موجّه لحماية الحليف في دمشق وانتصار له، الحليف المهدد، بسبب التخبط الخطير الذي شهدته سياسته منذ استلامه مقاليد الحكم بعد غياب الأب.

ان الدور الذي يضطلع به نجاد ايران اليوم لمشاغلة الولايات المتحدة وبقية حلفائها، دفاعاُ عن الحكم في دمشق يذكّر بموقف كيم يونغ ايل ديكتاتور كوريا الشمالية من التصعيد الذي افتعله في ما خصّ برنامجه النووي ابان اشتداد الضغوط على نظام صدام في آخر ايامه.
الشعارات دائماً ذاتها تستخدم بل حتى المفردات مع اختلاف في التسميات حسب الفرق في اللغات والمعتقدات، طبعاً.
من هنا لا يعود مهماً ان يدوس نجاد، المبادئ أو يقلبها رأساً على عقب وهو يوظفها لخدمة أهداف تعني، بالدرجة الأساس، الحُكم والتحالفات ذات الطابع الإنتفاعي المحض التي يحفل بها عالم السياسة عادة، لا عالم المثل أو القيم الذي باسمه وصلوا الى الحكم وبآسمه استمروا.
والا فمتى كان الإسلام يدعم الطواغيت ويبرر طغيانهم ويعبّىء للدفاع عنهم .. وهو الذي جاء لنسف كلّ ذلك..

أجل هذا هو الإسلام الرائج الآن اسلام نجاد وبشار الذي اكتشف الدين مؤخراً فطغت شعارات الإسلام "المستخدَم" على كل ما عداها لسوريا المعروفة، طوال تاريخها، بعلمانيتها.. وغير بعيد من ذلك ثمة، في ذات اللبوس، اسلام بن لادن وزرقاوي، على سبيل المثال، وما "ستجود" به الأيام من مسوخ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah