الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسار العالمي مابعد فايروس كيرونا

عبدالكريم قيس عبدالكريم

2020 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يؤكدالكاتب الانكليزي (ديفد ايك) لاتوجد هنالك صدفة ،بل هنالك عمل معد مسبقا
اي ان (فايروس كيرونا) هو ليس محل صدفة ،نحن ليس بصدد ان نبين ماهية
وطبيعة الفايروس سواء كان ذلك مصنع ام مطور ام غير ذلك ، المهم بذلك هو ما تأثيره على المسار العالمي بعد التغيرات العنيفة التي طراءت على الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،
يبين ايضا (ديفد ايك) بقوله ( منذ 30 عام وانا احذر الناس في كتبي وبكل طريقة ممكنة ان العالم تسيطر عليه طائفة دينية سرية تتحدى الحدود الجغرافية لذلك تكون هذه الطائفة في نواة صميم النظام في الصين وفي صميم النظام الامريكي ...الخ) ، وفق ذلك السياق يبين الكاتب العراقي(سيف عباس حسين )باحدى مقالاته حول فايروس كيرونا ، بقوله (بأن مانشهده اليوم هو صعود لقوى اخرى بجانب الولايات المتحدة الامريكية )، من خلال ماتم طرحه من قبل الكاتبين هنالك علاقة ترابطية بالافكار التي تصلنا الى نقطة ارتكاز مهمة التي تنطلق ، من المنظور الاقتصادي الذي يعد الركيزة الاساسية للنظام العالمي واللاعب المحوري في كل مرحلة من مراحله على الرغم من كل المتغيرات التي تطراء عليه ، قبل وقوع حدث فايروس كيرونا لابد ان نستذكر في ضل ذلك السياق نقطة مهمة التي تتعلق بالازمات الاقتصادية المتعددة والتي نتجت عنها صراع اقتصادي بل لانبالغ ان قلنا حرب اقتصادية احدثت توترات عالمية عامة ، تشير المعطيات العلمية والفكرية ان ما ينتظره العالم بعد فايروس كيرونا ، هو اعادة انتاج هيكلية الى الاقتصاد العالمي ، ويمكن ان نصف تلك الدوامة التي يمر بها العالم اشبه (بمباراة ) مصيرية ، الفائز في تلك المباراة يحول ذلك النجاح الى قصة تعرض على العالم من اجل تكوين قناعة بأنه لاعب رئيسي لايمكن اجتيازه .
ولكن هنالك العديد من الاسئلة في ضل ذلك السياق ،ومنها هل تنتهي الازمات الاقتصادية والسياسية بعد انتهاء تلك المباراة ، اي عند انتهاء جائحة كيرونا ؟
على الرغم من تعدد التصورات والتنباءات حول ذلك السؤال من قبل الكتاب والمختصين ،لكن هنالك شبه اجماع على اجابة على الرغم من اختلاف كلماتها لكنها فكرة واحدة، منها ما ورد من كلام المفكر الامريكي (كسنجر) بقوله ( ان الاظطرابات السياسية والاقتصادية التي اطلقها كيرونا قد تستمر لأجيال عديدة ) اضافة الى ذلك يبين ،(نعوم تشومسكي) الذي يعد من احد رود الفلسفة التحليلية ،في احدى مقابلاته (هنالك ازمات اخرى بأنتظار العالم تهدد البشرية كلها ويشير الى الحرب النووية وازمة الاحتباس الحراري وغيرها ) ، وعلى ظوء ما جاء به تشومسكي يمكن لنا ان نبين ان تلك الازمات تكون واردة في سياق التهديد والمساومات من اجل تحقيق مكتسبات لقوى جديدة عالمية .
السؤال الاخر ، هو ،هل كيرونا هي العامل الوحيد لأحداث تغيير العالم ؟
يمكن ان نستند على تلك الاجابة بما جاء به الكاتب (سيف عباس حسين ) بأحدى مقالاته (يكمن خطر وباء كيرونا في تجسيده الزلزال العالمي القادم الذي قد لايكون كيرونا سوى هزة مبكرة وخفيفة من هزاته ) ، كما هو معلوم في العادة عند اعادة شكل كتلة ما ، يحتاج ذلك الى تفتيتها ، من اجل السهولة في دقة اعادها حسب مايراد من ذلك الشكل ، كما هو اليوم النظام العالمي في حالة تفتيت من أجل اعادة ترتيبه ، بشكل هندسي دقيق ،تسبقه هزات عنيفة .
وأذا نظرنا من زاوية اخرى علمية ، ان كل مايصل اليه العالم من تقدم قابل للتغيير الجذري في لحظة من اللحظات وهذا يدلنا على ان التيارات الاقتصادية والتكنلوجيا هي خاضعة لملكية معينة ,كما يبينها دايفد ايك، وأن التغيير والاستمرار مرهونا بما تقتضيه المصلحة الذاتية لها ، واذا نظرنا الى التأريخ القريب للمسار العالمي ،فالعالم قبل الحروب العالمية ليس هو مابعدها ، وما بعد الحرب العالمية هو ليس مابعد الحرب الباردة ، مع ثبات القوى الاقتصادية التي لها القدرة على التحكم بالموارد العالمية ،ومن خلال ذلك ان العالم ماقبل كيرونا هو ليس مابعدها ، وكيرونا هي واحدة من الاحداث التي تكون بوابا لتغيير عالمي جديد ، ولكن ذلك لايعني نهاية الى الصراع بل تحديث ذلك الصراع .
يمكن ان نقول ان الفترة التي يعيشها العالم في ضل وباء كيرونا ولدت عادات مختلفة سواء كانت اقتصادية ام سياسية ام اجتماعية اعتاد الناس على التأقلم والتعايش معها ، سوف تكون تلك هي اسس لمشاريع مستقبلية ، اما في ما ينعكس على الواقع السياسي يمكن ا ان يحدث تغيير في المعادلة وهو انحسار المبدأ الديمقراطي وحقوق الانسان امام استبداد جديد على واقع الانظمة السياسية ،وقد يكون ذلك الاستبداد كما يشرع له من متطلبات المرحلة .
من جانب اخر نتسائل لماذا الهلع من فايروس كيرونا ؟
الكل منا اينما كان مكانه في مختلف بقاع الارض ينظر الى الصين عندما اصابها الفايروس وبعد ان سلط الاعلام كل ثقله على تلك الزاوية ، بكل تحركاتها ،واصبح العالم الاخر يشاهد ذلك كأنه فلما من الخيال ، وأخذ الناس تسرد الحكايات والاقلام تكتب عن قصة وباء الصين وبعد ان لم يجف الحبر على ورق المقال اذ نار الفايروس تنتشر كالنار في الهشيم في كل مكان من دون سابق انذار يجتاح الحدود والبحار والمباني والقصور والفقراء والملوك كسرعة البرق ، تسقط امامه الامبراطوريات والمنظمات الكبريات وتسقط امامه فلسفة الكبار ليجعل منها صغار.
على ضوء ذلك ، هنالك الكثير من الكتاب والمفكرين يشكلون على ذلك الواقع الذي شاهدناه ، ويستند الشك على مبررات تنطلق من أن الماكنة الاعلامية سيدة ذلك الموقف من أجل تثبيت نظرية (اختلاق المشكلة والحل) او( الفعل وردة الفعل +الحل) بعد تحقيق اقصى نقطة من ذلك الهدف يتم خلق منه حقيقة غير قابلة للشك والاعتراض ، وعدم الاعتراض على الاليات المتبعة او اتخاذ الاليات بديلة ، ويستند ذلك التيار ايضا على ان اعادة تشكيل ماتبتغي اليه القوى الخفية التي تتحكم بمقدرات العالم يكون لها ذلك التغيير بسهولة كبيرة دون منازع اومعترض .
على الرغم من الاختلاف في الرؤى والافكار لما بعد كيرونا ، يجب ان يكون هنالك وعي تام الى الدرس ، يوجب على الدول وخصوصا النامية منها التي تعاني من سوء للادارة على الرغم من توفر المورد ان تعي الدرس جيدا من كيرونا ، بطوير نظامها الاقتصادي والاداري والسياسي الداخلي لكي تؤسس قدرة على مواجهة التحديات المستقبلية بمقاومتها الى الظروف الداخلية والاعتماد على مفهوم الاكتفاء الذاتي ذلك المفهوم المغيب قسرا لتعارضه مع المصالح الفئوية التي تمسكت بمقود العجلة الاقتصادية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة