الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعامل مع الجائحة وافتراء البعض

باسم محمد حسين

2020 / 4 / 10
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


واجهت الصين تحدياً كبيراً وجديداً عند ظهور فيروس كورونا في أواخر 2019. سبب تفشي الوباء بهذه السرعة لأنه لم يكن معروفاً بشكل دقيق رغم ان بعض جذوره معروفة، وعندما تمت معرفته قامت السلطات الصينية باتخاذ إجراءات صارمة وسريعة جداً أذهلت العالم (كما هو شأن الصين دائماً) منها بناء مستشفيات في أيام قليلة ومنع التجوال في المدن بعد تقطيعها الى أجزاء كي تسهل السيطرة على تقديم الخدمات العلاجية والإنسانية من قبل الدولة ومنظمات الحزب الشيوعي الصيني والمتطوعين، ووصل الأمر الى استخدام الروبوتات وطائرات الدرون، بالإضافة الى الغاء جميع الفعاليات الاجتماعية والثقافية والرياضية وغلق الشركات، وألزمت المواطنين بارتداء القفازات والكمامات الواقية الأمر الذي أدى الى السيطرة التامة على جميع الأمور والنجاح في خفض حالات الاصابة وارتفاع نسب المتعافين.
أكثر من 50 مليون مواطن تم (حجرهم) إلزامياً منذ 23/1/2020 بينما اختار آخرون كُثُرْ عَزلَ أنفسهم عن الآخرين استجابةً لنداء الحكومة بعدم التجمع والبقاء في البيوت تجنباً للإصابة بهذا الفيروس. كما استخدمت السلطات المحلية في مدينة ووهان الملاعب والساحات لعزل المشتبه بإصابتهم أو الذين يعانون من إصابة بسيطة. ومع كل هذا امتد هذا الفايروس للعالم أجمع فتضررت ايطاليا واسبانيا وايران أكثر من بقية الدول بسبب تهاونها مع الفيروس في بادئ الأمر للأسف الشديد.
نجاح الصين العظيمة في احتواء الجائحة في وقت قياسي مقارنة بحجمها في حين لم تكن أغلب الدول المصابة مُتعامِلة مع المشكلة كما تعاملت الصين، الأمر الذي أغاض بعض الأطراف الدولية وأخذت الاتهامات تنهال على هذه الدولة العملاقة، فمنها من يقول أن الصين تأخرت متعمدةً في إبلاغ منظمة الصحة العالمية بالموضوع الأمر الذي أدى للانتشار السريع للفيروس ومنها من يقول أن وراء هذه اللعبة الصينية غايات تجارية للحرب مع الولايات المتحدة اقتصادياً وغير ذلك الكثير بغية الابتزاز المفضوح.
لم يسجل على الصين استهانتها بالعنصر البشري في تاريخها مطلقاً كما هو مسجل على أغلب دول الغرب والقارئ الكريم لا يحتاج للأمثلة على ذلك. كما لم يسجل عليها التربح اقتصادياً بطرق ملتوية كما تفعل الولايات المتحدة وخصوصاً في عهد الرئيس الحالي ترامب وانخفاض سعر النفط الآن أحد تلك الألاعيب، ولم يسجل أيضاً استغلالها للظروف الصعبة لتحقيق ذات الهدف. وهناك من يتهم الصين بأنها تلعب دوراً لإضعاف الدولار الأميركي أمام بقية العملات بغية خلق مشاكل اجتماعية واقتصادية في أميركا ستنجم عن ذاك الفعل بطريقة تفكيك المنظومة الاقتصادية الحالية ومن ثم بناء نظام جديد للتبادل التجاري لا يعتمد الدولار معياراً له. وبعض المحللين الأميركيين ذهب الى وجوب افتعال مواجهة عسكرية مع الصين للتغطية على الفشل الاقتصادي الأميركي.
كل هذه الأمور توضح مدى دقة إدارة الأزمة الوبائية وبالتالي النجاح في المعالجة بينما بقية الدول وأغلبها المتقدمة لم تكن بذات المستوى من التفاعل مع المشكلة الكبرى بل نأت بعض الحكومات الغربية بنفسها عن الأمر في البداية الى أن تكاثر انتشار الفيروس بشكل رهيب مما أدى الى صعوبة كبيرة في المعالجة لاحقاً.
واليوم الصين تساعد أغلب دول العالم ومنها دول الاتحاد الأوربي بتقديم المساعدات العينية والخبرات البشرية بدون مقابل.
وهنا تكمن عظمة الصين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم