الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مذكراتي... 9- 4 - 2003

مديح الصادق

2020 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اليوم هو التاسع من نيسان عام 2003، المكان جامعة الجبل الغربي في (الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى)، أخبار الوطن الأم تشدّنا، بل نوصل الليل بالنهار ونحن نتابع القنوات الفضائية التي تنقل الأحداث هناك،
ابتداء من عصيان أم قصر بوجه الأمريكان، حتى (إسقاط فلاح لطائرة أمريكية ببندقية البرنو)، وتصريحات (الصحّاف) التي باتت موضوعاً للتندر فيما بعد، الاتصال مع الأهل مقطوع، ولكم أن تتخيلوا من هو في الغربة ويرى
الخراب والدمار والموت يطال بلاده، وليس بإمكانه الاطمئنان على شعبه، ومن تركهم هناك.
الليبيون متضامنون بشكل غير طبيعي مع الشعب العراقي؛ كأنهم كانوا يعرفون مقدماً ما سيفعل المحتل به من دمار وخراب ونهب للثروات، وماذا سيجلبون معهم من كلاب سائبة جندوها لهذه الأغراض، ومنهم من جندته بعض
من دول الجوار لنهب المصارف، والخزائن، والمتحف العراقي، وبيوت الوزراء والمسؤولين، كأنك أمام مرتزقة للعراق بأدنى صلة لا يمتّون.
قبل يومين أصرَّ الطلاب، ووافقتهم الإدارة؛ على إقامة مهرجان تضامني للشعب الليبي مع الشعب العراقي، شعري خطابي، واختير اليوم التاسع من نيسان له، وعُطِّل في الكليّة الدوام لهذا اليوم، أُلقيت القصائد والخطابات، التهبت
حناجر الحضور بالهتاف والتصفيق الحاد، وكأيّ اجتماع لجمهور عربي؛ انفضّ الجمع باتجاه موائد الطعام، دخلتُ الإدارة ومعي بعض الزملاء العرب والعراقيين، لقد ساد الوجوم وجوه الجميع، بالكاد ردّوا السلام، كانت شاشة
التلفاز تعرض مشهداً لدبابة أمريكية على الجسر الجمهوري تقصف القصر الرئاسي دون مقاومة، وعلى الشاشة الأخرى يهدّد الصحّاف (العلوج) ويعدهم بالويل والثبور، وأنهم حتماً خاسرون منكسرون، قناة أخرى تعرض الطاغية
وهو خارج من جامع أبي حنيفة وحوله زبانية من بقايا الحزب ورجال الأمن والتابعين، ثم اختفى بعدها، وغاب غيبة حتى أُخرج من حفرته مثل جرذ مبلول، مشهد آخر لجندي أمريكي يرفع علم بلاده على تمثال الصنم قبل إسقاطه.
بعد ما يُشبه الغيبوبة من تلك المشاهد عدتُ للزملاء الليبيين، مابكم أيها الزملاء؟ أجاب كبيرهم:
لقد تغيرت نظرتنا للعراقيين 360 درجة عمّا هي من قبل، عجباً، قبل دقائق كنتم معهم تهتفون متضامنين، والآن نظرتكم إاليهم تغيّرون، أجاب آخر: الأيام بيننا، وهي التي ستثبت لكم أن الذي جاء لكم فاتحاً، ماهو إلا دجّال لئيم،
في جعبته النهب والسلب والخراب والدمار، وأن بين الأخوة بانتظاركم الحرب والاقتتال، وسوف عليكم يُسلِّط البغاث وسقط المتاع.
اليوم لك زميلي الليبي العزيز أقول: لقد صدقتَ بما تنبأتَ، بل هو التحليل الصائب الذي كان يدركه كل حليم في رأسه لبّ.
الخميس 9 - 4 - 2020








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر