الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق رؤيا بين مرحلتين

محمود فنون

2020 / 4 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


العراق :رؤيا بين مرحلتين
محمود فنون
10/4/2020م
العراق قبل الغزو والعراق بعد الغزو ليس عراقا واحدا .
وهنا يتوجب فحص المواقف :
من وقف مع امريكا ضد العراق ومن وقف مع العراق ضد امريكا.
والخوض في التفاصيل ضروري من أجل استرجاع المواقف وتقييمها .
فمن وقف مع امريكا ضد العراق لم يكن الأمر انسياقا مع شعارات زائفة ، بل كان اصطفافا مع العدو ضد العراق .
لقد مر وقت كافي لدراسة التجربة ومقارنة الحال .
أمريكا دمرت العراق ، دمرت البنية التحتية ودمرت الوضع الإقتصادي والسكاني ونهبت كنوز العراق وثروات العراق ونفط العراق وهي قد جاءت وحاربت من أجل هذه الأهداف وحققتها ،ولا تزال تستولي على العراق ارضا وثروات ولا زالت تمزق العراق . أليس هذا هو الواقع المر في العراق وهل هذا يستدعي مراجعة المواقف؟
هل كان تغيير الحكم في العراق يستدعي كل هذا الدمار وكل هذا النزف المستمر ؟ أم هي اصطفافات : فريق مع العدو ضد العراق وفريق مع العراق وحريته وعروبته وناضل وقاتل الغزو الأجنبي – تحالف غازي تتزعمه أمريكا ومعها حلفها الغربي والدول الصنيعة والتابعة والرجعية وفريق من العراق من القوى التي صنعتها امريكا وحلفائها لتسهيل احتلالها للعراق والسيطرة عليه من الداخل .
أين تقف اليوم ؟
هل يمكن الإستمرار في التلطي وراء مقولة " كان النظام ديكتاتوريا " من أجل التغطية على المواقف ، بينما العدو سحل العراق كله وفتته قبائل وعشائر وطوائف وجهويات واقليات وقوميات ؟
كيف تمكن العدو من لجم الثورة العراقية الجارفة التي انطلقت فور غزو العراق ؟ومن تآمر عليها ودحرها من داخلها بينما كان العدو يتلقى الضربات ويتراجع ويعيد نشر قواته ؟
هل الحكم الحالي في العراق وهو عبارة عن تشارك قوى صنيعة وفق دستور بريمر، هل هذا الحكم يمثل العراق ام أعداء العراق؟
إنهم أعداء العراق الذين يتوجب كنسهم ليعود وجه العراق عراقيا عروبيا وقادرا على لملمة مكوناته تحت هوية المواطنة وليس كل مظاهر القسمة والتشرذم .
لقد كان نظام الحكم في العراق أداة وحدته واستثمار ثرواته داخليا ، ومن هنا فقط يكون نقد الثوريين لنظام الحكم تصويبا أو تثويرا لمزيد من التقدم ومعالجة الأخطاء الكبيرة والصغيرة .
واليوم لم يعد النظام موجودا بعجره وبجره ولكن إين العراق ،مما يستدعي النضال من أجل استرداد العراق من أيدي غاصبيه الداخليين والخارجيين وسحق المجرمين الفاسدين الناهبين من الداخل ومن الخارج .
كل من وقف مع الغزو الأجنبي للعراق كان خائنا لنفسه وللعراق وشعب العراق .
كيف سيسترد العراق طاقاته البشرية المشردة في اصقاع الأرض وكيف سيسترد ثرواته المنهوبة وكيف سيسترد وحدته ؟
إن هذا يحتاج إلى نضال عراقيين موحدين تحت عنوان وحدة وحرية العراق بلا سيطرة أجنبية ولا طائفية وبلا جهويات وقبائل. وقبل كل شيء نقد المواقف نقدا ثوريا حازما وإعادة بناء الرؤيا على قاعدة أن أمريكا وحلفها جاءوا غزاة وليسوا محررين وأن من ساندهم كان في حلفهم ومعاديا للعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة