الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطون وعقائد

احمد عبدول

2020 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ما زالت حكايات والدتي تعلق بمخيلتي وهي تحدثنا وقد كنا صغارا عن وفاة اختها الصغرى (ملوني ) والتي كانت غالبا ما تأتي لجدي بعد وفاتها وهي تشكو الجوع والعطش حتى اذا ما استيقظ سارع لجدتي وهو يقص عليها رؤياه لتفسرها له بأنهم قد قصروا بحق ابنتهم فلم يقدموا بين يديها طعاما ولم يعدوا ثوابا بسبب الفاقة وقصر ذات اليد .
اليوم وبعد ان تقدم بي العمر ما زلت استمع لهكذا مرويات على السنة الخاصة والعامة حيث يأتي المتوفي صغيرا كان ام كبيرا لذويه وهو يطلب منهم ان يقدموا بين يديه طعاما والذي يكون عادة (سمك) والغريب في الامر ان ذوي المتوفى يسارعون لإعداد الولائم وهم يتسابقون في البذل ويتنافسون في العطاء حيث تحضر صنوف المأكول والوان المشروب ليذهب الجوع عن متوفاهم والسغب عن فقيدهم وقد رضوا عن انفسهم كل الرضا .
والسؤال الذي يطرح نفسه ترى لماذا يأتي من سكن القبور الدوارس فيسألون عن المأكول والمشروب وكأنهم لم يشربوا من بارد الماء شربة ولم يأكلوا من يانع التمر يابس كما يقال ؟ لماذا لا يأتي الموتى فيقصون علينا ما نتوق لسماعه ونبتهج لبيانه ؟ لماذا لا يأتي الموتى فيقصون علينا ما وجدوه من نعيم او صادفوه من جحيم ؟ لماذا لا يطمئن الراحلون اهليهم فيبددوا عنهم خوف الموت وكراهية الرحيل ؟ لماذا لم نستمع من احدهم سؤاله عما فعل من بعده اولاده او صنع احفاده احسنوا ام اساءوا ؟ قربوا ام نفروا ؟ لماذا يقتصر سؤال من غادرنا على كره منه على صنوف المأكول والمبذول ، والمشروب والمرغوب ؟ الا يدل كل هذا بأن الكثير من عقائدنا انما تتعلق ببطوننا اكثر مما تتعلق بعقولنا وادمغتنا لذلك صرنا ندمن افكار وحكايات وقصص ما انزل الله بها من سلطان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل