الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ضعف المقاومة الشعبية بفلسطين سبب اجتياح بعض المدن الفلسطينية ,وحصار السلطة الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني من خلال رواية تحت عنوان ربيع حار للكاتبة الفلسطينية سحر خليفة .
حسن ابراهيمي
2020 / 4 / 10القضية الفلسطينية
لا تختلف رواية تحت عنوان ربيع حار للكاتبة الفلسطينية سحر خليفة عن غيرها من الروايات الفلسطينية من حيث اختيار فضاء الرواية , فضاء تدور فيه الأحداث ,ذلك أنها اختارت الواقع الفلسطيني ,وما تعرفه القضية الفلسطينية من تطورات ,وصياغتها كأحداث دارت في بعض المدن الفلسطينية منها نابلس ,ورام الله .
إضافة إلى ذلك اختار السارد مجموعة من الشخصيات ذات صلة بالواقع الفلسطيني ,وبالقضية الفلسطينية ,ليروي على ألسنتها مجموعة من الأحداث ذات الصلة بالسياسات التي ينهجها الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني ,بما في ذلك السطو على أرضه ,وقمعه , والتنكيل به كلما تحرك من أجل الدفاع عن نفسه ,سبب المواجهات التي تسفر عن شهداء أحيانا .
هكذا لعبت أسرة فلسطينية مكونة من أب ,وأم ,وأولاد دورا فيما يتعلق بنقل معاناة الشعب الفلسطيني جراء تنفيذ سياسات الإحلال ,واجتياح مجموعة من المدن ,والقرى الفلسطينية ,ونشر الذعر في صفوف الشعب الفلسطيني .
كل ذلك من أجل التعبير عن ضعف المقاومة الشعبية , وعدم قدرتها على مواجهة الجيش الإسرائيلي , وبالتالي الدفاع عن الشعب الفلسطيني , وتحريره من هذا الكيان الغاشم .
وعلى الرغم من ذلك فان هذه الأسرة لم تبق مكتوفة الأيدي ,حيث لعب الأب دورا مهما في تربية طفليه مجيد ,وأحمد على النضال ضد هذا الاحتلال الغاشم ,ولعل في ذلك ما يفيد أن مؤسسة الأسرة تلعب دورا مهما في نقل مشعل الوعي بالقضية الفلسطينية من جيل إلى أخر, وتعمل بالتالي على تربية مختلف الأجيال على النضال بمختلف الأشكال من اجل توفير مناخ عيش الشعب الفلسطيني بكرامة .
ومن هذا المنطلق ستبرز الأغنية الملتزمة كشكل من إشكال التعبير للدفاع عن القضية الفلسطينية ,وستلعب دورا مهما في استلهام ,وتأجيج مشاعر الشعب الفلسطيني, ودفعه للمزيد من النضال ضد الكيان الصهيوني ,وعليه ستلعب شخصية مجيد دورا مهما في توظيف هذه الأغنية من أجل التواصل مع الجماهير ,وبالتالي من أجل تمرير موقف الرفض لهذا الاستعمار الغاشم ,وبالتالي ممارسة النضال ,والمطالبة بتحرير الشعب الفلسطيني ,وبناء دولته المستقلة ,وعاصمتها القدس
. إذا كان الأمر كذلك فيما يتعلق بتوظيف هذه الأغنية فإن السارد لم يخبرنا بتأثيرها ,ووقعها في نفوس المستمعين إليها . إذ على الرغم من التجاوب المعلن عنه من قبل الجمهور أثناء أدائها ,أثناء بعض الحفلات ,على الرغم من ذلك لم يتم تتبع وقع هذه الأغنية
,ورصد تأثيرها في نفوس الجماهير فيما بعد ,وبالتالي من اجل تحفيزهم على النضال ,في إطار الدفاع عن القضية الفلسطينية .
إذ لم يرد في الرواية ما يفيد تأسيس خلايا لتقييم وقع هذه الأغنية ,وخلق شروط انتشارها بتقديم الدعمين المادي , والمعنوي لها ,ودفع بعض المؤسسات الفلسطينية لاحتضانها ,وبالتالي من أجل خلق شروط انتشارها ,ونجاحها ,وتأثيرها بشكل فعال في الوعي الجمعي الفلسطيني .
وعليه نعتقد أنه من واجب السارد إلى جانب إبراز بعض أشكال التعبير عن القضية الفلسطينية , التدخل من أجل توفير نجاحها ,من أجل أن تتغلغل في ذاكرة الشعب الفلسطيني, و تحفزه على المزيد من النضال أجيالا بعد أجيال ما دام الاستعمار الصهيوني ما زال يسيطر على الأرض ,ويقمع الشعب الفلسطيني .
ومن جهة أخرى نعتقد أن الرواية لها الفضل في التأريخ للحصار المضروب على الشعب الفلسطيني بشكل عام , ومن أجل إبراز ذلك تمكن السارد من أظهار الحصار المضروب على رمز القضية الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات سنة 2002 من قبل جيش الاحتلال .
إذا كان الأمر كذلك فإن السارد لم يشر إلى تاريخ هذا الحصار ,ولا إلى خلفياته , ولا إلى الهدف منه ,وقد يعود السبب في ذلك إلى كون بعض وسائل الإعلام المرئية العربية ,والأجنبية قد تناولت الموضوع , على اعتبار انه كان موضوع تغطية العديد من الفضائيات العربية , وغيرها .
أيضا لم يرد بالرواية تفاصيل عن تفاعل المقاومة مع هذا الحصار بشكل واضح ,اللهم ما يتعلق من ردود أفعال صدرت عن بعض الشخصيات تبين موقف حراس الرئيس ياسر عرفات .
من هذا المنطلق نعتقد انه لا يكفي حراسة مبنى الرئيس فقط ما دام الشعب أيضا مستهدف ,إذ ينبغي تدخل المقاومة من اجل الرد على هذا الهجوم الذي يستهدف المزيد من الأرض ,والشعب .
ومع ذلك فإن الرواية نجحت في التاريخ لمدة زمنية اشتد فيها الحصار على رمز القضية الفلسطينية ومعاونيه ,كما تمكنت من فضح سياسات الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني ككل .
بممارسة الترهيب عليه من أجل القدرة على تنفيذ سياسات تخطط لها الصهيونية ,وينفذها جيشها .
يضاف إلى ذلك أن الرواية نجحت في توظيف التاريخ من اجل التعبير على واقع مرير يعيشه الشعب الفلسطيني , كما أنها نجحت في إسناد الأدوار للشخصيات ,وفي تحديد زمن الرواية, وكل المقومات الفنية للرواية .
وبرصد تقنيات الإبداع يتضح أن الوصف لعب دورا في حكي مجموعة من الأحداث في إطار حبكة متميزة ,حيث تمكن السارد على السنة بعض الشخصيات من وصف دقيق للحصار المشار إليه أعلاه ,من اجل التعبير على واقع مرير في إطار التعبير عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية.
كل ذلك بأسلوب سلس ينم عن قدرة السارد على توظيف التخييل لصياغة أحداث ووقائع ,جعلتنا الرواية نتفاعل معها , كما جعلتنا نعتقد وكأنه عشناها حقيقة .
.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية في السنغال: باسيرو فاي ينال 54,28% من ال
.. إسبانيا: النيابة العامة تطالب بسجن روبياليس صاحب القبلة القس
.. نتنياهو يأمر بشراء عشرات آلاف الخيم من الصين لإنشاء مخيم في
.. كامالا هاريس تصفق لأغنية إسبانية داعمة لفلسطين خلال زيارتها
.. قناة إسرائيلية: إدارة بايدن طلبت من إسرائيل السماح لضباط أمر