الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمير الموسوي ..إيراني بروح جزائرية ..و منزع إنساني كوني

حمزة بلحاج صالح

2020 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه كتابات أردتها أن تكون سلسلة تتحدث عن الكبار حقا في زحمة هذا الضجيج و الهرج و المرج الذي أنتج للأسف باستكباره إنسانية تائهة الوجهة و عالما موبوء ملوثا بالفيروسات التي تزهق الأرواح و تسقط الضحايا و تبعث بالحزن بين العائلات و الأحبة...

و تجعل الفراق بين الناس بهذه الطريقة درسا يجب أن يوقظ البشرية و قادتها على أساس تستكمل فيه المعرفة الخالصة بالله و الكون و الإنسان...

في وحشة عالم لا أؤمن بان الأوبئة هي التي توقظ وعيه فالصدمة كالموعظة تصنع وعيا مؤقتا و ظرفيا و سطحيا..

فقط القراءة باسم الله و بمعية الله هي التي تساهم في اليقظة وأعني العلم غير الشارد عن الأخلاق...

لذلك إخترت الكتابة عن رجال يتحركون في الواقع كالإعصار في صمت و هدوء لا يبحثون عن شهرة و لا عن أضواء فقط يحركهم حبهم للمسلمين و للإنسانية و هو دافعهم الأوحد ...

نعم أحدثكم عن المغمورين الصغار في نظر البعض لكنهم بقامة الكبار بل أكثر..

عن هؤولاء سأكتب لا عن مشاهير الفكر من علماء و فلاسفة الغرب أو مشايخ المسلمين و المرجعيات الدينية الشيعية وفقهاء أهل السنة بطيفهم المتنوع الواسع الذين سوقهم الإعلام الدولي و الإعلام العربي و غمر من هم أهم منهم بكثير من الذين سأكتب عنهم كلمات و لو قصيرة و مقتضبة إنهم أكثر منحا و عطاء بنضالاتهم و تضحياتهم المستمرة الصامتة من مواقعهم لصالح الإنسانية و المسلمين...

أكتب عن رجل إنساني حتى النخاع من صفوف المستضعفين أتى و لا يزال يتحرك بوحي من أرواحهم الطاهرة و بركاتهم العطرة...

نعم أنا سني بلغة التقسيمات السائدة و مالكي المذهب أكتب عن شيعي إيراني يجمعني به مشترك أكبر من هذه التصنيفات و مكوناته هي أركان الإسلام الكبرى ..قران واحد..نبي واحد..قبلة واحدة..انبياء و رسل نؤمن بهم جميعا و بعث و نشور و موت ..و صلوات خمس و جمعة و شهر نفسه للصوم ..و حج على من إستطاع إليه سبيلا مشترك بيننا..ثم ماذا عن أي فتنة ننبش في التاريخ و معاركه و فارق الزمن بيننا كبير جدا لم نشهد وقائعه و روايات تختلف فيها طرق التلقي لا زال بعضها يغذي الفتنة ببطانته السياسية و الأيديولوجية و يتحدث أهل المذهبين و الجماعتيت " سنة " و "جماعة " و " سلفية " و " شيعة " ..الخ عن المظلومية و من قتل و اعتدى و أيهم أولى بالخلافة بل تستدعي طقوسا و شعائر في مناسبات باتت أهم من القران و أحاديث الرسول التي سلمت متونها و أسانيدها من تلك الفتنة فتستدعى لتذكر الناس بجراح تاريخية لسنا معنيين بها لأنها مستقيلة عن واقعنا فمن يقبل منك ذلك و من يسمع اليك إنهما عند بع .كثير من المتعصبين أهم من الوحي ..

أنا هنا أتحدث عن رجل لم أشهد عنده اهتمامات من هذا النوع تتعلق بإحياء الفتنة و الطائفية بل شاهدته يحب السنة كما يحب الشيعة أهله و لست ملزما بالشق عن صدره لان الإسلام أمرنا أن نشهد بما نرى و نعلم...

أحدثكم عن دبلوماسي سابق في سفارة ايران بالجزائر تقلد قبلها وظائف عديدة و أعتقد و أقدر أن إهماله او الغفلة عن استيعابه في المشهد الداخلي أو الدبلوماسي اليوم خسارة لإيران في هذا الظرف الصعب انه أمير الموسوي الملحق و المستشار السابق بالسفارة الإيرانية بالجزائر ...

وهو اليوم يدير مركزا للدراسات مستقل تابع إليه كما أظن لكنه يستحق ما هو أهم و أكثر فاعلية يعود على إيران و الأمة الإسلامية بكل وجهاتها بالخير...

أمير الموسوي إيراني بروح جزائرية عاش شعبيا بين الناس عامة يصلي في مساجدنا بالعاصمة و غير العاصمة ينشر وعيا منفتحا لا ينغلق على مادة الإستبصار أي تشييع سني جزائري ..

لكن أعشار المتعلمين و المصلحيين الوصوليين من المستبصرين إلا من رحم ربي و لا أعني الشرفاء و لغاية في نفس يعقوب و لحاجات خاصة بل يؤدون أدوارا محددة شنوا مع السلفية و بعض التراثيين المنغلقة عقولهم على الرجل حملة شرسة ألصقوا فيها بحضرته تهمة نشر التشيع في الجزائر..

أمير الموسوي عرفته أكبر من الأقانيم المغلقة و همه هو نشر الوعي بمخاطر الإستكبار العالمي و تدمير خط الممانعة و هو شاعر بأخطاء كثيرة وقع فيها الكثير من مكونات مشهد الممانعة و لا يتحسس من سماع نقود عالمة متبصرة لها...

أمير الموسوي يفقه السياسة و الجيوسياسا و الإستراتيجيا و هيمنة الأوليغارشية الدولية و النظام المالي الدولي القائم على المال القذر المدعوم بعمالة بعض الحكام العرب..

أمير الموسوي ليس سجين أقنوم التشيع و هوس تشييع السنة و نشر الطائفية و الإنحباس في قومية فرسية غايتها التوسع..

تحادثت معه فلمست فيه إنسانية عالية متضامنة مع جميع المستضعفين نخبا و شعوبا و مناضلين و مكافحين يقدم مسألة تحرير الوعي من الإستلابات و التشيؤات..

أتابع اليوم ما يكتب ربما دون علمه على صفحاته و على التويتر فلا أجد إلا رصانة و إعتدالا و وعيا مكتملا مكافحا للظلم و متحدثا من غير تحيز ولا وصاية على المشهد العراقي ...

أمير الموسوي يدرك جيدا أن العراق شأن عراقي خالص تحتضن شعبا متعدد الملامح الهوياتية بين سنة و شيعة و قوميات عرب و أكراد و غيرهم و أن الفساد لا لون له و لا ملة و لا هو طائفي او مذهبي أو إسلامي أو علماني ..

فهو يتحدث بوعي عميق ككل المتحدثين الذين يهمهم الوطن العربي و الإسلامي بعيدا عن هوس التدخل و الهيمنة ...

أمير الموسوي لا يفرح لمظلوم قهر و عالم أو مفكر أهين و أهمل أو عزيز قوم ذل وهان و كبى و سقط و قهر و تعثر بعيدا عن نزعة التمييز و التفريق المذهبي أو الطائفي او العقدي أو اللغوي أو العرقي ...

أمير الموسوي لا يزال يكافح في هدوء و صمت و تواضع و وطنية بأضعاف مضاعفة ما يقوم به بعض من يصنعون مشهد الضجيج و التهريج يروج لهم الإعلام هنا و هنالك ..

كان همي أن أبرز فيه إنصافا و شهادة حق هذه القسمات الإنسانية و الأخلاقية العالية و أقول عنه ما علمت و لا يهمني هنا النبش في سير الناس بما لم يتبدى لي جليا فذلك لرب العاملين و أن كنت أتوسم واثقا فيه كل الخير بما شهدت و رأيت..

عندما غادرأمير الجزائر و منصبه في السفارة قلت هل يأتينا من يفهم و يقدر منازل الناس و يعرف ما يقوم به كثير من المستبصرين للأسف إلا من رحم ربي من أدوار محددة مرسومة من جهة الخفاء من بني بلدي موالية للإستبداد و القوة و من متاجرة بشعار أهل البيت..

ها أنا قلت كلمة عفيفة في الرجل مقدرا عبر الحديث و ما يكتب رصانته و رؤيته البعيدة و المعتدلة و المتزنة و غير المتعصبة..

فهو يجمع بين الفضائل و الفكر و التفريق بين المفكر القدير و الظواهر الصوتية و يضيف الى هذا فهمه العميق للصراعات في العالم...

إن كان المذهب السني الذي ولدت عليه و اعتمده يحول دون تجسير علاقات الود و المحبة بين المسلمين فتبا للمذهب و للطائفة و أهلا بالإسلام و كفى ...

أمرنا ربنا أن يحب المسلمون بعضهم بعضا دون النبش في الذي يفرق..

أمير الموسوي عندي كبير القامة أفضل من الكثير فضلت أن لا أخبره بما سأنشر و هي فكرة بدأت يوم غادر الجزائر و صلى اخر جمعة في أحد مساجدها ..

فتحية إكبار على سعة قلبه و عاطفته النبيلة و أرجو أن لا أكون قد أحرجته بكتابتي هذه...

و إلى موضوع اخر حول من أكبر فيهم الوعي العملي و الاتزان و العمل في هدوء و رصانة و خصالهم الكبيرة و الإنسانية مهما اختلفنا ..

و قد لا يكونون أصحاب هيلمان فكري و معرفي و تفلسف تجريدي بالضرورة فلقد مللت رؤية الهالات الإعلامية تسلط على أهل الرفاهية بلا موقف عملي يذكر بل بلا فكر و علم وافر و راسخ و عميق..

قد تكلفني هذه الكتابة ربما سوء تأويلات المتخصصين و المغرضين أو توظيفها فلا يهمني...

و عادة أكتب عن الذين تجردوا من النفوذ حتى تكون كتاباتي طاهرة متعففة المقصد ...

و قد أكتب إضطرارا و قناعة عن الذين لديهم نفوذا ليس طمعا فيهم لكن لأن دورهم عظيم و ما أقلهم في المشهد السياسي خاصة لما عمت به بلوى الفساد و النفاق الإجتماعي و غطرسة و غفلة عن المستضعفين من طرف السياسويين الغارقين في وحل اليومي و هكذا تهمش الكفاءات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل