الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو شهيدنا ومن هو شهيدكم

جعفر المظفر

2020 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لست من رواد العودة إلى التاريخ البعيد لإستنباط الدروس وتقديمها كمواعظ لأهل الحاضر لكن العودة إليها في بعض الأحيان قد تكون لها فائدة قصوى.
على الفيسبوك هناك صفحة خاصة بمجزرة قاعة الخلد التي إرتكبها صدام بحق قيادين في البعث, ولأنني إعتدت الكتابة فيها عن تجربتي مع حزب البعث فقد إعتدت أن أصفهم بعنوان شهداء الغدر.
هل صارت هناك مشكلة ؟ .. نعم صارت .. !
أحدهم وهو جديد ولم يتسع له الوقت لكي يفهمني بشكل معقول, دخل علي لكي يعاتبني بطريقته الخاصة مؤكدا, وهو بالمناسبة مُحق فيما كتبه, إلى أن قائمة الشهداء لا تقتصر على أولئك البعثيين من ضحايا قاعة الخلد عام 1979 بل هي تمتد وتتسع لتشمل آخرين من أحزاب أخرى, وخاصة من الشيوعيين الذين قتلهم ناظم كزار وغير ناظم كزار.
هل هناك خطأ فيما كتبه الصديق الجديد .. ؟
كلا بكل تأكيد .. ليس هناك خطأ أبدا أبدا أبدا, وأكررها بالثلاث, إذ أن لكل حزب سياسي عراقي قائمة شهدائه الخاصة, وإن لهذا الحزب أو ذاك حق أن يسجل في قائمته الخاصة الشهداء الذين يستحقون.
وأما بالنسبة لي فأنا لا أتعامل مطلقا مطلقا مع تلك القوائم المختلفة للشهداء العراقيين على طريقة : شهداؤنا في الجنة وقتلاكم في النار. وأعترف إنني أمام العدد الهائل لشهداء العراق, في مختلف العهود ومن كل الجهات, كنت في حيرة البحث عن معنى الشهادة والإستشهاد, ومن هو الذي يستحق فعلا شرف هذه التسمية ومن هو الذي لا يستحق.
لكن يبدو أن حيرتي والدوخة الشديدة المرافقة سرعان ما وجدت لها الخاتمة في حديثٍ للإمام علي بن أبي طالب. وسأحكي لكم القصة معتذرا عن اللجوء هنا إلى التاريخ البعيد خاصة وإن هذه العودة وهذا الإسم قد يعطي تفسيرات لا وجود لها في عقلي وفي قلبي, فأنا إنسان مذهبه ودينه هو ما يتحدث به عقله وقلبه وليس أبداً ما ورثه عن والديه, أو ما ينقله فلان عن فلان عن فلان, أوما يسجله في الإستمارات خوفا من زوجته.
والقصة يا سادة هو أن أحد الجنود المقاتلين في جيش علي إبان معركة صفين ذهب إلى إبن أبي طالب يسأله والنار تخرج من عينيه ومن خياشيمه : يا إبن أبي طالب المقتولين من جيش معاوية يحسبهم أولياء أمورهم شهداء في الجنة والمقتولين من جيشك يعتبرهم ولاة الأمر شهداء أيضا, قل لي إذن يا إبن أبي طالب من هو الشهيد الحقيقي من بينهم.
ماذا كان جواب "علي" الذي أطفأ النار في عيون وخياشيم ذلك الجندي الذي كانت أعصابه قد تلفت لكثرة ما خاضه من معارك ؟
جوابه كان : يا صاحبي .. الشهيد هو كل من يًقتل من الجانبين وهو مؤمن بما قُتٍل من أجله.
أنا في حقيقة الأمر لن أجد أفضل من قول إبن أبي طالب في شرح معنى ومفهوم الشهيد سواء أكان القتيل شيوعيا أو بعثيا أو قوميا أو دينويا أو دنيويا أو ملحدا.
ولأنني لست قيٍّماً لا على الجنة ولا على النار, وحتى إنني ما زلت في دوخةٍ من أمرهما, لذلك فإن تعريفي لكلمة الشهيد لا يدخل من باب دخوله للجنة من عدمه وإنما من باب التقدير والتعظيم والتبجيل.
أين إذن كانت المشكلة مع ذلك الصديق.
أبدا لم تكن هناك مشكلة في فكرة الرد التي حاول أن يوصله لي وأن ينبهني عليه وإنما كانت هناك مشكلة في طريقة التنبيه, فهو لو كان دخل علي بشكل مؤدب ولائق لقبلت فكرته ولشكرته بإعتبار أنه قدم لي جميلا لتعديلٍ أفكاري, لكنه دخل علي وهو يلعن ويشتم ويسب ..
ولأنني مثلكم لا أحب الشتامين وتقنعني الكلمة الطيبة في الحوار وإن أختلف معكم على مآلٍه, لذلك أنتم أصدقائي
أما هو فلم يعد كذلك..
سلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواب في الحزب الحاكم في بريطانيا يطالبون بتصنيف الحرس الثوري


.. التصعيد الإقليمي.. العلاقات الأميركية الإيرانية | #التاسعة




.. هل تكون الحرب المقبلة بين موسكو وواشنطن بيولوجية؟ | #التاسعة


.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. المتحدث باسم البنتاغون: لا نريد التصعيد ونبقي تركيزنا على حم