الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماركس عدو الراسمالية(نظرة اقتصادية ورؤية واقعية و(انصافا للحق))

سامي عبدالقادر ريكاني

2020 / 4 / 11
الادارة و الاقتصاد


ظلمناه مرتين حين عاملناه كلاهوتي مع انه كان فيلسوفا وعالما ورجل اقتصاد مرة ( حين استمعنا الى ماقيل عنه مالم يقله)، ومرة اخرى(حين حجب عنا ماقاله حتى لانستمع الى ما قاله).
ففي الاولى: قالوا عنه بعد ان استقطعوا كلامه الذي اخرجوه من كتابه (راس المال) بانه ضد الدين وبانه يقول (الدين افيون الشعوب) فصدقناهم . وفي حقيقة الامر انه قال (ان الراسمالية تفعل بالشعوب فعل العبيد بعد ان تسلب منهم كل شيء حتى قيمهم واخلاقياتهم وانسانيتهم، فلا يبقى امامهم سوى اللجوء الى الدين كوسيلة للتخدير لا كوسيلة لمناهضة الظلم واللاعدالة كما هي رسالتها الحقيقة، ومن حينها اصبح الدين افيونا للشعوب).

وفي الثانية: حجبوا عنا قوله عندما اراد منا ان نستيقظ قبل فوات الاوان محذرا من تبعات سيطرة فئة قليلة ومحددة على كل مقدرات الدولة والمال العام باسم الخصخصة ومن ثم على الراس المال العالمي بعدها، وابقاء شعوبها وبقية العالم في فقر وتبعية مسلوبة الارادة مهمشة الشخصية تقتل بعضها بعضا، لذلك كان ينذر الشعوب من النتائج الكارثية بقبولهم تبني النظام اراسمالي الذي يسمح لفئة قليلة بالسيطرة على المال واحتكار وسائل الوصول اليها، فقال( ان الذي يملك يحكم وعندما يحكم يضع القوانين، وحين يضع القوانين يضعها لصالحه وصالح الفئة التي ينتمي اليها، ولايكون ذلك الا على حساب الفئات الاخرى) ولم نتحرى عن كلامه، وبدل من ذلك تبعنا اقوال من اسمعونا بانه ضد حقوق الملكية الخاصة وضد الحرية الفردية،وصدقنا ذلك، مع انه كان يحذرنا من الوقوع في العبودية ويدعونا للثورة ضد كل استغلال للفرد وحرياته.

وجراء ذلك دفعنا ثمن ظلمنا له ايضا مرتين:

الاولى في افغانستان بالوقوف ضد الاشتراكية ولمصلحة الراسمالية الغربية، وبعدها استمرينا لاكمال الخطة تارة بالعمليات الارهابية، وتارة بالطائفية.
والثانية عندما فتحنا ابواب دولنا امام هذا النظام المالي ليدخل الى بلداننا وينهب ثرواتنا عبر وكلائها من القيادات السياسية الفاسدة في المنطقة الاسلامية.

وكانت الاولى باسم الجهاد ضد الكفار والعودة الى الوحدة والعدالة الاسلامية، وبعدها باسم محاربة الارهاب واخيرا باسم الرسالة الطائفية المقدسة.
وكانت الثانية باسم الرفاهية والحرية والديمقراطية وتحرير الشعوب.

وفي النهاية كانت النتيجة ان خسرنا الاشتراكية، ولم نصل لا الى الوحدة ولا الى العدالة الاسلامية. ولم ننعم لا بالديمقراطية ولا بالرفاهية ولا بالحرية، ولاحررنا شعبا ولا وطنا. وبقينا عبيدا للراسمالية العالمية التي تحكمنا وتسلب كل مانملك عبر وكلائها الذين نصبوهم على رؤوسنا يحكموننا ويشاركونهم في النهب والسلب على الطريقة الراسمالية وباسم الدين والوطنية والقومية، ويستعبدوننا باسم الحرية والديمقراطية والدفاع عن الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا يشتري الصينيون الذهب بقوة؟


.. أحد أبرز المباني التاريخية في كوبنهاغن.. اندلاع حريق كبير با




.. تضامنا مع غزة.. متظاهرون يغلقون جسر البوابة الذهبية بسان فرا


.. اندلاع حريق في مبنى البورصة التاريخي في الدنمارك




.. ا?سعار الذهب اليوم الثلاثاء 16 ا?بريل 2024