الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيّف كانَت خطورَة كورونا، وكيّف أصّبحَت ( 1) ..!!

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 4 / 13
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


بعدَ كلّ يومٍ يتجاوزهُ قطارَ عُمرنا الذي يسير على سكّة الحياة، يُفرضُ علينا الوقوفَ بمحطاتٍ كثيرة، لَم تكُن ضمنَ المحطاتِ التي احتوتّها خطة سيّر عُمرنا التي رسمّناها في الماضي، على أمل تطّبيقها، ولكن يُثبتُ لنا - فيما بعد- بأنّ تطبيق هذه الخُطة على أرضِ الواقع، لَن يُلاقي النّجاح، وربما في كثيرٍ من الأوقات، يُصبح صعبَ المنال، وخاصّة بعد أن فُعلَت مكابحُ قطارنا دونَ إرادةٍ منّا، بل رغماً عنّا ؛ مهدّدة بقاءنا على هذه الكُرة الأرضيّة .

وفي هذه المرّة، لَم تكُن المحطّة التي فُرضَ علينا الوقوفّ فيها، محطةً إعتادَ قطارَ الحياة عليها، بل كانَت محطة الظروف الإستثنائية، الخارجة عن الفكّر البنائي والهندَسي للبشريّة، والتي ما زالت إلى الآن بعيدةً عن العِلم الطبّي . المحطّة التي يسّعى الإنسان الهروب منّها بأقلِّ الأضرار، محطة الوباء التي عطّلَت العمل في كُل محطّات الحياة الأُخرى ..

وهُنا لا بُد من طرح سؤالين، أحدهما متعلّق بمدّة بقائنا في هذه المحطة، والآخر حول خطورة هذه المحطّة الوبائية، وهَل خطورتها أكبَر أم أقَل من المتوقّع ؟!

ولانّنا في محطةٍ استثنائية، لَم نعتَد على الوقوف فيها، بل على المرور منّها، كانَ الأشخاص الذين نحن بأمسّ الحاجة لهُم، هُم اؤلئك الذين نتجنّب الذهاب إليهم رغم دماثة أخلاقهم، ورأفتِهم بزوّارهم، وحسّن تعاملهم، هُم اؤلئك أصحاب المبّضعِ والإبرة " الأطباء "، فهُم قَد سارعوا بالوجودِ في هذه المحطة، على أمَل أن يُشرّحوا أجزائها بمبضَعهم، قبل أن تتوقّف كافة القطارات البشريّة عَن التنفس، وتُحرم بذلك من القيام بأعمالها .

ترتبطُ مدّة بقائنا في هذه المحطة الوبائية الكارثية إرتباطاً طرديّا مع خطورةِ هذا الوباء، وسُرعة تفشّيه، وهُنا من الواجب عليّنا جميعاً، ان نُدركَ بأن الإنتهاء من هذا الوباء وخطورته، لا يكونا إلا بتوحيدِ الجهود العالمية، وليس بجهودِ دولةٍ على أُخرى، حتى لو رأينا بعض الدول، تتعاملُ بصرامةٍ مع هذا الوباء، وانتصرَت عليّه ؛ وذلك لأنّ هناك ارتباطاً " تجارياً، صناعيا، علميّا" بينَ كافةِ دول العالم، ممّا يعني إستئناف العمَل عبّر المعابر الحدودية والمجالات الجويّة، والتي ستُتيح للفيروس فرصة الإنتقال من دولةٍ إلى أُخرى .

في الأسبوع الماضي، طلَّ علينا، العديد من الأطباء والمُختصونَ في علم الأوبئة، وتحدّثوا لنا من خلال المواقع المختلفة حول هذا الجائحة، وقرأنا لهُم الكثير من التقارير التي تحدّثت عن خطورة هذه الجائحة التي جعلَت العالم في سكوتٍ غيّر مسبوق، فكان أبرزهم، عالم الوبائيات البريطاني، وهو السّيد " نيل موريس فيرغسون"، والذي يُعتبَر من كبار الشّخصيات المؤثرة في معظمِ السّياسات في الدولِ الكُبرى، والذي تعتبرهُ هيّة الصحة العالميّة، أحد أبّرز عُلماء الأوبئة في العالمِ، إن لَم يكُن أبرزهم .

ومن خلال التقارير الإحصائيّة والارقام الوبائية التي أجراها " موريس"، أُجبِرت بعض الدول الكُبرى " كبريطانيا" على التّعاملِ مع هذه الجائحة دونَ إستهتار، بعد أن إستهانَت بها، وتعاملَت معها على أنّها فترة قصيرة، وحسب تصريح رئيس وزرائها "جونسون "، بأنّها سستعامَل معها بما يُعرَف ب"مناعة القطيع"، لكن هذا الآخير، قَد فشلَت خطّته، بعد أن أُصيبَ بهذا الفيروس، وما زالَ إلى اليوم في مركز العناية الحثيثة، فأُجبِرت بريطانيا على إتخاذِ كافة الإجراءات الصحيّة، وعملَت على تشديدِ الحظر الصحي دونَ تهاون.

لقَد طرح " موريس" ثلاثة سيناريوهات بعدَ تقرير* مُرّعب قدّمهُ من خلال الصّحفِ البريطانيّة . فكانَ السّيناريو الأول يتحدّث عن المشاكل في حال تَم تجاهُل الفيروس من كافّة الدول، وأمّا السيناريو الثاني تناول به قضيّة " الحجر الصحي المُتوسّط"، والسّيناريو الثالث " الحجر الصحي الكامِل الشّامل" وكما حدثَ في كثيرٍ من الدول التي أحسنَت التعامل مع هذه الجائحة ك " الأردن " ..
وسأحاول أن أُوضّح لكُم بصورةٍ بسيطة ما جاء في التقرير المنشور، وسأقوم بإرفاقِ رابط التقرير، ليطلَع عليّه مَن أراد .

يذكُر " موريس " في تقريره، أن سوء تعامل إدارة ترامب، واستهتار جونسون، مع هذه الجائحة، سيُكلّف الدولتين خسائرا إقتصادية كبيرة، وسيكون سببا في قتّل الكثير من الأرواح البشريّة، إذ قدّر أن عدد الوفَيات في " أميركا " سيتجاوز حاجز الملّيونين وربّع المليون، وأن عدد الوفَيات في " بريطانيا" سيتجاوز النّصف مليون وفاة، ونبّهُ هاتيّن الدولتين بأنّه في حالِ إتخاذ التدابيرِ اللازمة، سيتِم إنخفاض هذه الأرقام، إلى ما هو أقَل من النّصف، وستُعطى الفُرصة بإعادةِ بناء أو تهيئة النظام الطبّي من جديد .

لكن، المُستغرب والعجيب في الأمر، أنّ " موريس" بعد اسبوع واحد من نشّره للتقرير، وقفَ أمام مجلِس البرلمان البريطاني، وكذّب كُل نتائجه وإحصائياته في التقرير الأول، حيث قال : " أنّ الوباء أقَل خطورة ممّا هو متوقّع"، وقال أيضا : " أتوقّع أنّ عدد الوفَيات، لن يتجاوز العشّرين ألف وفاة، وربّما يكون أقَل من ذلك " ..

وهُنا، إن صحّ القَول بالعاميّة نقول " موريس دخّلنا بالحيط" .. فماذا جرى خلال هذه الأيام السّبعة، حتى وقفَ أمام المجّلس وصرّح بهذا التّصريح ؟! ما المُراد من هذا التّصريح ؟! هل هُناك شيء ما خلفَ الكواليس ؟!
مَن يتابِع الجائحة بأدقِّ تفاصيلها، يعلَم بأنّ أكثر الدوَل المُتضرّرة من هذا الوباء، هي دوَل القارّة الأوروبية، حيث أن أعداد الإصابات تُشير إلى أنّ معدّل الإصابة بالفيروس، أعلى بكثير من المتوقّع، أو ممّا كان عليه في بدايةِ إنتشارهِ في هذه القارّة، وقيام فريق البحث بتحديث رقَم تكاثر الفيروس من 2.3 سابقا، إلى 3.4 حالياً، يعتبَر دلالة كافية على أنّ تفشّي الفيروس يسير بوتيرةٍ اسّرَع مما كانت عليه، وهذا يعني أن أعداد الإصابات المُسجّلة، ليسَت صحيحه، فهناك أشخاص مُصابون -وهم كثر- ما زالوا مجهولين ..


ما الذي جعلَ " موريس" يغيّر قراءته بغضونِ أيامٍ بسيطة؟!
هل هناكَ سِر عظيم دفنهُ " موريس " في بئرٍ عميق ؟!
هل إصابة " جونسون" أعاقَت دراسة الجائحة بشكلٍ حقيقي لعالمٍ وبائي ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج