الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوارات مع شباب الثورة حول التحزب والحزبية وتشكيل سياسي للثوار

جريدة اليسار العراقي

2020 / 4 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


حوارات الثورة في محطة استغلال منظومة وباء باكونا لوباء كورونا... وتحدي الثوار بعودة ثورة تشرين بمليونية إسقاط النظام :

كان لي حوارات مع عدد من شباب الثورة حول التحزب والحزبية وتشكيل سياسي للثوار ادناه نص ما قدمته من رأي :

‎الصديق العزيز الشاب البطل

‎تحية عراقية خالصة

‎وجدت من المفيد ان اكتب ملاحظاتي إليك مباشرة حول منشورك، من منطلق الحرص على تشخيص الأخطاء التي شابت ثورة تشرين الشبابية الشعبية الوطنية التحررية السلمية، والعمل المخلص على معالجتها، في إطار تواصل التجربة الثورية والذاكرة التأريخية بين الأجيال الوطنية المكافحة من اجل استقلال وسيادة الوطن وحرية وكرامة الشعب العراق ..

‎فمع اتفاقي مع جميع الفقرات (1-7) اقترح إعادة النظر في صياغة نص الفقرة (8)
‎(يكون انتماء والولاء للأعضاء جميعاً للعراق والتأكد من جميع الأعضاء ربما هناك العديد منهم وطنياً ولكن ينتمي إلى جهة حزبية او تيار اخر .)

‎فعندما نقول ونستدرك " والتأكد من جميع الأعضاء ربما هناك العديد منهم وطنياً ولكن ينتمي إلى جهة حزبية او تيار اخر .”

‎هذا يعني اولاً بانهم رغم وطنيتهم ولكنهم لا ينتمون للعراق حسب بداية نص الفقرة "يكون انتماء والولاء للأعضاء جميعاً للعراق "

‎وثانياً وهنا موضع الاهتمام في ضرورة مراجعة شباب الثورة لبعض المواقف الخاطئة ..ومنها الموقف الرافض للأحزاب والتحزب بشكل مطلق :

‎1-من دون التمييز بين احزاب الطبقة الرأسمالية الريعية الطفيلية الحاكمة المتاجرة بالشعارات الطائفية والعنصرية، والتي برهنت الانتخابات الأخيرة بانها لا تمثل سوى 10% هي وأحزابها ومليشياتها ومرتزقتها.

‎وبين الاحزاب والقوى اليسارية والمدنية الوطنية المعارضة للنظام البعثي الفاشي المقبور والتي واصلت معارضتها لمنظومة 9 نيسان 2003 العميلة التدميرية، والتي قدمت قوافل الشهداء، وكانت من الجهات الداعية لتظاهرة 1/10 التي تطورت الى ثورة شبابية شعبية عفوية، وانخرطت فيها بكل قوة.


‎2-ان الحزب السياسي هو تنظيم اجتماعي طوعي، بين اناس يعتنقون فكرة واحدة، وفي العادة يعمل اعضاء الحزب سوية ويخضعون تصرفاتهم للانضباط الحزبي.
‎يصبو الحزب السياسي الى بلوغ اهداف سياسية محددة، طامحا الى تحقيق النفوذ القيادي في الحياة السياسية والى تنظيم المجتمع، ويسعى الى الحصول على السلطة لتنفيذ نهجه وفق البرنامج المقر من قبل مؤتمر الحزب.

‎ان الحزب السياسي جزء من البناء الفوقي للمجتمع.
‎ولكن خلافاً للدولة التي تمتلك السلطة وادوات القسر، فان الحزب السياسي يعمل عادة بأساليب الاقناع والتبشير بافكاره وتوحيد المناصرين لها.

‎بيد ان الحزب السياسي قوة مادية ملموسة، تتمثل في التنظيم والاموال واجهزة الصحافة والإعلام.
‎وان الحزب يستوعب ويجلب الى صفوفه الجزء الاكثر نشاطاً من الطبقة، دون ان يشمل الطبقة كلها بجميع افرادها.

‎ولكن كلما ازدادت ضراوة الصراع بين الطبقة المعنية وغيرها من الطبقات، ازدادت حاجتها إلى تأسيس حزب سياسي واحد قوي بما فيه الكفاية، وقادر على الدفاع بنجاح عن مصالحها الجذرية.

‎ولا يندر ان تقوم الطبقة البرجوازية الحاكمة بتأسيس حزبين متنفذين او اكثر حسب ظروف البلد، لا يختلف بعضها عن البعض في الاهداف السياسية ولكنها تتباين بالشعارات واساليب سيطرتها على الحكم والمجتمع .

‎3- ان دراسة تجربة الثورات الشعبية خصوصا في مصر وتونس قد برهنت على ان سرقة ثورات عشرات الملايين في الشوارع من قبل الاحزاب الإسلامية، هو رفض شباب الثورتين فكرة الحزب والتحزب بشكل عام دون التمييز بين احزاب الطبقات الكادحة وأحزاب الطبقة المُستَغِلة ...

‎4-بينما اثبت تجربة نجاح الثورة السودانية الشعبية ان العامل الضامن لهذا النجاح هو التحالف بين القوى الشبابية والأحزاب والمنظمات اليسارية والمهنية ..

‎5-نعم، من الواجب منع نشر منشورات احزاب السلطة الحاكمة ومرتزقتها.

‎في الختام أرجو ان لا أكون قد اطلت عليك ..آملاً ان تعيد النظر في صياغة الفقرة الثامنة لاهمية ذلك القصوى في إطار النظرة النقدية البنائة لأخطاء الثورة، ومنها الموقف من الاحزاب والتحزب ..

‎كما اود ان أنوه الى انني كيساري عراقي قضيت من عمري البالغ 66 عاماً، أربعون عاماً منها في النضال ضد النظامين البعثي الفاشي المقبور ومنظومة 9 نيسان 2003 العميلة، وثلاثين عاماً منها ضد الاحزاب المعارضة بالأمس الحاكمة اليوم لانعدام الديمقراطية سواء في بنيتها الحزبية الداخلية او في طبيعة العلاقات فيما بينها ..ناهيك عن تعاملها المدمر مع المجتمع راهناً..!!

‎وانطلق في موقفي الناقد البناء هذا من مبدأ يساري حزبي ووطني أرساه الشهيد الخالد فهد مؤسس الحركة الشيوعية واليسارية العراقية، أرساه في ثلاثينات القرن الماضي ( قووا تنظيمكم ...قووا تنظيم الحركة الوطنية )..

‎ناهيكم عن ما عانيته في شبابي وشيبي من الإقصاء والمحاربة بسبب ممارسة مبدأ النقد والنقد الذاتي، ناهيكم عن رفض المغريات مقابل التخلي عن نهجي المبدئي هذا..

‎الذي برهنت الحياة السياسية العراقية ومنذ عقود طويلة، بأن تجاهل هذا المبدأ قد ادى الى وقوع كوارث كبرى وسبب خسائر جسيمة وتضحيات كبيرة ..وأضاع على الشعب والوطن فرص عظيمة لبناء دولة وطنية ديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية..!!

‎مودتي وتقديري
‎اخوكم في الوطن والإنسانية
‎صباح اليساري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم


.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟




.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة