الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كُفار مكة
محمد أبو قمر
2020 / 4 / 13مواضيع وابحاث سياسية
عداء الإخوان لمصر وشعبها وجيشها ليس مرتبطا بإقصائهم عن حكم مصر ، ولا هو ناتج عن عملية فض رابعة ، وكل ظواهر العنف والارهاب وكافة ما يبدونه تجاه الوطن لا ترتبط أبدا بأي إجراء قانوني أو أمني تم اتخاذه ضدهم نتيجة مؤامراتهم وخياناتهم المستمرة.
عداء الاخوان لمصر وشعبها مرتبط بالقاعدة الأساسية التي نشأت الجماعة بموجبها وهي أن الأرض لا قيمة لها ، وأن الوطن ما هو إلا حفنة من تراب نجس ، وأن الوطنية هي وهم يتمسك به الكفار في مواجهة مشيئة الله التي تتلخص في الآية التي تقول إن الحكم إلا لله ، وهكذا فإن الوطن في أدبيات الإخوان هو حيث يكون حكم الله ، وحكم الله هذا لن يتحقق إلا بتحقق الفريضة الغائبة وهي إقامة الخلافة الإسلامية ، إذن الوطن في الفكر الإخواني هو الخلافة الاسلامية الذين يعملون علي تحقيقها في أي مكان ، ثم بعد ذلك تتمدد هذه الخلافة لتشمل العالم كله فيما يسمونه أستاذية العالم .
هذه هي القاعدة الفكرية التي نشأت عليها جماعة الاخوان ، الوطن هو الخلافة الاسلامية ، هو حيث يكون الحكم لله ، فالوطن إذن عند الاخوان هو النقيض لمراد الله ، ولكي يتحقق مراد الله فلابد من إزالة الوطن ، أو علي الأقل محو مفهوم الوطنية لأن الاسلام هو الوطن ، والوطنية وفقا لفكرتهم الأساسية هي ضرب من الشرك بالله.
وفق هذا المفهوم يتم تجنيد الصغار والشباب وشحن أرواحهم بأن الاسلام هو الوطن ، وأن الوطنية هي الخلافة الاسلامية ، وما عدا ذلك هو الجاهلية التي حاربت الاسلام في مكة ، وفي كتاب معالم في الطريق يشبّه مفكرهم سيد قطب أعضاء الجماعة بالفئة القليلة التي أعلنت اسلامها للرسول منذ اللحظة الأولي ، والتي تحملت معه كل المعاناة حتي انتصر الاسلام وتحققت دولته ، ويشبه المصريين بكفار قريش الذي قاوموا الاسلام وسقوا الرسول ورفاقه العذاب وكادوا أن يقتلوه ، فمصر إذن في مخيلة أي إخواني هي مكة الجاهلية التي قاومت ظهور الاسلام وعذبت المسلمين الأوائل ، والشعب المصري في الضمير الاخواني هم الكفار أتباع أبي جهل ، وحسب ما جاء في معالم في الطريق فإن انتصار الفئة المؤمنة قليلة العدد قادم لا محالة وسوف تتحقق دولة الاسلام كما تحققت دولة الله بعد فتح مكة......
فحسب فكر الاخوان فإن ما بينهم وبين مصر وشعبها وجيشها هو بالضبط ماكان بين الرسول وصحابته وكفار مكة ، فالعداء والكراهية والرغبة المحمومة في تدمير مصر وتحويلها إلي خرابة هو فكرة وعقيدة ، هم المؤمنون الأخيار ونحن الجهلاء الكفرة أعداء الله ورسوله ، مرشدهم هو الرسول ، ونائب المرشد هو أبو بكر ، ومكتب الإرشاد يضم في عضويته عمر بن الخطاب وعثمان وعلي ابن أبي طالب وعبد الرحمن بن عوف وبقية الصحابة ، وباقي أعضاء الجماعة هم أولئك الذين أعلنوا اسلامهم منذ اللحظة الأولي لنزول الوحي والذين يتحملون العذاب من كفار مكة إلي أن تحين ساعة فتح مصر ، ومن ثم تبدأ عملية الفتوحات وينتشر الاسلام في كافة جهات الأرض وتتحقق أستاذية العالم كما قال سيد قطب.
وحين تتأمل في شعار الإخوان وتري السيفين وبينهما كلمة وأعدوا ستدرك أن حربهم معك أبدية ، وأن العداء لك وكراهتهم والرغبة في محوك من الوجود هي من الأشياء الراسخة في ضمائرهم ، بل صارت من العناصر الممزوجة في تكوينهم البيولوجي .
وللعلم فإن الإخوان - وإن كانوا يتظاهرون بأن كل ما يطلبونه هو أن يتحلي المجتمع بالإخلاق الاسلامية - إلا أن ذلك فقط هو لابتزاز العواطف الدينية لدي الشعب ، فمسألة حجاب المرأة ، أو الكلام عن حرمانية بعض الفنون ، أو المطالبة بتطبيق الشريعة ، كل ذلك من الاجراءات التكتيكية لإقناع الناس بمشروعية وجودهم كدعاة للفضيلة ، فحتي لو كل ذلك تحقق فإنه لا يؤثر علي الهدف النهائي الذي هو إزالة الوطن وإحلال الخلافة التي هي الوطن والوطنية معا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تسميه الاشياء
على سالم
(
2020 / 4 / 14 - 03:27
)
فى تقديرى ان الاسلام ماهو الا مرض بدوى عقلى واجتماعى ثقافى خطير ومدمر , الواجب يحتم علينا جميعا التخلص من هذا المرض الفتاك والا هلكنا جميعا
2 - شكر وتقدير
محمد أبو قمر
(
2020 / 4 / 16 - 18:37
)
مرورك في غاية الأهمية....شكرا لك
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال
.. العدل الدولية: على إسرائيل زيادة عدد نقاط العبور البرية لغزة