الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي توازن للرعب في زمن كورونا؟

محمد بلمزيان

2020 / 4 / 13
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


استمعت بإمعان قبل أيام لمحاضرة الخبير الإقتصادي والإستراتيجي الدكتور طلال ابو غزالة، يتحدث فيها عن السيناريوهات المحتملة لخريطة العالم ما بعد كورونا، فكان انطباعي حقيقة حول أومأ إليه في استنتاجاته أن الرجل لا ينطق عن الهوى بل يؤسس لأفكاره بشكل سلس من خلال الرصد بعيون شاخصة للأوضاع الإقتصادية الحالية مستندا في ذلك الى الأبحاث التي قامت وتقوم بها بعض مراكز البحث المتخصصة سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا، المهتمة بمتابعة التطورات الإقتصادية العالمية ونسب التفاوتات في النمو، وهو من خلال استقراء تلك البيانات في ظل هذه الأزمة العالمية للإقتصاد الرأسمالي يلوح بأنها ستليها حرب عالمية ثالثة لكن بنكهة مغايرة للحروب التي شهدتها البشرية، ولعل هذه الجائحة فيروس كورونا هي مدخلا نحو هذه المواجهة بين عمالقة الإقتصاد العالمي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية، وذلك لإعادة تقسيم خريطة العالم من جديد وفق المعطيات المستجدة.
مهما كانت منطلقات الرجل وهوية مرجعياته الإقتصادية وفلسفتها الفكرية السياسية وأهدافها،فإن الخلاصات العامة التي ركز عليها تبقى على قدر كبيرمن الوجاهة والمصداقية، خاصة إذا ما حاولنا استقراء الخريطة السياسية العالمية وما يعتمل داخلها، وتجارب الحروب والأوبئة التي عاشتها البشرية في الماضي،فإن الحروب ستنتقل من شكلها التقليدي التي تخرب البنيان والعمران والبشر، الى شكل جديد هو تخريب البشر والحضارات، بعدما عاشت الأمم أحلام حول حوار الحضارات حينما وصدامها حينا آخر،تأتي هذه المرحلة في ظل اشتداد أزمة النظام الراسمالي الخانقة لتحاول ابتداع اساليب جديدة وأكثر هيمنة على مقدرات الأمم ولكنها أكثر وحشية وهمجية من الماضي، وبالتالي فإن الأيام ستكشف إما عن الأزمة البنيوية لهذا النظام المتوحش ومحاولة البحث عن متنفس جديد، كما وقع خلال أزمة الكساد العظيم 1929 والاستنجاد بنظريات اقتصادية جديدة لضخ أوكسيجين جديد في شرايين الحياة الإقتصادية كما حدث حنيذاك باستلهام النظرية الكينزية التي نصحت بتدخل الدولة لإنقاذ الإقتصاد الأمريكي من الركود والكساد، أم أن هذه المرة ستكون الأزمة لها تكاليف باهضة على الإقتصاد العالمي وستكون لها بالطبع فواتير ثقيلة على مستوى الآثار الإجتماعية المدمرة على المدة المنظور.
لا شك أن البعض يستبعد نظرية المؤامرة في انتشار هذا الوباء القاتل،وبالتالي الجنوج الى الإعتقاد شبه الجازم بأن اختلال المنظومة البيئية والمس بتوازنها والتلوث بأشكال البسيط والمعقد قد نتج عنه ظهور وانتقال وتفشي هذا الوباء من الحيوان الى الإنسان، نتيجة الإستغلال المفرط للبيئة الطبيعية والإستعمال غير السوي للثروات الباطنية والحيوانية،وما ينتج عنه من تداعيات خطيرة على حق الأجيال القادمة في الإستفادة والتمتع ببيئة سليمة ونقية. ورغم وجاهة هذا الطرح فإنه في اعتقادي تبقى نظرية المؤامرة واردة الى أن يثبت العكس لا لشيء فقط لكون أصحاب أقطاب المصالح في جني الأموال والأرباح هي نفسها التي قد تقف وراء الإستعمال السيء للتجارب في بعض المختبرات في ظل هذا الصراع المحموم حول الريادة والسبق في الاكتشافات ليس لغرض جلب السعادة للبشرية وإنما لمراكمة الأرباح وتحصين مراكزها في صدارة الترتيب، وهي نفسها الأقطاب التي تتوسع عائداتها على أنقاض تخريب الطبيعة والتحلل من أية التزامات وتعهدات دولية للمحافظة على البيئة ، بالرغم من المناشدات والتوصيات الأممية والمناهضة من قبل مكونات المجتمع المدني عبر العالم وشجب هذا الهجوم الشرس على مقدرات الشعوب ومصدر رزقها اليومي، فهل سيتخطى العالم اليوم حدود حرب عاملية ثالثة على النمط التقليدي في ظل توازن الرعب وامتلاك العديد من الدول لأسلحة الدمار الشامل، أم أن سعار الإستحواذ والهيمنة على الأسواق العالمية أصبح يشق طريقه بكيفية مغايرة وبمنهجية مرنة لكنها أكثر بطشا وعنفوانا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية