الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشأة - حزبي - التيار المغامر في الحركة القومية الكردية

صلاح بدرالدين

2020 / 4 / 14
القضية الكردية


بين حين وآخر وعندما تقع أحداثا مأساوية باقدام موالي الحزبين الكرديين ( أوك – ب ب ك ) على خطوات عدائية تجاه مخالفيهما أو لخدمة أنظمة الاستبداد ( كما حصل مؤخرا في تسليم اللاجئ السياسي الكردي الإيراني مصطفى سليمي ) وتحديدا نظاما طهران ودمشق تظهر ردود أفعال إعلامية حول حيثات الحدث ثم تتوقف من دون الغوص في طبيعة الحزبين ونهجهما المغامر الذي سيستمر في إيذاء الكرد وقضيتهم بكل الأجزاء الا أن يتم تفكيك الحزبين من جانب قواعدهما فليس كل أعضائهما شركاء في الجرائم المقترفة وإدانة سلوكهما ومراجعة خطاياهما ولاشك أن مؤسسي الحزبين الأوائل هم من ارتضوا النمو في حضانة عائلة الاسد ونظامه المستبد .
وبمناسبة تسليم السجين السياسي الكردي مصطفى سليمي الهارب من نظام طهران الى أراضي إقليم كردستان العراق من جانب السلطات الخاضعة لحزب الطالباني والذي أعدم البارحة ذكرت البارحة " منذ بداية سبعينات القرن الماضي كان تقييمنا للحركة القومية الكردية عموما أنها تضم نهجين أو تيارين واحد قومي ديموقراطي معتدل ينشد الحل السلمي والحوار ضمن التطور الديموقراطي في بلد انها يتصدره نهج الزعيم مصطفى بارزاني وآخر قوموي شعبوي مغامر متفاعل مع أنظمة الدول المقسمة لكردستان بل من افرازاتها وحينها كان حزب الراحل جلال الطالباني يتصدر التيار المغامر وانتقل مركز القرار الى قيادة ب ك ك في – قنديل – بعد تراجع حزبه " .
ظهر ونشأ الحزبان الرئيسييان بالتيار المغامر في سوريا بعهد الدكتاتور المقبور حافظ الأسد وسبق الاعلان عن نشوء ( الاتحاد الوطني الكردستاني ) بدمشق ثلاثة أعوام عن الإعلان عن شبيهه ( حزب العمال الكردستاني ) وكما ورد في ديباجة ووثائق الاعلانين كانت الخلفية والدوافع انتقامية وردات مضادة ضد الفكر القومي الديموقراطي الكردي وحامليه وبمثابة طعنة في ظهر حركة التحرر الكردستانية تم التحضير لذلك بعناية في دوائر القصر الجمهوري الاسدي ومكاتب المخابرات العسكرية بإدارة اللواء علي دوبا فحزب الطالباني جاء تحت عنوان ادانة البارزاني ومحاربة حزبه وبيشمركته وكانت المهام الأساسية لحزب أوجلان الغاء صفة شعب كردي سوري واعتباره من المهاجرين يجب اعادتهم الى الشمال .
الحزبان افتتحا نشاطاتهما بعد التأسيس بمهام مشبوهة مرسومة من أجهزة النظام فقد حمل العدد الأول من صحيفة ( الاتحاد ) الصادر بدمشق والى جانب تخوين الزعيم الكبير مصطفى بارزاني هجوما لاذعا على شخصي كأمين عام لحزب الاتحاد الشعبي الذي رفع لواء معارضة النظام وإيجاد البديل الديموقراطي واتخذ موقفا مبكرا مؤيدا للثورة في كردستان العراق وقائدها البارزاني ثم بدأ ومن خلال مدير مكتبه بسوريا ( فؤاد معصوم ) بشراء ذمم قيادات أحزاب كردية من سوريا وتركيا والعمل على شق أي حزب لايستجيب لسياساتهم فكان من نصيب حزبنا أن انشق عضوان قيادييان بعد تلقيهما مبلغا ماليا ( اعترفا فيما بعد ) ولم يتوقف الامر على هذا المنوال بل سعى الطالباني لتحقيق مقترح علي دوبا ( بضبضبة كرد سوريا ) وانشاء حزب جديد من خمسين اسما قدمه له ومن الملفت ان المرحوم – رمو شيخو – وكان عضوا بالمكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري ( العضو بجبهة النظام ) ومسؤول علاقاته الخارجية كان مشاركا لتحقيق ذلك المشروع على أنقاض الحركة الكردية السورية الحقيقية .
أما حزب أوجلان الذي انبثق من حضن عائلة الأسد مباشرة قبل انتقاله الى حضن الأجهزة الاوسع وتحديدا الشقيق الأكبر للدكتاتور ( جميل الأسد ) فكان من مهامه الرئيسية بعد افتاء عدم شرعية الوجود الكردي بسوريا مواجهة الحركة الكردية السورية وتعبيراتها السياسية والنضالية واستغلال تشجيع السلطات لتوجيه الشباب الكرد للانخراط بحزبه ومن ثم توجيه أنظار كرد سوريا الى الخارج ونسيان ان لهم قضية وتاريخ وارض طبعا لم يمض وقت طويل حتى اتفق ( الحزبان ) وبرعاية النظام السوري على الاتفاق في مواجهة قيادة البارزاني بكردستان العراق سياسيا وعسكريا واعلاميا .
تاريخ ومكان منشأ الحزبين ومؤتمراتهما التأسيسية

أولا - في 25 مايو (أيار) 1975، يلتقي أربعة بينهم جلال الطالباني في مقهى - طليطلة - وسط دمشق، ليتفقوا على تأسيس ( الاتحاد الوطني الكردستاني ) ثم يعقدون المؤتمر التأسيسي الأول ويعلنون عنه بمؤتمر صحافي ويضيفون ثلاثة أسماء أخرى لهيئة التأسيس وهم طالباني وفؤاد معصوم وعادل مراد وعبد الرزاق ميرزا وكمال فؤاد ونوشيروان مصطفى وعمر شيخموسى.
ثانيا -
في ١٥ – ٢٥ – ١٩٨١ عقد المؤتمر الأول لحزب العمال الكردستاني بدمشق بحضور ستين مندوبا وفي عام ١٩٨٤ عقد المؤتمر الثاني أيضا بسوريا وعقد المؤتمر الثالث في ٢٠ – ٤ – ١٩٨٦ في وادي البقاع بلبنان تحت حماية مفرزة المخابرات السورية ( بمجدل عنجر ) .
مقارنة
الحركة الكردية السورية في تلك المدة كانت في ظروف السرية والمنع والملاحقة وكنا في حزب الاتحاد الشعبي أكثر الأطراف عرضة للاعتقال والقمع فقد اعتقلنا وتحولنا الى المحاكم العسكرية ثم محكمة أمن الدولة العليا ثم حرمونا من حقوق المواطنة والحقوق المدنية وكنا نعجز بالرغم من احتضان شعبنا وجماهيرنا عقد اجتماعات موسعة ومؤتمرات الا من باب المغامرة واضطررنا الى عقد مؤتمرين في لبنان لتلك الأسباب الأمنية أما حزبا التيار المغامر فكانا من ( أصحاب الدار ) كما يقال وكل ذلك لقاء أثمان وتنازلات وصفقات على حساب شعبنا وقضايانا .
وختاما أقول مسار علاقات عائلة ونظام الاسد مع حزبي التيار المغامر لم يتوقف بل اعيد تقييمه وهيكلته بداية اندلاع الثورة السورية الوطنية المغدورة من خلال تطورين : ١ – زيارة الطالباني الى القرداحة نهاية ٢٠١٠ وزيارتي آصف شوكت الى السليمانية ولقائه مع حلفاء الامس بين عامي ٢٠١١ – ٢٠١٢ فهل سيخبئ المستقبل وضعا مغايرا بعد سقوط نظام الأسد ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق يرجئ مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام أو المؤبد على الع


.. رئيسة -أطباء السودان لحقوق الإنسان-: 80% من مشافي السودان دم




.. إسرائيليون يتظاهرون عند معبر الكرامة الحدودي مع الأردن لمنع


.. الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا




.. العربية توثق إجبار النازحين في بيت حانون على النزوح مجددا بع