الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل خسرنا الحرب؟

باسم محمد حسين

2020 / 4 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لم نخسر الحرب - - - - - ولكن سقطت عن وجوههم الأقنعة*.
عندما كان المتظاهرون والمعتصمون يتعرضون لأعمال عنف في مختلف ساحات الاحتجاج في عراقنا المبتلى، كانت تنسب هذه الأفعال لطرف ثالث، واليوم تحديداً وبشكلٍ رسمي اتضح من هو الطرف الثالث.
استقال القاتل عادل عبدالمهدي في 29/11/2019 نتيجة لضغط التظاهرات والاعتصامات المطلبية بتغيير الأحوال المزرية التي يمر بها الوطن، وتم تكليفه مباشرة بإدارة الأمور اليومية للدولة لحين تكليف شخص آخر لرئاسة مجلس الوزراء، واستمر الرجل بعمله مع وزرائه ومعاونيه لغاية اليوم. بعدها تم تكليف المهندس محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزارة الجديدة وكان مرفوضاً من قبل المنتفضين، بينما رشحته بعض الكتل السياسية ووقفت كتل اخرى ضد تكليفه بل ونجحت بأن تجبره على الاعتذار عن ذلك التكليف. وعاد الى سكنهِ في بيروت غير مأسوف عليه. ثم ظهر اسم مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات والإعلامي السابق، والرجل لم يقبل التكليف أساساً لأنه لم يكن يحظى بالأغلبية (الشيعية) لا بل دارت عليه الدوائر والاتهامات كونه أميركي التوجه (حسب ادعائهم)، كما اتُهِمَ بالضلوع في قتل المهندس وسليماني، ولهذه الأسباب وغيرها رفضته بشدة أغلب الجهات المتنفذة وأصحاب القرار.
جاء بعد ذلك دور عدنان الزرفي محافظ النجف السابق والنائب الحالي والمؤيد للتظاهرات منذ بداية انطلاقها في اكتوبر من العام المنصرم، ولم تقبل به جهات عديدة من الكتل المتنفذة ولأسباب متعددة منها ما ذكره زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم بأن ترشيحه لم يكن دستورياً! في الوقت الذي جاء رقم المادة الدستورية في مرسوم التكليف (البند خامساً من المادة 76)، وأسباب أخرى معروفة.
بعض المتابعين يقول أن الرفض لم يكن لشخص الزرفي بل لأن ترشيحه وتكليفه كان من قِبل رئيس الجمهورية وهو (سني،كردي)، بينما سياسيي (الشيعة) يريدون حصر هذا الأمر بيدهم فقط.! والبعض الآخر أشكل على برنامجه الوزاري الذي ربما يمكنه من تنفيذ ما تبتغيه ساحات التظاهر وهي حصر السلاح بيد الدولة ومحاربة الفساد والإعداد لانتخابات مبكرة ونزيهة وبإشراف الأمم المتحدة الأمر الذي سيُفقِد المتنفذين الحاليين الخصوصية المتمتعين بها والثراء الفاحش.
تدخل الجانب الإيراني وكالعادة بغية حلّ الاستعصاء وتقريب وجهات النظر والمواقف المتباينة بين الأخوة الأعداء، فقد زار العراق واجتمع بهم كل من شمخاني وقاآني بديل سليماني ويبدو أن البديل أمرهم بقبول الكاظمي وفعلاً تم ذلك.
تم ترشيحه من قبل أغلب سياسيي الشيعة وبعدها كلف رسمياً الرجل المرفوض سابقاً وفي حفل لم يحظَ به سابقيه حيث حضره أغلب قادة الكتل المتنفذة أو من ينوب عنهم من الخط الأول (يقال بطلب من الكاظمي) ورئيس البرلمان ورئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس المحكمة الاتخادية وتم عزف النشيد الوطني ثم وقف برهم صالح رئيس الجمهورية ليلقي خطبةً بأسلوبه التربوي الأكاديمي وصوته ذو البحة الجميلة، حيث بدأ حديثه بتوجيه التحية لأصحاب الأردية والقلوب البيضاء من خط الصد الأول المواجِه لوباء كورونا، ثم استذكر ما جرى في يوم 9/4 في الأعوام الماضية حيث استشهد محمد باقر الصدر واجتياح القوات الأميركية لبغداد عام 2003 ومعارك الأنفال وغيرها. ثم انتقد وللمرة الأولى (كما أعتقد) القصور السياسي ونهج الحكم وفق مبدأ المحاصصة المقيت والإرهاب الذي استنزف أرواح وخيرات العراقيين بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر كما تطرق للتدخلات الخارجية في الشأن العراقي ومنع العراقيين من التمتع بخيرات وطنهم، وانتقد الرجل أيضاً عدم اكتمال أساسيات قانون الانتخابات الجديد. بعدها امتدح صديقه المكلف الكاظمي وأشادَ بتوافق القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية على تكليفه، بينما تناسى كلياً المتظاهرين وتضحياتهم والشهداء والجرحى والمختطفين والمعتقلين والمهجرين.
أساساً نتمنى للوطن عبور أزمة الفيروس الحالية وبقية الأزمات الأخرى المتراكمة منذ عقود على يد المكلف الجديد أو أي شخصٍ آخر. ولكن هل ننسى انتفاضتنا وتضحياتنا في سبيل التحرر من تسلط حكامنا الحاليين ولَعبِهم بمقدراتنا وسرقة خيراتنا ومحاولاتنا لوضع الوطن على الطريق الصحيح؟ ثم هل سيشكل الكاظمي وزارته كما يشتهي المتنفذون الذين رشحوه للقيادة؟ وهل سيكون الرجل قادراً على تمرير تشكيلة وزارية من الكفاءات والخبرات دون اعتراض الفاسدين الذين اعترضوا على سابقيه؟ ثم هل يستطيع تنفيذ برنامجه والفقرات التي طالبنا بها في انتفاضة اكتوبر المجيدة؟، اعتقد ستكون الأيام والأسابيع القادمة حبلى بالاحداث، ولننتظر كي نحكم على نجاح أو فشل ثورتنا السلمية.
*محمد مفتاح الفيتوري / بعد نكسة 1967








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة