الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماكرون -الطائي- سيذبح أفريقيا مرة أخرى إحتفاءا بضيفه الكوروني الثقيل !!!

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2020 / 4 / 14
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


الرئيس الفرنسي ماكرون يدعو اليوم 13 أفريل 2020 في كلمته للشعب الفرنسي إلى إلغاء اغلب الديون تُجاه الدول الفقيرة في إفريقيا.
بادرة جيدة تبدو وكأنها انخراط فرنسي في التضامن الأممي للتصدي لازمة كورونا وانعكاساتها الاجتماعية و الاقتصادية ...
ولكن اذا حفرنا أعمق من غلاف الكرم الفرنسي في "جُبّة ماكرون الطائي " المفاجئ تُجاه بعض مستعمراتها السابقة وتوابعها الاقتصاديين والسياسيين لفترة طويلة من الزمن تمص خيراتهم ودمائهم تاركة لهم فقرا وجوعا و دولا باقتصاديات خاربة !! ربما نجد :
- أن إفريقيا هي الأقل تَضَرّرا من الكورونا من الزاوية الاقتصادية حيث إقتصادياتها في اغلبها هشة "رعوانية" بطيئة النمو بطبيعتها قائمة بشكل كبير على مؤسسات صغرى و متناهية الصغر ذات أنماط استهلاكية تُركّزُ على توريد المنتجات النهائية و المصنعة و التكنولوجيا وتصدير المواد الأولية بخسة الثمن في تبعية شبه كاملة للدول الصناعية ، تتعامل فرنسا وحدها بشكل ثنائي استثمارا وتصديرا وتوريدا مع 21 دولة إفريقية تقريبا ( منها 17 zone franc ) بما يقارب 2100 شركة فرنسية وفروع شركات مقيمة في إفريقيا و حجم مبادلات سنوي يُقارب ال 50 مليار يورو بفائض تجاري في حدود 4 مليار اورو ( صادرات فرنسا لإفريقيا في حدود 10 % من جملة الصادرات العالمية تجاهها ) .
- تُعاني الدول الإفريقية من صعوبات وصلت حد العجز عن سداد قروضها أو إعادة تمويلها مما أدخلها في حالة ركود شبه شاملة ، وقد كان هناك توجه جدي من الدول الصناعية منذ 2005 إلى إلغاء بعض الديون لعجز الدول عن السداد بهدف إنعاش موازناتها وإعادة إدخالها في دورة الاستهلاك .
- حزمة الخيارات الاقتصادية التي اتخذتها الدول ( ومنها تونس ) لمجابهة أزمة ما بعد الكورونا تضع رزمة مالية جد معتبرة لانقاذ المؤسسات الاقتصادية المقيمة ومنها طبعا المؤسسات الفرنسية و تلك العاملة مع مؤسسات فرنسية .
- فرنسا من الدول الأكثر تضررا حيث يمكن أن تخسر ثلاث نقاط نمو حتى الآن( ما يقارب 500 مليار أورو ) نتيجة الحجر الصحي وانكماش اغلب العمليات الاقتصادية ، وهي لذلك تحتاج إلى الانطلاق بقوة مضاعفة بعد أزمة الكورونا ، تصنيعا وتسويقا ( تصدير) بينما ستكون أفريقيا أحد شركاء فرنسا الأساسيين عاجزة عن توفير حاجيات المتروبول بالمواد الأولية وعن استيراد منتجاتها النهائية ، ولذا يكون الخيار الفرنسي بإلغاء ديون الدول الإفريقية إجراءا في خدمة الاستعداد لإعادة إطلاق الاقتصاد الفرنسي وإنقاذ مؤسساته في النهاية ، عبر تمكين أسواقها التقليدية من تسوية وضعية موازناتها وتخليصها من عبئ الديون القذرة من ناحية وخطوة استباقية للتمدد الصيني في أفريقيا من الناحية الأخرى ، لتمكينها من دخول دورة إقتراض جديدة لتصريف الأزمة الاقتصادية والمالية الفرنسية عبر إعادة تحريك الاقتصاد الحقيقي بسرعات خيالية .
- اغلب الديون الخارجية للافارقة هي ديون قذرة ( أنظمة حكم فاسدة واوليغارشية تنهب أكثر مما تضخ في الاقتصاد الحقيقي ) او موجهة للاستهلاك و وتغطية عجز الموازنات و العجز التجاري وسداد خدمة الدين ذاته ، وقلة منها تُوَجّهُ لمشاريع البنية التحتية والخدمات المساندة والداعمة للاستثمار وإعداد الأسواق ، ذات كلفة عالية و مردودية ربحية هامشية وبعيدة الامد ، ولذلك فإن إلغاءها بشكل أحادي من الدول المقرضة إن لم تُرافقه وتتزامن معه سياسة إقتصادية واجتماعية وطنية مستقلة قائمة على منوال تنموي يغير هيكلة الاقتصاد وهيكلة التصرف في القروض المُقبِلة لينقلنا من مجتمعات استهلاك تابعة إلى مجتمعات منتجة ومصنعة حقا ومالكة لدواليب اقتصادياتها حسب حاجياتها وامكانياتها الوطنية لن يُحقّق أكثر من نقلنا إلى مرحلة أخرى من الغرق ويحوّلنا إلى مزبلة كل القمامة الصناعية والتجارية والمالية اللتي سَتَخْرُجُ بها فرنسا وأوروبا وحتى امريكا من أزمتها الكورونية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة