الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم يا غريفة فيك الضي..

عبد السلام الزغيبي

2020 / 4 / 14
الادب والفن


في معاجم الله العربية : غريفة [ مفرد ] : ج غريفات : 1 - تصغير غرفة

سميت الجنة «بالغرفة» لارتفاعها، والغرفة هي الدرجة الرفيعة، وهي أعلى منازل الجنة وأفضلها، كما أن الغرفة أعلى مساكن الدنيا، جزاء بما صبروا على القيام بذلك، وبصبرهم على أمر ربهم، وطاعة نبيهم عليه الصلاة والسلام، بما صبروا على الفقر والفاقة في الدنيا وعلى الشهوات. وهي منزل عال ودرجة رفيعة في الجنة { أولئك يجزون الغرفة بما صبروا } - { وهم في الغرفات ءامنون } - { لنبوئنهم من الجنة غرفا }

الغريفة هي تصغير لكلمة الغرفة، وعادة ما تكون في الطابق الثاني للمنزل ولها نافذة تطل على الشارع..وعلى وسط الحوش" البيت"..

الغريفة هي مدينة في وادي الحياة في جنوب ليبيا.. ( اوباري) وأشهر مناطقها هي منطقة جرمه الأثرية والتي صنفتها منظمة اليونسكو مدينة تاريخية وهي من أشهر مدن فزان وكانت حلقة وصل بين الساحل والصحراء قبل ألاف السنيين عبر حضارة الجرمنت المعروفة وتشتهر هده المدينة بمتحفها العريق الذي به الكثير من المقتنيات والتحف الأثرية التي استقطبت اهتمام الكثير من الباحثين والمهتمين بالآثار.

يرجع سبب التسمية، إنه لما جاء المرحوم الشيخ عبد الله بن عمر بن حامد الحطماني ووجد المنطقة أرض فضاء واسع أقام بها هو وأولاده أتباعه ،وأقام بها بناء عال و فوقه دار. وكان يطلق على هذه الدار في الأزمنة الماضية تسمية الغرفة فكان كل قاصد إلى هذا المكان يقول أنا ذاهب إلي الغريفة وهو تصغير لكلمة الغرفة وروى لنا أنهم كانوا يقولون في البداية غريفة الشيخ عبد الله وكل من يتجه إلى هناك يستعمل تعبير ذاهب إلى غرفة الشيخ عبد الله ومع الوقت وبمرور الزمن وبعد أن أصبح المكان معروفا اقتصرت التسمية على الغريفة وهكذا أستقرت التسمية.

وفي مملكة البحرين هناك قرية تسمى كذلك "الغريفة" وهي تقع تحديداً في شمال ميناء سلمان، بمحاذاة شارع الفاتح من جهة الشرق..ويحدها شارع الجفير من جهة الشمال، يبلغ عدد سكانها تقريباً الـ 900 شخص، وقد عُرف عن أهلها الطيب والكرم وبساطة المعيشة وحب الترابط فيما بينهم حتى شهد بذلك كل من عرفهم وعاش بينهم.

وسبب تسميتها بهذا الاسم، ان هناك رواية مفادها أن عشيرة علوية منحدرة من نسل علي وفاطمة عليهما السلام أصلها من البصرة، استوطنت القرية وكان عميدهم قد بنى له غرفة صغيرة تقع على مجرى ما لتكون باردة في أيام القيظ، وهذا شيء جديد على الأهالي الذين ما أن عرفوا بالغرفة حتى أطلقوا على المنطقة التي فيها كلمة"الغريفة"وهي كلمة تصغير لغرفة..

ووصف أسم " الغريفة" نجده في التراث الشعبي الليبي، في أغنية أشتهر بغنائها يهود ليبيا ، تقول كلماتها:

اليوم يا غريفة فيك الضي وفيك زويل يعز علي ..

فيك النور وفيك مولى السالف مظفور

ايجي يدفر كيف البيبور سفينة والرايس رومي


فيك النعناع وفيك لريل بو عيون وساع

تمنيته في السوق انباع ومنه خلولي حقي ..

اليوم يا غريفة فيك الضي وفيك زويل يعز علي ..

فيك الخوخ وفيك مولى الصدر المنفوخ

لا رضع لا جاب فروخ وفي حجره ما رقد شي ..

اليوم يا غريفة فيك الضي وفيك زويل يعز علي ..
 

فيك فنار وفيك روشن يفتح عالدار

انا نطلب سيدى الهدار

يصخرلي مشكاى تجى

فيك عنب وفيك بنية تتشقلب

مصبوبة في القالب صب

ومخصوصة في العقل شوي

اليوم ياغريفة فيك الضي

فيك شقوق وفيك روشن يفتح عل السوق

طلبتك يا سيدي الزروق تقرب زول الغالي


مناجاة من حبيب لمحبوبته الذي تسكن في العلالي و لا يستطيع الوصول إليها.. يخاطبها ويناجيها من بعيد، يصف جمالها ويصورها بأشكال مختلفة...

عرف أن أصل الاغنية يهودى و كانت من بين أشهر تلك الاغاني القديمة التي كانت تغنيها المطربات اليهوديات، من أبناء الاقلية اليهودية التي عاشت في مدينة بنغازي، وأتخذت من شوارع وسط المدينة سكنا لها وعاشت بين الناس البسطاء في شوارع ( سي علي الوحيشي، والشويخات، وعثمان ابحيح، وبن عيسى، وقصر حمد)، بحسن السيرة وطيب السلوك، والشعور بالامن والامان، وكان لهم مدارسهم،( مدرسة بشارع المهدوي، وأخرى بمنطقة سيدي اخريبيش)، ومعابدهم ( معبد في شارع مختار الصابري، وأخر في شارع سي سعيد).

كان للاقلية اليهودية، دورها الفني الريادي، بحكم تحرر أفرادها بعض الشئ من العادات والتقاليد (كما أعتقد ) . وكان الناس فى بنغازى على سبيل المثال ، ـ ومنذ استيطان هذه الاقلية في مدينة بنغازي، بعد خروجها من الاندلس ثم تونس ومنها الى ليبيا،ــ يستعينون ببعض النساء والرجال من يهود بنغازى لاحياء الافراح، والحفلات الغنائية. لانه كان من العيب ان تعمل المرأة الليبية كمغنية الا داخل"اسوار" بيت العريس أو أهل العروسه..

برز من الفنانين اليهود على سبيل الذكر لا الحصر..، دوخه، كاكى، بن نحاسى،السحنتى،الزقيني، ابن الزقيني، زكي حبيب، حاييم الصغير)، سالمة( في الأفراح والمآتم)، وتركية، والمطربة والدرباكة المشهورة( بطة)، التي كانت تسكن في حي سوق الحشيش، وتحيى الافراح في البيوت الليبية، وكانت هناك عربة بحصان( عربية )، تنقلها من بيتها الى بيت العرس، بعد ان يتم الاتفاق على الاجر مع زوجها( خاموس)،الذي يقبض الثمن ومعه زجاجة بوخة. بدون أن ننسى المساهمة الفنية الكبيرة، لاشهر شعراء اليهود، الذين عاشوا بين مدينتي بنغازي والمرج، وهو الشاعر أربيب كليمنتي الشهير، بـ "أبـوحليقه"، وقد تغنى بشعره الذي يعتبر من فحول الشعر الشعبي الليبي، العديد من المطربين الشعبيين، ومنهم المطرب الشعبي علي الجهاني: قصيدة "لابس جديد الرنة" كما أنه صاحب قصص ومطالع عظيمة للمثال وليس للحصر ..المطلع الرائع للأغنية الرائعة ( ترتج من راسها حتى قدمها .. حزام ما حكمها .. مشي العوج قبل حوته قسمها )...

ولم يقتصر الامر على مدينة ليبية مخصصة مثل بنغازي بل تغلل اليهود في كل عاداتنا الاجتماعيه ومناسباتنا مهما صغُرت، ونشطت الفنانات اليهوديات خاصة في طرابلس وبنغازي وفي منطقة الجبل الغربي وغريان حيث يتركز سكن اليهود، الي اكتساب لقمة عيشهم بين الليبين باحترافهم مهنة الغناء وإحيائها في الاعراس الليبيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى