الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت من جراء الوباء أو التلوث أو الحرب

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 4 / 15
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ما يزال الحجر المنزلي مفروضا في فرنسا ، يستثنى منه العمال و الحرفيين وغيرهم من الموظفين و الأطر في المؤسسات الرسمية و الخاصة الذين لا يستطيعون مواصلة أعمالهم بواسطة الشبكة الرقمية ، فلا يطال إذن إلا المسنين و المتقاعدين و العاطلين عن العمل و الأولاد !
يتضح من متابعة مجريات الحدث ـ الوباء ، أن الدول الغربية التي شكلت على مدى السنوات الأخيرة ، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية فريقا يبذل نشاط كبيرا ، عسكريا و سياسيا على الصعيد الدولي ، تباطأت في اتخاذ إجراءات الوقاية المطبقة حاليا ، بينما كان الوباء يضرب بشدة في الصين الأمر الذي دفع السلطات في هذه البلاد في الأشهر الثلاثة الماضية إلى فرض حجر صارم شامل ، على منطقة يزيد تعداد سكانها على خمسين مليون نسمة .
فبالرغم من دعوات منظمة الصحة العالمية المتكررة ابتداء من شهر كانون الثاني الماضي، إلى توخي الحيطة من الجائحة التي تنتشر كالنار في الهشيم ، فضلت الدول الغربية موقف المراقبة و الانتظار طيلة شهرين كاملين تقريبا ، حتى تفاجأت بظهور بؤر الوباء في بلدانها . كأنها لم تكن تتوقع أن يتعدد حدود الصين و البلدان المجاورة !
مجمل القول أن ما جرى يذكر المراقب بمقدمات الحرب العالمية الثانية حيث كان هدف ألمانيا الرئيس هو التوسع شرقا و ضم أوكرانيا في حين كانت الدول الغربية ترى أن الحرب ضد الاتحاد السوفياتي هي أكثر استعجالا ، و أن حل الخلافات مع ألمانيا لا يستأهل حربا بالرغم من بشاعة العقيدة التي تتباها السلطة الحاكمة .
و لكن يبدو في ظاهر الأمر ، أن الصين تمكنت نسبيا من حصر الخسائر التي ترتبت عن الوباء ضمن حدود ادني من المستويات التي بلغتها هذه الخسائر حتى الآن في البلدان الغربية الأساسية ، الولايات المتحدة الأميركية ، كندا ، إيطاليا ، فرنسا ، اسبانيا. بالإضافة إلى أن هذه الجائحة كشفت النقاب عن فقدان هذه الدول للاحتياطات الوقائية الاستراتيجية اللازمة حفاظا على الأمن الصحي ، نتيجة لسلوك نهج نظام الرأسمالية المتفلتة من الالتزام بالمصلحة الوطنية العامة .
و لا نجازف بالقول في هذا الصدد أن الجائحة زعزعت مشروع حوكمة العالم و غير ذلك من خطط " نهاية التاريخ " ، من خلال إغراق الدول الغربية التي تصدرت حملات فرض العولمة ، في أزمات اجتماعية و اقتصادية يصعب تقدير درجاتها حاليا كونها ما تزال في أطوارها التصاعدية .
و بكلام أكثر وضوحا و صراحة لا شك في أن الظروف التي يمر بها العالم والبشرية جمعاء استطرادا ، هي ظروف حرجة و خطيرة جدا . يتكشف ذلك من خلال الكذب و الحيلة و التزوير التي يواظب الحكام في الدول الغربية على استخدامها تنصلا من المسؤولية عن البؤس و التلوث البيئي وحروب التجويع و التدمير ، أمام شعوبهم و شعوب العالم أجمع . فلا حرج في القول ان الرأسمالية المتفلتة أوكلت السلطة في الدولة بوجه عام إلى قادة يثبتون في أكثر المناسبات أنهم ليسوا " رجال دولة " بمعيار البصيرة و بعد النظر ، خصوصا في بلدان المشرق حيث أسقطت الدولة ببساطة ، و استبدلت بكيانات يحمها أشخاص ذوو مستوى هابط .
فأخشى ما يخشى في هذا العالم الذي يرتعد خوفا من الجائحة الجرثومية و من الحرب التي قد يعلنها حاكم حنِق أحمق مسكون بالكراهية العنصرية و الجشع ، يريد نفط العراق و ليبيا و سوريا وأموال السعوديين و لا يقبل شراكة أو تفوق منافس !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار