الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى معالي وزير التجارة العراقي

كمال الموسوي
كاتب وصحفي

(Kamal Mosawi)

2020 / 4 / 15
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ظاهرة الجوع المتفشي في ازقة العراقيين العتيقة منذ أزمان مضت لم تكن اقل وجعا ولا قلقا من ظاهرة تفشي فيروس كورونا يا معالي وزير التجارة، الجوع كافر كما يصفه علماء الفقه والأطباء النفسيون يا سيدي الوزير، أتعلم حقيقة كيف انك تصارع الليل وانت ترى فلذات كبدك يتضورون جوعا ويتلوون على افرشة من الخرق البالية"، معالي الوزير..! أطفال الناس كما أطفالك لهم أذرع ووجوه وعينان وبطون تحتاج بشدة الى الشبع، الفرق بينهم وبين أطفالك ان أباهم رجل كتب على جبينه الفقر والشرف والكرامة التي يحاول امثالكم بشتى الطرق إذلالها عبر وسائل قذرة لا تمت الى الإنسانية بصلة.

لو تنازلت معاليك قليلًا وجئت معي لمساكن الصفيح الساخن التي تحيط بمنزلي وتسمع انين الأيتام ولهف الهياما، ولو تفضلت لامسكت بيدك المترفة انا واخذتك بجولة ميدانية على تلك الأزقة ، لا تخف منهم فهم ليسوا كما تعتقد او كما يصفونهم لك حاشيتك، انهم غير موبوؤن قسما، وأنا اعرفهم جيدا وهم شديدوا المعرفة بي كوني صحفي حر يتجول ويتابع ادق تفاصيلهم، تعال معي ولنا اضمن لك حتى اطارات سيارتك المصفحة الرباعية الدفع اضمنها لك من التراب، لان ترابهم طاهر فهو ممزوج بشيء من دماء الشهداء وشيء من دموع الثكالى والأرامل وقوافل الفقراء..!
سيدي الوزير مالذي ابطأك عن مفردات البطاقة التموينية فالجياع في زمن الكورونا والعزل الصحي وحظر التجوال الوقائي لا يفقهون كثيرا سياساتكم الاقتصادية وتقاسمكم للصفقات الكبيرة، فلم تعد لهم القدرة الكافية على الصبر وعلى الجوع فالناس في مرحلة الجزع.
معاليك انا لا اريد تعكير صفوك وانت متعب جدا من شدة التفكير بالصفقات المقبلة وانت عضو بارز في خلية الأزمة التي خلقتوها رغمًا عنا، معذرة معاليك فأنا وأخوتي من ابناء الشعب يكاد يقتلنا الجوع فلم تعد لنا القدرة الكافية على التحمل ، ولم نعد نستطيع مسك أنفسنا عن فسادكم المقيت وسوء إدارتكم التي القت بنا في مهالك الزمن، أتعلم معاليك قبل أيام جائتني امرأة لم تتجاوز عقدها الثالث من عمرها ارملة وتشكو العوز والجوع وقالت لي انا اعلم انك لا تمتلك ما أريده ولكنني اعلم انك لن تتخلى عني في هذه الأزمة فتقاسمت معها اخر بقايا الرز والفاصولبا وبعض المواد الجافة التي لا تكفي لأكثر من وجبة طعام واحدة..! أتعلم معاليك ان رجالا بعمر الورد في ازقتنا العشوائية يتضورون وجعا من شدة الخجل وهم يمدون أيديهم لاستلام السلال الغذائية من اخوتهم المتبرعين..! اما فكرت معاليك بتوفير القوت الكافي لهؤلاء المساكين ام ان القذارة غشيت أبصاركم وعمت قلوبكم..!
معذرة معاليك فأنت مقرف بحجم جوعنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة