الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسد القصير ..فقيه ..بمنزع وحدوي إسلامي و إنساني

حمزة بلحاج صالح

2020 / 4 / 17
سيرة ذاتية


كما سبق أن ذكرت هذه كتابات أردتها أن تكون سلسلة تتحدث عن الكبار حقا رؤية و خلقا و إسانية في زحمة ضجيج يصنع العتمة حول رجال يعملون و يكافحون و يضحون في صمت و هدوء ..

و في قلب الهرج و المرج الذي أنتج للأسف باستكباره إنسانية شاردة عن السماء طاغية مستكبرة وعالما ملوثا بالفيروسات التي تزهق الأرواح و تبعث بالحزن بين الأحبة..مؤسف أن ينتهي تقدم العالم مستكبرا جشعا قاتلا مفزعا..

بل عالم مازوم تحت غطاء الإنسانية يجعل حتمية تحول الفراق بين الناس درسا و عبرة لمن بقيت فيه قابلية المراجعة و لم يزدد وحشية و طغيانا ...

إنها حتمية يجب أن توقظ العالم و قادته على أساس تتحقق فيه العودة للسماء و تستكمل فيه المعرفة الخالصة بالله و كيف تتوطد العلاقة بين الكون و الإنسان و السماء ..

في سياق المحنة إخترت الكتابة عن رجال يتحركون في الواقع كالإعصار في صمت و هدوء غايتهم إنتصار الحق و رشد الإنسانية و وحدة الأمة الإسلامية و تقلص الفجوة بينها و بين الإنسانية لتكون شاهدة على الناس لا يبحثون عن شهرة و لا عن أضواء ..

نعم أحدثكم عن المغمورين الصغار في نظر البعض لكنهم بقامة الكبار بل أكثر..

عن هؤولاء سأكتب لا عن مشاهير الفكر من علماء و فلاسفة الغرب أو مشايخ المسلمين والمرجعيات الدينية الشيعية الكبار جدا الذين تعج بهم وسائل الإشهار والتسويق وفقهاء أهل السنة بطيفهم المتنوع الواسع

الذين سوقهم الإعلام الدولي والإعلام العربي و إعلام بعض الدول المسلمة ...

حتى غمر من هم أهم من الفقاعات الظاهرة على السطح بكثير...

عن المغمورين الكبار بإنسانيتهم و وعيهم سأكتب كلمات و لو قصيرة و مقتضبة إنهم أكثر منحا و عطاء بنضالاتهم و تضحياتهم المستمرة الصامتة من مواقعهم لصالح الإنسانية و المسلمين...

أكتب عن رجل إنساني أو هكذا عرفته حتى النخاع من صفوف المستضعفين أتى و لا يزال يتحرك بوحي من أرواحهم الطاهرة و بركاتهم العطرة ..

أنا سني مالكي المذهب الفقهي يقولون أننا أشاعرة بلغة التقسيمات السائدة القديمة والممتدة فينا...

ثم انني من المنافحين عن الخط الذي يسمى الممانعة وان كنت أتحفظ عن بعض أنظمة الحكم طريقة تعاملها مع شعوبها و نخبها المعارضة و مع الحرية و الديمقراطية حقوق الإنسان و مع أزماتها الداخلية ذات الكلفة الباهظة ماديا و أخلاقيا و معنويا..

لكن الأوليغارشية الدولية ليس هذا ديدنها و همها أعني ليس همها إسقاط الطغاة بل كم من طاغية و نظام حكم طاغية لا يزال يعربد يخدم مصالحها...

هكذا وجدت نفسي بين خيارين أحلاهما مرلأننا كأمة إسلامية بتنا تحت سطوة التشرذم و التفتت و الإنقسام حتى أن مناصرة جهة ما من أمتنا تتم حتما على حساب جهة مقابلة من أمتنا..

إن مرد ذلك وهننا و ضعفنا الاقتصادي و تبعيتنا الثقافية و التنموية و تنازعنا الذي يخدم مصالح الاخرين و يضع ثرواتنا تحت النهب و السلب ...

و مع ذلك أنا مع تغيير الأنظمة سلميا لا بالسلاح و العنف من خلال الشعوب في ثوراتها السلمية المتيقظة جدا و المحترسة من التوظيف و الاختراق الإمبريالي و الإستكباري و لا أوافق أنصار خط الممانعة رغم أنني واحد منهم ...

فلا أوافقهم معارضة التغيير فهذا يتناقض مع مكافحة الإستكبار و أتفهم مخاوفهم التي يكون من الأفضل تسييرها و التحكم فيها و تحويل قنابلها الموقوتة

وخطورة تدبيرأمرها من الخارج بل فلنعمل على تحويلها إلى فرص للنجاح و السلم و الأمان و هذا ممكن لو حدثت نقلة في الوعي و العمل و السلوك و المواقف السياسية ...

أنا سأكتب الان عن شيعي لبناني إيراني يجمعني به و بأمثاله مشترك أكبر من هذه التصنيفات و مكونات هذا المشترك الكبيرهي أركان الإسلام الكبرى ..

قران واحد..نبي واحد..قبلة واحدة.و.أنبياء و رسل نؤمن بهم جميعا و بعث و نشور و موت و صلوات خمس و جمعة واحدة و شهر واحد للصيام و حج على من إستطاع إليه سبيلا مشترك بيننا....

ثم ماذا و عن أي فتنة نبحث و لماذا ننبش في التاريخ و معاركه و المذهب تفاصيلها و شطط فلان و علان من التراثين ...

لماذا النبش في التاريخ و فارق الزمن بيننا كبير جدا لم نشهد وقائعه و لم نحضره و نتصرف بموجبه كأننا شهدناه و روايات تختلف فيها طرق التلقي لا زال بعضها يغذي الفتنة ببطانتها السياسية و الأيديولوجية...

و يتحدث أهل المذهبين و الجماعتين " سنة " و "جماعة " و " سلفية " و " شيعة " ....الخ عن المظلومية و من قتل و اعتدى..

و أيهم أولى بالخلافة هب أن هذا حصل و لكل وجهة نظره فلا حقيقة مطلقة مع المروي التاريخي المتعلق بالقضايا النزاعية ..

فماذا يفيدنا سنة و شيعة أن نجر و نحيي معا مفردات الماضي " ناصبي " " رافضي " " مجوسي " و مفردات " اللعن " و التكفير "...الخ

أليست جراحنا الراهنة أولى بالتضميد و تحديات واقعنا هي الأولى بالنظر و وحدتنا مقصد أسمى من كل هذا الذي يمزق وحدتنا وما يستهلك على وسائل الإعلام و الإفتراضي ..

بل تستدعي طقوسا و شعائر في مناسبات باتت أهم من القران وأهم من الذي تبقى من أحاديث الرسول التي سلمت متونها و أسانيدها من تأثير تلك الفتن..

تستدعى لتذكر الناس بجراح تاريخية لسنا معنيين و الله بها جميعا و خصومنا شتى وشهادتنا على إنسانية تائهة وتعميرالأرض أولى من هذا التقاتل ..

لأن ما نستدعيه للاسف من التاريخ و التراث الموروث عند السنة و الشيعة متعلقا بتلك السياقات التاريخية كثير منه مستقيل عن واقعنا فتلك أمة قد خلت ..

لكن من يقبل منك هذا و من يسمع إليك إنها عند .كثير من المتعصبين أهم من الوحي و ما من دعوة معتدلة وحدوية موقظة للوعي محينة له إلا و يتم النيل منها بشراسة وعداوة ما بين مضمرة و علنية من الجهتين ..

و تنالها تصنيفات مقرفة و متخلفة وعيا و نباهة و انفتاحا...

أنا هنا أتحدث عن رجل فقيه هو السيد أسد القصير لم أشهد عنده هذه العصبية مهما حصل إختلاف معه في بعض القضايا و لم أشهد عنده إهتمامات هوسية من هذا النوع تتعلق بإحياء الفتنة و الطائفية ..

بل شاهدت الرجل يحب السنة كما يحب الشيعة أهله و لست ملزما بالشق عن صدره سواء تعلق الحال به أو بغيره سنيا أو شيعيا أو إنسانا على العموم لأن الإسلام أمرنا أن نشهد بما نرى و نعلم...

أحدثكم عن فقيه يتجنب في حديثه كل ما يفرق ما استطاع إلى ذلك سبيلا فلعل حكمته و رصانته من قربه من سماحة السيد الخامنائي صديق المستضعفين و أبوهم .. .

و قرب السيد اسد القصير وكيلا عنه و ناقلا لفتواه و أرائه بأمانة يمنح لسماحة السيد مكانة مركزية من جهة المصداقية و الوعي و الرصانة و الحكمة العالية ..

و هو إلى جانب فقهه المتبصر و المعتدل في جل الأحيان و قد أجد نفسي مختلفا معه عند إثارة بعض القضايا التي أراها فرعية لكنني أتفهم أنه ملزم بإجابة الناس و الإصغاء إليهم فالعقول و المدارك لا تستوي خطيا ..

فإلى جانب الفقه و نقل الفتوى فهو متبصر جدا بتحديات المشهد العالمي و في شقه الإستكباري غير غافل عن استيعاب المشهد الداخلي و الخارجي ..

فهو أحد ركائز الوعي المعتدل الذي لا يخلو من الذي لا نوافقه عليه. .فهو إضافة نوعية فقهية و سياسية و فكرية لإيران خاصة اليوم و في هذا الظرف الصعب و للأمة الإسلامية..

أسد القصير لبناني إيراني بروح جزائرية يحب الجزائريين و كل المسلمين و يحزن لأحزانهم و يفرح لها شعبي متواضع بين الناس ينشر عموما وعيا منفتحا و لا ينغلق على الطائفة و المذهب...

أسد القصير يحاول باستمرار تخطي الأقانيم المغلقة و التحرر منها و همه هو نشر الوعي بمخاطر الإستكبار العالمي ومحاولات تدمير خط الممانعة...

و هو شاعر بأخطاء كثيرة وقع فيها الكثير من مكونات مشهد الممانعة و لا يتحسس او يتوجس من سماع نقود عالمة متبصرة لكل الحالات من الجميع..

أسد القصير يتابع محاولات الإختراق الثقافي و الفكري و المعرفي الحداثوي للوعي الجمعي الإسلامي و شاعر بمدى مخاطر التحديث و الحداثة الشاردة عن مطلق السماء ...

فهو لا يمانع ولا يعارض الإنفتاح المتبصر على المكونات الفكرية و الثقافية الغربية والإنسانية لكنه يشجع و يعي و يلح على ضرورة أن تتم من خلال مفكرين مقتدرين لضبط تحولاتها الاجتماعية في المشهد الثقافي الإيراني..

و حتى لا يتحولون الى مسوقين لها بسبب محدودية إلمامهم بها أو لطبيعة تخصصهم الفقهي المطلع فقط على سطوح مكونات الحالة الغربية غير سابرين أغوارها ...

فهو على طبيعته الفقهية لم ينتحل صفة المتخصص في نقد و تقويم الحداثة الغربية أو التثاقف معها لكنه يتابع بحرص ما يمكن ان يكون منزلقا و مدعاة لذلك ...

السيد اسد القصير مدرك جدا محاولات النيل مما يعتبر أمنا فكريا قد يكون ملاذ الاخر المتمركز حول ذاته يتخذها بؤر توتر و من ثم احتراسه الفكري المتبصر بأدوار الهيمنة الأوليغارشية الدولية و النظام المالي الدولي القائم على المال القذر المدعوم بعمالة

بعض الحكام العرب..

السيد أسد القصير ليس سجين أقنوم المذهب و الطائفة بل منفتح و حريص على الإنفتاح على النخب السنية القديرة...

لمست فيه إنسانية عالية متضامنة مع جميع المستضعفين نخبا و شعوبا ومناضلين ومكافحين يقدم مسألة تحرير الوعي من الإستلابات و التشيؤات على كل القضايا الثانوية ...

أتابع اليوم ما ينشر و يكتب و يقول في وسائل الإعلام فلا أجد إلا الهدوء والإعتدال والأخلاق والإنسانية و وعيا مكتملا مكافحا للظلم و متحدثا من غير تحيز ولا وصاية على المشهد الإسلامي غير الإيراني..

فهو يتحدث بوعي عميق ككل المتحدثين الذين يهمهم الوطن العربي والإسلامي و الأمة الإسلامية بعيدا عن هوس التدخل و الهيمنة....

السيد أسد القصير لا يفرح لمظلوم قهر و عالم أو مفكر أهين وأهمل أوعزيز قوم ذل وهان و كبى و سقط و قهر وتعثر بعيدا عن نزعة التمييز و التفريق المذهبي أو الطائفي أو العقدي أو اللغوي أو العرقي...

السيد أسد القصير كبقية من لا يهمهم الظهور الإعلامي لولا مهامه و أدواره الوظيفية يكافح في هدوء و تواضع و وطنية بأضعاف مضاعفة ما يقوم به بعض من يصنعون مشهد الضجيج و التهريج و يروج لهم الإعلام هنا و هنالك...

كانت غايتي هنا أن أشهد شهادة حق و خير فيه إنصافا مع إبراز الجوانب و القسمات الإنسانية و الأخلاقية العالية عنده..

أقول عن الرجل ما علمت وشهدت و لا يهمني هنا و دائما و أبدا النبش في الفروع و القضايا الثانوية و السقطات البشرية التي تغطيها القيم العالية و المواقف النبيلة ..

ولا يهمني ما لم يتبدى لي ذلك جليا فهي لرب العاملين و إن كنت أتوسم واثقا فيه كل الخير بما شهدت و رأيت...

ها أنا قلت كلمة خير عفيفة و بسيطة و عامة في الرجل مقدرا جهوده ودواخله الطيبة التي تترجمها أقواله و أفعاله و ما يكتب و رصانته و رؤيته البعيدة و المعتدلة و المتزنة و غير المتعصبة..

فهو يجمع بين الفضائل و الفقه و يميز بين المفكر القدير و الظواهر الصوتية و يضيف الى هذا فهمه العميق للصراعات في العالم

أكرر و أقول إن كان المذهب السني الذي ولدت عليه و أعتمده يحول دون تجسير علاقات الود و المحبة بين المسلمين فتبا للمذهب و للطائفة و أهلا بالإسلام و كفى...

أمربنا الجليل العزيز الرحمن الرحيم أن يحب المسلمون بعضهم بعضا دون النبش في الذي يفرق...

السيد اسد القصير عندي و في نظري كبير بفضائله و إنسانيته..

فتحية إكبار على سعة قلبه و عاطفته النبيلة...

و إلى موضوع اخر حول من أكبر فيهم الوعي العملي و الإتزان و العمل في هدوء و رصانة و خصالهم الكبيرة و الإنسانية مهما اختلفنا..

و أذكر و أكرر و أقول قد لا يكونون أصحاب هيلمان فكري و معرفي و تفلسف تجريدي بالضرورة..

فلقد مللت رؤية الهالات الإعلامية تسلط على أهل الرفاهية و المال و النفوذ و الولاء المزيف بلا موقف عملي يذكر بل بلا فكر و علم وافر و راسخ و عميق..

أعرف بأن هذه الكتابة قد تكلفني ربما سوء تأويلات المحترفين و المغرضين أو توظيفها فلا يهمني إلا صدق الدواخل وعفة المقصد..

و قد أكتب على المجردين من النفوذ كما أكتب إضطرارا و قناعة عن الذين لديهم نفوذا ليس طمعا فيهم لكن لأن دورهم عظيم و ما أقلهم في المشهد السياسي خاصة..

نظرا لما عمت به بلوى الفساد و النفاق الإجتماعي و غطرسة و غفلة عن المستضعفين من طرف السياسويين الغارقين في وحل اليومي و هكذا تهمش الكفاءات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال