الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم ما بعد كورونا .. كيف سيكون ؟!

طارق الجبوري

2020 / 4 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ومراكز البحوث والدراسات وما زالت بمختلف التحليلات السياسية عن ما ستحدثه جائحة كورونا من تغييرات محتملة في خارطة العالم وتحالفاته وظهور عوالم وقوى جديدة مختلفة كلياً عما سبقها . واذا كان من الطبيعي جدا ان تظهر مثل هذه الفرضيات والاحتمالات المستندة على ما احدثه الوباء من تداعيات سياسية واقتصادية واجتماعية هزت العالم باسره ، فان الحكمة والعقلانية تتطلب ايضا عدم اغراق انفسنا في وهم التفاؤل المفرط او التشاؤم واليأس فكلاهما يفضيان الى نتائج بعيدة عن العلمية بل ربما تؤدي الى التضليل والخداع .. وهنا لابد من تأكيد حقيقة واضحة هو ان جائحة كورونا اظهرت هشاشة النظم السياسية السائدة في العالم بمختلف عناوينها وانانيتها وابتعادها عن القيم الانسانية التي تحترم الانسان كقيمة عليا ، وانها اي ، هذه النظم السياسية خاصة الكبيرة منها ، ركزت في المرحلة الماضية على سباق الهيمنة والتسلح واهملت الحاجات الاساسية للبشرية وحاجته للسلام لينعم بحياة هانئة .. كما بات واضحا ان دولا مثل اميركا والصين وروسيا ودول اوربية لم تستفد واقعيا من افرازات الحربين العالميتين الاولى والثانية وما خلفته من اهوال ، بل انها استغلت انتصاراتها من اجل فرض سيطرتها على دول في اسيا وافريقيا واميركا اللاتينية واستغلت شعوبها اسوأ استغلال . ان ظهور مبادرات تكافلية وتوزيع اعانات مادية وعينية في هذه الدولة اوتلك قضية ايجابية ومهمة ، لكنها لاتساوي شيئا ازاء حالة الهلع والخوف التي يعيشها ملايين البشر في ارجاء المعمورة ، او ازاء اكثر من مليون شخص في العالم فقدوا حياتهم بسبب كورفيد – 19.. شخصيا لااميل الى نظرية المؤامرة لتفسير انتشار هذا الوباء الفتاك خاصة وان كل طرف يحاول اتهام الطرف الاخر ويحمله مسؤولية ما حدث ، غير ان من ما اؤمن به هو ان هذا الوباء درس قاس لايبدو ان القوى الكبرى تريد الاستفادة منه وهو ما يدفعنا الى التساؤل عن مدى اقتراب خارطة التغييرات المحتملة من مصالح الشعوب وتطلعاتها ؟!
وللاجابة على هذا التساؤل المشروع بعلمية ينبغي ان ننظر مليا الى طبيعة القوى والنظريات السائدة في العالم لنجد ان اميركا بفكرها الرأسمالي ما زالت تريد ان تكون القوة الوحيدة متجاهلة نمو قوى اخرى كالصين وروسيا ودول اوربية ما زال حلم ان تكون قطبا في خارطة العالم يدغدغ عقول زعمائها . في الجانب الاخر فان القوى والاحزاب اليسارية ما زالت ضعيفة ومشتتة بل انها اشبه بحالة ركود .. ولم نسمع لا في مجتمعاتنا البائسة ولا في المجتمعات المتقدمة من مبادرات قوية تعيد لهذه التيارات اليسارية ثقة المواطن فيها وهو ما كان يفترض ان تقوم به لتستثمر الفرصة التي وفرها انتشار هذا الوباء بكل ما يحمل من مرارة.. لذا فلا مجال لترجيح انتصار القوى الاشتراكية كما يحلو للبعض ان يقول فلا الصين ولا روسيا اشتراكيتان بالمعنى الصحيح للمباديء التي تحملها هذه الكلمة التي بهرت العالم وراودت احلام شعوبه وما زالت .. في نفس الوقت من الوهم تصور بقاء المعسكر الراسمالي كما كان قبل جائحة كورونا ..ويبقى ان افضل ما نطمح اليه كشعوب ان تقترب المتغيرات من بعض تطلعاتنا بانتظار نهوض تيارات يغلب على فكرها الجانب الانساني وهو ليس مستحيلا اذا تخلينا عن انانيتنا وامتلكنا شجاعة المراجعة الصحيحة ..فقد علمتنا التجارب ان لانيأس وان نتشبث بامل العيش بكرامة وحرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القادة الأوروبيون يبحثون في بروكسل الهجوم الإيراني على إسرائ


.. حراك تركي في ملف الوساطة الهادفة الى وقف اطلاق النار في غزة




.. رغم الحرب.. شاطئ بحر غزة يكتظ بالمواطنين الهاربين من الحر


.. شهادات نازحين استهدفهم الاحتلال شرق مدينة رفح




.. متظاهرون يتهمون بايدن بالإبادة الجماعية في بنسلفانيا