الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا رفض سنكلير لويس جائزة - بوليتزر - الرفيعة ؟ وماذا قال عن الكتّاب المهذبين المعقمين ؟

جودت هوشيار
كاتب

2020 / 4 / 20
الادب والفن


سنكلير لويس (1885 - 1951) اول كاتب أميركي نال جائزة نوبل في الأدب عام 1930 . وقبل ذلك في عام 1926 فازت روايته " مارتين آرو سميث " بجائزة " بوليتزر " وهي أرفع جائزة أدبية أميركية ، ولكنه رفضها رفضا قاطعا ، وبعث برسالة الى اللجنة المشرفة على منح الجائزة يقول فيها : " أود اعلامكم انني ارفض هذه الجائزة . لأن جميع الجوائز ، مثل كل الألقاب خطرة ، حيث يسعى الباحثون عن الجوائز في العادة ليس الى التفوق الابداعي ، بل الحصول على المكافئات الغريبة . انهم يميلون الى كتابة ما يدغدغ أهواء لجنة عشوائية ، وجائزة بوليتزر خصوصا هي موضع اعتراض ، لأن شروط منحها مضللة ، حيث تنص هذه الشروط على أن تمنح الجائزة لرواية اميركية منشورة خلال العام ، والتي تعكس على أفضل وجه اجواء الحياة الاميركية ، وتتوافر فيها أعلى معايير الأخلاق والرجولة الأميركية . ان هذه العبارة تعني – اذا كانت تعني أي شيء على الاطلاق – ان تقييم الروايات المرشحة يجب أن لا يتم وفقا لجدارة أدبية فعلية ، بل وفقا لنموذج الشكل الرائج في الوقت الراهن .
ويعتقد بعض الناشرين ان الجائزة تمنح للرواية الفائزة دون ان تكون افضل روايات العام . في حين أصبح الجمهور يعتقد ان هذه الجائزة هي أعلى شرف يمكن أن يحصل عليه أي كاتب .
إن جائزة بوليتزر للروايات تعني ، بالفعل ، أكثر بكثير من ألف دولار مريحة يتم قبولها كابتسامة سرية ، حتى من قبل كتّاب يتقبلون شروطها . إنها تميل إلى أن تصبح تقليدا مقدسا
ثمة اعتقاد عام بأن لجنة الجائزة هيئة مقتدرة ومنحها لأي كاتب دليل على جدارته . اللجنة تسترشد في العادة بعدد من النقاد ، ولكنها يمكن ان ترفض بالفعل توصياتهم بشكل تعسفي .
اذا كانت هذه الجائزة مهمة للغاية ، فليس من العبث الاشارة الى انها ستصبح في المستقبل الشيء الوحيد الذي سيسعى اليها اي روائي طموح ، رغم تجاهله شروط منحها. وقد تتحول لجنة الجائزة الى محكمة عليا متجذرة ومقدسة من الكرادلة الى درجة ان تحديها سيكون نوعا من التجديف . وفقط من خلال رفض جائزة بولتزر بانتظام يمكن للروائيين أن يمنعوا مثل هذه السلطة فوقهم .
ان جائزة بوليتزر ، والأكاديمية الأميركية للفنون ، ومدرستها التدريبية ، والمعهد الوطني للفنون والآداب ، ومجالس الرقابة على الأديبات ، يتم تفرض على الكتّاب نوعا من الالزام لجعلهم آمنين ومهذبين ومطيعين ومعقمين . واحتجاجا على ذلك رفضت قبل بضع سنوات
عضوية المعهد الوطني للفنون والآداب ، والآن يجب أن أرفضُ جائزة بوليتزر ، وأدعوا الكتّاب الآخرين الى النظر في حقيقة أنه من خلال قبول الجائزة والموافقة على هذه المؤسسة الغامضة ، فاننا نعترف علانية بسلطتها كجهة تصدر احكاما نهائية حول التميز الأدبي . وأتساءل عما اذا كانت أي جائزة تستحق هذه التبعية .
..............................................
رسالة سنكلير لويس من ترجمتي عن الانجليزية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير