الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب النفط ... بوتين يقلب السحر على الساحر الامريكي

ادريس محمد

2020 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


النفط و الطاقة من اهم الحسابات في الصراعات الدولية لما له من تأثير على القرارات و المصالح العالمية و خاصة للكبار من المنتجين و المستهلكين على حدا سواء و الكثير من الصراعات و الحروب كان النفط سببا في اندلاعها فكانت وبالا على الشعوب و خاصة في الشرق الاوسط لتتحول النعمة الى نقمة تأتي بالمحتلين .
مع بداية الازمة الرأسمالية في الدول الامبريالية و جائحة كورونا في العالم اجمع سرعت الازمة بشكل كبير مع توقف الانتاج و قطاع السياحة و الطيران و توقف ملاين السيارات و كبرى المصانع في العالم انخفض الطلب حوالي الثلث مما زاد من المشكلة الحالية لدى الدول المنتجة فهيا تعتمد في اغلب اعضاء اوبك على النفط في ميزانياتها الى جانب روسيا و امريكا المنضمة حديثا الى نادي المنتجين الكبار.
لعبة النفط لعبتها امريكا في السنوات الاخيرة بعد ان توصلت الى الاكتفاء الذاتي مع استخراج النفط الصخري بل تحولت الى مصاف الدول الكبرى في انتاج و تخطط لسيطرة على صناعة النفط مع الدول التي تدخل في نفوذها و خاصة دول الخليج فعمدت الى خفض السعر منذ 2016 بعد الطفرة في الاسعار لتضرب اقتصادات التي لا تواليها منها فنزويلا و ايران و روسيا وفعلا تعرضت هذه الدول الى ضرر بالغ و بشدة مع باقي المنتجين لكن هذه الدول كانت المستهدفة اساسا .
مع بروز الازمة الرأسمالية البنيوية حاليا و ازمة وباء كورونا انخفض الطلب كان لابد من اتفاق على خفض الانتاج بين امريكا و السعودية و روسيا لان اغراق السوق سيدمر الاسعار و الكل سيتضرر لكن بدرجات اولها امريكا لان النفط الصخري عالي التكلفة في الانتاج و لا قدرة له على المنافسة و مجاراة البقية و القطاع هو ملك الشركات الخاصة و ليست سيادية مثل باقي الدول و بعدها تأتي السعودية فبعد استنزاف مدخراتها من قبل امريكا و تكلفة العالية لحرب اليمن التي لا تنتهي هي لا تملك نفس طويل في الصراع.
روسيا ايضا من المتضررين لكن الاقل من البقية فهيا سيدة الغاز الى جانب النفط و لديها هامش مناورة اكبر و ادركت الحظة و الفرصة المتاحة فقامت بفسخ اتفاق اوبك بلاص و راهنت على عدم كفاءة ترامب والقيادة السعودية و فعلا انجرت السعودية الى اغراق السوق نكاية و تحدي لروسيا و لحاجتها الى السيولة فاطلقت النيران على روسيا لكن اصابت امريكا بذكاء بوتين و حصل انهيار غير مسبوق في تاريخ صناعة النفط لتتحول الى السالب .
الروس استغلوا الفرصة التي قد لا تتكرر في الامد القريب لتوجيه ضربة مدمرة للاقتصاد الامريكي كما فعلت امريكا في الثمانينات مع الاتحاد السوفياتي و التي كانت من اسباب السقوط.
لكن رد الفعل الامريكي لن يغفر للطرفين الروس و السعوديون بوقوعهم في الفخ الروسي و السعوديون في وضع لا يحسدون عليه من طرف هم فقدو المورد الاساسي للاقتصاد مع تكاليف عالية ملقى على خزانتهم و من جهة ستصوب النيران الامريكية عليهم بعد ان فقدو اهميتهم بالنسبة للأمريكان ولانهم الطرف الاضعف.
سوف نشهد بداية انحسار الهيمنة الامريكية على العالم في السنوات القادمة لصالح قوى تكبر و تقوى و تعرف كيف تفعل ذالك و خاصة الصين و الهند التي هي اكبر المستفيدين من انهيار اسعار النفط لانهم من اكبر المستهلكين في العالم و ستخزن الى اقصى طاقة ممكنة لديها مما سيطيل امد الحرب النفطية.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا - مالي: علاقات على صفيح ساخن؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. المغرب - إسبانيا: لماذا أعيد فتح التحقيق في قضية بيغاسوس للت




.. قطر تؤكد بقاء حماس في الدوحة | #غرفة_الأخبار


.. إسرائيل تكثف القصف بعد 200 يوم من الحرب | #غرفة_الأخبار




.. العرب الأميركيون مستاؤون من إقرار مجلس النواب حزمة مساعدات ج