الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى ميلاد لينين

عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري

2020 / 4 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


150 عاماً على ميلاد فلاديمير ألييتش أوليانوف المكنى لينين ولد في 22 أبريل/نيسان عام 1870 وتوفي في 21 يناير /كانون ثاني عام 1924.

لو دخلت مكتب لينين في الكرملين لوجدت كتاب الساخر العظيم البريطاني جورج برنارد شو (إلى الخلف حتى مافوسيل) كُتبتْ على غلافه عبارة: "إلى نيقولاي لينين الحاكم الوحيد من بين حُكَّام أوروبا الذي يمتلك نبوغاً وخُلقاً ومعارف تتناسب مع مركزه المسؤول" من جورج برنارد شو في 16 حزيران 1921.
حكم لينين دولة مترامية الأطراف إلا أنه لم يخص نفسه بشيء من خيراتها، بل اختار الفقر وحتى الجوع فمات سريعاً. لو عاش لينين بضعة أعوام أخرى لاقترب من تحقيق حلمه في مجتمع لا مالك فيه ولا مملوك ولا قامع ولا مقموع، مجتمع مشاعي كما تبلور في وجدان أهل الحكمة والفلسفة. وهؤلاء الأبدال، كما يسميهم هادي العلوي البغدادي-طيَّب الله ثراه- حاولوا عمارة الأرض بالعدل، فما أفلحوا. وكان ما كان مما لست أذكره/ فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر.
في مقال خطير كتبه لينين تحت عنوان " حول أهمية الذهب" نشرته جريدة "البرافدا" في عددها رقم 251 الصادر في السابع من تشرين الثاني 1921 يقول فيه:" حين ننتصر في النطاق العالمي، سنصنع من الذهب، كما أعتقد، مراحيض عامة في شوارع بعض أكبر مدن العالم. وسيكون ذلك أعدل استعمال للذهب واوضحه دلالة للأجيال التي لم تنس أنه بسبب الذهب ارتكبت أبشع المجازر بحق الإنسان"
حلمان في قول لينين: حلم انتصار الجياع وبناء مجتمع العدل، وحلم التخلي عن الملكية، وجعلها مشاعاً بين الناس. لقد تحوَّل لينين في حياته إلى طاقة روحية خالصة مستثمرة لأجل الجياع. لقد أهلك نفسه من أجل الفقراء المساكين. وهذه من نوادر التاريخ، إذ المعتاد أن يهلك الحاكم نفسه من أجل نفسه.
يمكننا القول بثقة أن لينين مات وفي نظرات عينيه الثاقبة ذلك الخوف العميق على "جذور السنديانة الحمراء" التي حكى عنها رفيقنا اللبناني محمد دكروب. يظهر ذلك جلياً من خلال مراسلات لينين السرية الحزينة إلى مؤتمر الحزب الثالث عشر والتي تجدها في آخر المجلد العاشر من مؤلفاته المختارة في طبعتها العربية، لأنه لم يجد بين رفاق دربه من يملك القدرة على صيانة هذا الحلم العظيم.
في كلماته الأخيرة استعرض رفاق دربه الأكثر قرباً إليه: تروتسكي بوخارين بياتوكوف زينوفييف كامينيف ستالين. فأُصيب بخيبة أمل فظيعة. ولينين من أفذاذ البشر قلَّما يجود الزمان بمثله. لينين عبقرية فذَّة لا يمكن مقارنتها مع غيره. لينين كان فريد عصره، ولا أظنه تكرر ولن يتكرر، ليس لأن النساء عقيمة، بل هي حبَّالة ولَّادة، ولكن الشخصية التاريخية الفاعلة لها مهادها الطويل العريض و الشرط التاريخي الذي أنتج ظاهرة لينين قد يكون فريداً ومن شبه المستحيل تكراره، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية، قدرة لينين على العمل والجدل الفكري خارقة للمألوف عند البشر، فهو على استعداد للجدل معك في كل قضية وهذه ميزة نادرة، كان موسوعة من الأفكار المتحركة ولم يرزح تحت ثقل الجمود العقائدي، كان لينين أحد الأحرار الكبار في الفكر والحياة، فأنت لو تأملت فيما تركه من مؤلفات لهالك حجمها، فمتى كان يأكل وينام ويُحب ويقرأ ويكتب ويتريض، لا شك أن لينين كان يملك دماغاً عبقرياً له كل الحرية في توليد الأفكار بذكاء وفطنة وسرعة بديهة يُحسد عليها.
حُنِّط جثمانه في موسكو ووضع في الساحة الحمراء فُرْجَة للناس. وأغلب الظن أن زوجته كروبسكايا ماتت بعد سنوات حزينة، كئيبة، لرؤية زوجها بهذا المنظر. وقد عارضت تحنيطه وطلبت بدفنه مثل كل البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقديس ماركس ولينين
منير كريم ( 2020 / 4 / 22 - 12:21 )
تحية للاستاذ دحنون
كيف يستطيع المثقف ان يفكر باسلوب علمي انتقادي وهو يقدس اشخاص ؟
شكرا


2 - الأستاذ الفاضل منير كريم
عبدالرزاق دحنون ( 2020 / 4 / 22 - 14:21 )
أحمد الله بأنني لستُ من فئة -المثقفين- الذين يقدسون الشخصيات التي أثرت في تاريخ البشرية تأثيراً واضحاً. في الأساس أكل خبزي من عرق جبيني وأُعيل عائلتي بالعمل اليدوي الذي يثمر منتوجاً مفيداً في هذه الحياة. ولا أحصل مما أكتبه على مقابل مادي من أية جهة كانت.

لا أكترث كثيراً لمصطلح -المثقف- ولا أنتمي له ولا أميل إليه. فإن رأيت أنَّ ما كتبته عن -لينين- هو من باب التقديس. فالأمر بكل تأكيد ليس كذلك. أنت تنظر إلى الأمر من زاوية مختلفة ولك الحق في ذلك. ولكنني أحترم ماركس ولينين وأُقدرهما لأنني أعرف الكثير عنهما. رافقتني مؤلفاتهما وسيرة حياتهما من أيام الفتوة والشباب. من وجهة نظري هما يستحقان الاحترام والتقدير على تلك المؤلفات على أقل تقدير.

سنة 2009 كتبت مادة طويلة نشرتها جريدة النور السورية على صفحة كاملة عن ذكرى ميلاد تشارلز داروين المئتين. فهل تجد هذا تقديساً؟ لا أظن ذلك...تحياتي وتقديري ...دمتم بخير وصحة وعافية.


3 - تحية لك
قاسم علي فنجان ( 2020 / 4 / 22 - 21:25 )
مقالة جميلة ومقتضبة وغير مملة مساهمة من صاحبها لذكرى شخص قدم شيئا جديرا بالاحترام والتقدير لهذه الحياة فشكرا للينين وشكرا لعبد الرزاق دحنون


4 - أميون لا يجيدون القراءة
فؤاد النمري ( 2020 / 4 / 22 - 23:24 )
كريم مروة ومحمد دكروب وعبد الوزاق دحنون لا يجيدون القراءة
ليقرأوا وصية لينين
I suggest that the comrades think about a way of removing Stalin from that post and appointing another man in his stead who in all other respects differs from Comrade Stalin in having only one advantage, namely, that of being more tolerant, more loyal, more polite

لينين يطلب من أعضاء القيادة البحث عن شخص هو مثل ستالين في كل شيء باستثناء الفظاظة
اعضاء القيادة فهموا الرسالة على حقيقتها
فعندما ذكر أحد القادة الذي فهم الوصية على غير حقيقتها بعد رحيل لينين بأسابيع قليلة قدم ستالين استقالته وأكد بأنه لن يكون إلا فظاً مع أعداء الثورة
وبعد مشاورات مطولة أعادت اللجنة المركزية انتخاي ستالين بالإجماه بمن في ذلك تروتسكي

هل علينا أن نصدق مروة ودكروب ودحنون وليس أعتضاء اللجنة المركزية في العام 24 !؟


5 - الرفيق فؤاد النمري والسيد المسيح وستالين
عبدالرزاق دحنون ( 2020 / 4 / 23 - 06:00 )
أستغرب كلامك وأنت الشيوعي المسيحي وكل عمري أعيش في الحي المسيحي في مدينة إدلب دخلتُ بيوتهم وعقدت صداقات مع أغلبهم وكان خوري مدينة إدلب إبراهيم فرح صديقي أزوره ويزورني لأكثر من ثلاثين عاماً ولم أجد بينهم من يحمل لسانك هذا وبينهم الشيوعي والبعثي والناصري. دع عنك أنك تركت عبادة الله الواحد القهار وعبدت -ستالين- وجعلته إمامك ومسيحك بدل المسيح. وهذا خطأ. عد إلى مسيحك فهو أقرب إليك وإلينا من معبودك الفظ -ستالين- هذا، المسيح ابننا على كل حال، من لحمنا ودمنا. و-مسيلمة الكذاب- شيتك والذي تدافع عنه كان منافقاً أفاقاً وليس نبياً حتى تقدسه وتصلي له ليل نهار وتذم كل من يقول كلمة في حقه ولو كانت هذه الكلمة صحيحة صادقة. أنت يا رفيقي -أعمى- البصيرة صحيح البصر لأنك تعبده وهذه صفة سيئة في المؤمن والشيوعي. عُد إلى رشدك في أرذل عمرك وادفع بالتي هي أحسن.


6 - ستالين - صدام وطقطوقة أعداء الثوره
عامر سليم ( 2020 / 4 / 23 - 08:31 )
أعداء الثوره , يالها من جمله فضفاضه ومطاطيه, يمكن تشكيلها كما يشاء الدكتاتور ضد مخالفيه حتى ولو كان الخلاف على أصناف الطعام ولبس الهندام وطريقة رعي الأغنام!.
يكتب لنا المؤمن التقي الورع والخاشع لحد الدموع والبكاء لمعبوده ستالين في التعليق (4) ما يلي....
( بعد رحيل لينين بأسابيع قليلة قدم ستالين استقالته وأكد بأنه لن يكون إلا فظاً مع أعداء الثورة )
جمله أعادتني بقوه الى جملة صدام حسين وهو يذبح رفاقه (اجتماع قاعة الخلد) حين استلامه السلطه قائلاً: ( يعرفني الجميع انني املك قلب كبير ورحيم الى الحد الذي اراقب قدمي في المسير حتى لا أسحق نمله , ولكن مع اعداء الثوره والحزب والخونه ليس لي قلب ابداً ولا أعرف الرحمه)
هذا الرجل تَشرّب سيرة وسلوك وأفكار ستالين حتى الثماله وكان خيرمثال للجزار البلشفي الفظ ستالين وأستحق بحق لقب التلميذ النجيب .
تحياتي وتقديري للصديق العزيز دحنون.


7 - ليس مثلي من يتعرف على أعداء الشيوعية
فؤاد النمري ( 2020 / 4 / 23 - 09:51 )
حالما قرأت مقالك الأول عرفتك معادياً للشيوعية
أنا تحديتك لأن تقرأ رسالة لينين وأنت رددت تسبني وتشتمني ولا تخجل بأن تصطف بصف التروتسكيين الجواسيس
شبح ستالين سيظل يلاحق خفافيش العتمة أمثالكم
قضيت عمري كله في الصفوف الأولى مدافعاً عن الماركسية اللينينية ولم أبلغ أرذل العمر كخائن للماركسية اللينينية مثل الذين يرفضون قراء وصية لينين


8 - العجوز المشاغبة
عبد الحسين سلمان ( 2020 / 4 / 23 - 13:33 )
تعليق رقم 1 و 4 و 7
هما للعجوز...كته
من هي ...كته
(كته ) هو أسم أمرأه ستينيه , امتدت شهرتها في زقاق من ازقة بغداد الذي تسكنه الى الازقه المجاوره , وصارت رمزا يستشهد به على حالة تضخيم المشاكل والدخول في المشاجرات , كته هذه حينما اصيبت بمرض أقعدها على الكرسي المتنقل , وصارت تحركاتها محدوده .. أضطرت الى استخدام خيالها في اختلاق المشاكل والدخول في المشاجرات
كته المصابه بالتخيل والوهم وليست كته الباحثه عن مشاكل فتضخم الاخطاء الصغيره وتهولها لتختلق المشكله

اخر الافلام

.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين


.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب




.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا