الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائحات العرب كثيرة.....وجائحة كورونا أقلها فتكاً!!.

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2020 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


في حياتنا نحن العرب جائحات كثيرة قد تبدو "جائحة كورونا" مقارنة بها صغيرة وصغيرة جداً ، بدءاً بجائحات أنظمة الاستبداد والفساد والاستسلام ومروراً بجائحة ضياع فلسطين وجائحات الهزائم والانكسارات المريرة ، وجائحات فشل التنميات والمشاريع الوطنية والقومية وجائحة فشل الدولة القطرية في أن تكون دولة حقيقية ، وصولاً إلى جائحات السلفية والقاعدة وداعش والاسلام السياسي ، وانتهاءً بــ "جائحة صفقة القرن" و "جائحة التطبيع" المعدية ، والتي تسري الآن كالنار في الهشيم من المغرب والسودان إلى البحرين وعُمان ، وتسابق "جائحة كورونا" في عدواها ومرضها الخطير الذي يتلف خلايا المخ والضمير والقيم والرجولة والوجدان والأوطان ، وهو مرض يبدو أنه لا دواء له ولا شفاء منه عند الذين اصيبوا به!!
فهذه الجائحات بجملتها كانت أكثر فتكاً من جائحة كورونا ، فإذا كانت كورونا قدراً من الله أصاب جميع شعوب الأرض ، أو أنها كانت حرباً بايلوجية بين الكبار أخذت الصغار أمثالنا بأقدامها ، فإنها إصابات العرب بها لا زالت ـ بفضل الله ـ ولحد الآن أقل من اصابا الشعوب الأخرى ، ولم تأخذ من العرب إلا مئات الأرواح وآلاف الاصابات ، بينما (جائحة داعـــش) وحدها أخذت منا مئات آلاف الأرواح وملاين المهجرين والنازحين والهاربين من نيرانها المشتعلة إلى الآن ، هذا بالإضافة إلى مئات المدن المدمرة والبنى التحتية المخربة وآلاف المصانع والمزارع والمصالح المعطلة وملاين الأيدي العاملة العاطلة............الخ!
لكن كل هذا لم يكن ليساوي شيئاً أمام جائحة فلسطين وجرحها النازف إلى الأبد ، إنما كل تلك الجائحات كانت صفحات متعددة الوجوه لمعركة فلسطين الواحدة نفسها وامتداداً لها ، وكانت جميعا طرقاً متعددة للوصول بالعرب إلى (جائحة التطبيع) و (جائحة صفقة القرن) ، التي جعلت لفلسطين (ثمناً ماليا) يدفعه أغنياء العرب أنفسهم ، مضافاً إليه (التطبيع) ومعها (قبلة) يطبعها جميع العرب على جبين (أولاد عمهم اليهود) الطيبين في نظر بعضهم ، والأشرار في نظر بعضهم الآخر ، والشر كله في نظر باقي العرب ، متجسداً في هذا الكيان المسمى "إســـــــــرائــيــل"!
*****
فعلى مدار تاريخ القضية الفلسطينية طرحت مشاريع كثيرة لتصفيتها ، بدءاً من نظرية "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" وعلى أساس منها تم إنكار أي وجود للشعب الفلسطيني ، وبعدها الادعاء بأن شرق الأردن هو وطن الفلسطينيين ، ثم مشروع "المملكة المتحدة" و مشروع "الحكم الذاتي" بعد اتفاقيات "كامب ديفيد" و "حل الدولتين"...........الخ
وجميع تلك المشاريع كانت تطرح وتطلق ـ عكس الآن ـ في أجواء ومناخات سياسية وعقائدية وجماهيرية ، مفعمة بالإيمان بالقضية الفلسطينية وبالمقاطعة الشاملة للعدو ، وبروح التحدي والتضحية من أجلها شعبياً وحتى رسمياً ، فلسطينياً وعربياً ، ولهذا كانت تلك المشاريع تقبر في مهدها!
وقد دامت تلك الحال النضالية حتى هزيمة حزيران عام 1967 ، ثم صعود تيار الفرعونية الجديدة الذي قاده السادات وقاد به مصر ، وغير به مساراتها ومسارات السياسة العربية برمتها ، ومصير فلسطين والقضية الفلسطينية برمتها ، باتجاه الصلح مع العدو وباتجاه الولايات المتحدة وإعطائها نسبة 99 % بالمائة من أوراق ـ أو لعبة ـ حلها!
فسقط الجميع في طريق ذلك (الحل الأمريكي) بدءاً من السادات نفسه ، ومروراً بالملك حسين و "اتفاقيات وادي عربة" ، و "ياسر عرفات" ـ ومنظمة تحريره الفلسطينية ـ بــ "اتفاقيات أوسلو" ، وصولاً إلى التطبيع العلني و "ورشة البحرين" عام 2019 ، وأخيراً "صفقة القرن" ، فكل هذه المشاريع كانت أقل فتكاً من مرض كورونا وعدد ضحايا وعدواها المميتة!
****
ورغم كل هذا فإن كل تلك المشاريع التي طرحت لحل أو لتصفية القضية الفلسطينية ، كانت تطرح هذه القضية وتعامل على أنها قضية وطنية سياسية وحقوقية ، لكن في "صفقة القرن" وبنودها المعلنة ، طرحت على أنها (قــضــيـــة اقـــتـــصــاديـــة) ولها سعر وقيمة مادية ، قدرتها "ورشة البحرين" سابقاً و "صفقة القرن" حالياً بـ 50 مليار دولار أمريكي (يا بلاش) !!
والحقيقة ليست هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها القضية الفلسطينية ـ أو حلها على الأقل ـ كقضية مالية واقتصادية تجاوزاً لحقيقتها كقضية وطنية سياسية وحقوقية ، لشعب اغتصبت أرضه وشرد وقتل ولوحق وهجر من أرضه وسفر إلى جميع اصقاع الأرض ، بحثاً عن مأوىً له!
فقبل أحد عشر عاماً بالتمام والكمال ، وقبل كوارث ما يسمى بــ "الثورات العربية" و "الربيع الأمريكي" ، كنا قد كتبنا : مقالاً مطولاً من ثلاثة أجزاء حول هذا الموضوع ، وتحت عنوان ((وصفة بريجنسكي....والأقاليم التسعة)) نشرته تباعاً جريدة " الـــعــــــــربــــيـــة " البغدادية الغراء:
فقد نشر القسم الأول من ذلك المقال بتاريخ : 2009-6-27 العدد: 165 ، ونشر القسم الثاني بتاريخ : 2009-7-11 العدد : 167 ، أما القسم الثالث والأخير فقد نشر بتاريخ : 2009-8-1: العدد : 169)) .

وقد جمعنا في ذلك المقال بين المشروعين أي: "مشروع الأقاليم التسعة" ومشروع مشابه جوهرياً لــ "مشروع صفقة القرن" الحالية ، والرامي إلى نزع الصفة الوطنية والسياسية والحقوقية عن فلسطين والفلسطينيين والقضية الفلسطينية ، وتحويلها إلى (قضية اقتصادية) يمكن حلها بمشاريع استثمارية كبيرة تغير من واقع حياة الشعب الفلسطيني البائس!
وهذه كانت أخطر مهام "ورشة البحرين" أو "مؤتمر السلام الاقتصادي" الذي عقد في البحرين منتصف العام الماضي ، باعتبار أن هذا المؤتمر كان عبارة عن مقدمة عملية لتنفيذ بنود "صفقة القرن" التصفوية الحالية ، وحتى لمشروع "الأقاليم التسعة" الذي سبقها بما يقارب الخمسة عشر عاماً!!

وقد مهدنا لمقالنا ذك عن "مشروع الأقاليم التسعة" ، والذي نشر قبل أحد عشرعاماً من الآن .. بالقول :
 ((في بداية عام 2009تجمعت لدينا معلومات مهمة وموثوقة عن هذا المشروع ـ أي، مشروع " الأقاليم التسعة" ـ المزمع إقامته بين الأردن والكيان الصهيوني والضفة الغربية المحتلة ، فربطنا هذه المعلومات مع نظرة ونظرية (زبيغينيو بريجنسكي) ـ مستشار الأمن القومي للرئيس كارتر في أواخر سبعينات القرن الماضي ـ حول ما يسميه بــ "الشرق الأوسط " الجديد ، مع جملة الأحداث التي جرت في المنطقة حينها ، فأنتجت لدينا صورة مخيفة لمشروع خطير ينفذ في الخفاء ، وستكون له نتائج كارثية على المنطقة العربية وشعوبها ومجتمعاتها ومستقبل أجيالها!!)) وعلى الشعب الفلسطيني بالخصوص ، وقد بانت هذه الخطورة الكارثية في تفاصيل "صفقة القرن" المطروحة حالياً لتصفية القضية الفلسطينية!
فنظرية أو وصفة بريجنسكي للمنطقة العربية خطيرة المضمون .. فهي تقول :
 إن ((الشرق الأوسط مثلاً: مكون من جماعات {عرقية ودينية} يجمعها إطار إقليمي ، فسكان مصر وشرق البحر المتوسط {غير عرب} ، أما داخل سورية فهم عرب .. وعلى ذلك فسوف يكون هناك شرق أوسط مكون من جماعات " عرقية " و "دينية" مختلفة على أساس [مبدأ الدولة/ الأمة] تتحول إلى كانتونات طائفية وعرقية يجمعها إطار إقليمي (كونفدرالي) وهذا سيسمح للكانتون الإسرائيلي أن يعيش في المنطقة بعد أن تُصَفْى فكرة "القــــومــــيـــة"))(*)
وما يعنيه هذا مشروع واضح جداً ولا يحتاج لأي تفسير أو تأويل ، فبعد أن تمت ـ أو كادت أن تتم ـ تصفية "فكرة القومية" ـ يعني الــقــومــيــة الــعربــيــة بالتحديد وليست أية قومية أخرى ـ كردية أو تركية أو إيرانية...الخ في المنطقة ـ تحولت المنطقة العربية فعلاً إلى ((شرق أوسط مكون من جماعات " عرقية " و "دينية")) وحسب نظرية بريجنسكي بالضبط!
وهذا هو الشق الأول من نظرية نظرية بريجنسكي / .. أما شقها الثاني فيتمثل... فهو:
تحويل تلك الجماعات (العرقية والدينية) ـ في الوطن العربي ـ إلى ((كانتونات طائفية وعرقية)) على ((أساس [مبدأ الدولة/ الأمة] ، وهذا لن يتم إلا بجعل كل طائفة وعرق بشري في المنطقة العربية أمة لها كيان مستقل ودولة تمثلها ، وجمعها جميعها في ((إطار إقليمي (كونفدرالي).)) .. وهذا الـ ((إطار الإقليمي (كونفدرالي).)) الذي يجمع كل هذه الفسيفساء البشرية ، هو مشروع ((الأقاليم التسعة)) بعينه ، والذي طرح في أواسط تسعينات القرن العشرين الماضي ، كصيغة عملية تنفيذية لنظرية بريجنسكي نفسها ، واتخذت بشأنها خطوات عملية وتنفيذية فعلية من قبل بعض الأطراف الذين يشملهم هذا المشروع!!
*****
فمشروع "الأقـــالـــيـــم الـــتـــســـعـــة" .. يعني :
تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم والأردن إلى ثلاثة أقاليم أيضاً ، وتضاف إليهما كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وأجزاء من سيناْء ، لتتشكل ـ منهما ثلاثة أقاليم أخرى ـ مكونين بمجموعها "الأقاليم التسعة" الواردة في هذا المشروع ، وإسكان الفلسطينيين وتوطينهم نهائيا في إطار هذا الإقليم الواسع ، بعد دمج تلك الأقاليم الثلاثة ببعضها وتزويدها ببنية تحتية متطورة وطرق حديثة (أوتوستراد آت) وسكك حديد ـ مشروع السلام الإسرائيلي المطروح حالياً مثلاً ـ ومطارات كبيرة ومصانع متنوعة ومشاريع زراعية وخدمية مختلفة ........الخ بحيث تتحول هذه الأقاليم التسعة إلى منطقة متطورة وأعلى مستوى من محيطها المباشر ، لتعيش في حالة من الرفاه المادي وبحبوحة من العيش الرغد والحياة السهلة الممتعة والملونة ، حتى ينسي أهلها فلسطين والعرب وقضاياهم ومشاكلهم التي لا تنتهي إلى الأبد!!
على أن يتنازل الفلسطينيون عن "حق العودة" نهائياً ، وتحويل الدولة الصهيونية إلى "دولة يهودية خالصة" ـ قانون القومية لذي صدر تالياً ــ وترحيل عرب 1948 منها إلى تلك (الأقاليم التسعة) المزمع اقامتها ،
على أن يتم تنفيذ هذا المشروع على مراحل واكماله .. بـ :
(أموال خليجية) و (تكنلوجيا "إسرائيلية") و أيدي عاملة (مصرية ومحلية) !!
ويبدو أن "ورشة البحرين" كانت ـ سراً ـ هي الأداة الرسمية العربية الخليجية/ "الإسرائيلية" الأمريكية ، لتنفيذ هذا المشروع الخطير بكل تفاصيله ، ((رضي من رضي وأبى من أبى)) حسب تعبير ياسر عرفات المفضل .
فهذا المشروع هو وحده الذي :
 ((سيسمح للكانتون الإسرائيلي أن يعيش في المنطقة بعد أن تُصَفْى فكرة " الــقــومــيــة"/ العربية طبعاً)) ، فيصبح هذا الكيان هو سيد المنطقة قائدها الوحيد المطاع ، والوكيل الحصري للإمبريالية الأمريكية في المنطقة!
*****
لقد كان العــــــــــــراق :
يقف كعقبة كأداء في طريق تنفيذ هذا المشروع ليس لصلابة نظامه الحاكم ، إنما لتمسك شعبه بالقضية الفلسطينية واعتبارها قضيته الوطنية ، لكن بعد غزوه واحتلاله من قبل الأمريكان ، وإشاعة التناقضات الطائفية والأثنية والقبلية بين أطراف مجتمعه ، أصبح الطريق ممهداً لتنفيذ بنود ذلك المشروع الخطير!
أما الأردن فهو لا يستطيع أن يقول (لا) لهذا المشروع :
وقد أجبر على اتخاذ خطوات تنفيذية بشأنه ، أهمها تقسيمه إلى ثلاثة أقاليم فعلياً ... هـــــــــــــــــــي : إقليم مـــؤتــــه ، وإقليم الـــيـــرمــــوك ، وإقـليم رغـــــــــــــــدان !!
والضفة الغربية هي الأخرى لا تستطيع أيضاً القول (لا) لهذا المشروع :
بعد أن تم تقطيع أوصالها ومسحت معالمها بالكتل الاستيطانية الكبيرة ، على أن تربط ـ وفق هذا المشروع ـ أجزائها المتبقية مع قطاع غزة بخط سكك حديد وطرق برية مــعلــقــة ، تضاف إليهما أجزاء من سيناء ، حتى تتشكل من مجموعها الثلاثة أقاليم فلسطينية أيضاً!
أما ســـــــــيــــنـــــاْء فهي ركن أساسي في هذا المشروع :
والمقدر بشأنها ـ وفق المشروع ـ أن يؤخذ جزءاً منها ويربط إدارياً مع قطاع غزة ، لتشكل مع غزة والضفة الغربية الثلاثة أقاليم الفلسطينية المطلوبة ، وتربط تالياً مع كل من الثلاثة أقاليم الأردنية والثلاثة أقاليم العراقية بروابط أبدية ، فينشأ عن ربطها "الأقاليم التسعة" المطلوبة أمريكياً و "إسرائيلياً" وعربياً خليجياً!!
*****
وعلينا أن ننبه مرة ثانية .. إلى أن :
أن كل هذه التفاصيل قد كتبناها قبل أجد عشر عاماً بالتمام والكمال ، وأتت جميع أحداث منطقتنا العربية التالية مصدقة لما ورد فيها ، ولتؤكد جميعها صدق ما ورد في تلك الكتابات وصدق ما تنبأتْ به ، وعلينا أن ننبه أيضاً إلى أن هذا المشروع "مشروع الأقاليم التسعة" قد طرح سراً منذ منتصف تسعينات القرن العشرين الماضي ، واتخذت اجراءات عملية لتنفيذ بعض بنوده.. منها:
تقسم الأردن إلى أقاليم وتقطيع أوصال الضفة الغربية ، ومنها جعل "إسرائيل" دولة يهودية خالصة بقانون "القومية" ، ومنها ما يخص سيناء واستقطاع أجزاء منها كما ورد في الاتهامات والموجهة لــ (محمد مرسي) ، ومنها (التــطـــبـــيــــــــع) الجاري حالياً علناً وعلى قدم وساق ، ومنها "صفقة القرن/ الكارثية" و "ورشــــــة الــــبحــريــن" التي سبقتها كصيغ تنفيذية لذلك المشروع....... الخ ، وغيرها هذا كثير مما ورد في ذلك المقال وقبل أحد عشر عاماً من الآن بالتمام والكمال !!
وعلينا أن نسأل هنا ونتساءل ، عن الفرق بين كل هذا الذي كتبناه ونبهنا لخطورته قبل أحد عشر عاماً من الآن ، وبين "صــفــقــة الــقــرن" التي نصرخ الآن من جورها وظلمها وسلبها لحقوقنا كعرب في فلسطين؟؟
الفرق بينهما في الحقيقة أننا لانقرأ ولا ننتبه للخطر إلا بعد وقوعه ، وحتى إذا قرأنا لا نصدق ما يقال فيه ، بل ونكذب قائله ونقول عنه وعن ما كتبه :
إنها وساوس " نـــظــــريــــة الـــمـــؤامــــــــرة " !!!!!!!!!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:
أمين هويدي: مجلة "المستقبل العربي" العدد: 2 :1981








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة