الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تحكم على الآخرين من مظهرهم

اكرام نجم

2020 / 4 / 22
المجتمع المدني


للاسف نحن العرب نتمتع بصفات وعادات سيءه ومن أكثرها سوءا هو ان نحكم على انسان من مظهره ،فإذا راينا امراه ترتدي لباسًا أنيقًا وفيه نوع من المبالغة ننعتها بالمومس،وإذا راينارجلا يرتدي لباسًا غير مهندم وغير معتني بمظهره شعره وذقنه نصفه بانه متشرد او شحاذ ،وإذا راينا احدهم مرحا ويمزح مع الآخرين وإيجابي نصفه بانه غير متزن وليس مهذبا ،أما العابس وغير المرح فانه معقد ،وو غيرها من الصفات التي تدعنا نقيم ونحكم على الآخر من خلال مظهره الخارجي وسلوكه الذي غالبا ما يعكس ظرفًا معينًا يعيشه الانسان.
كنت كذلك في السابق ويبدو ان هذا جزء من تربيتنا العربيه ،الا انني وبعد ان امضيت سنوات طويله في الغرب تعلمت ان ليس علي ان اقيم إنسانا بناء على مظهره الخارجي ،علي أولًا ان اتعرف على هذا الشخص قبل ان أقيمه واحكم عليه،وقدتعلمت من الغرب أن كل انسان يخفي قصه لا يعرفها الكثيرين ،وهو غير ملزم لسردقصته على كل من يقابله ليبدي رأيا او حكما عليه.
قبل أيام كنت في احدى المؤسسات التي تقدم المساعدات للذين تضرروا بسبب ازمه فايروس كورونا من المرضى والفقراء الذين يعتاشون على المساعدة الاجتماعيه التي تقدمها لهم الحكومه كنت هناك لاستلام المساعدة لإحدى صديقاتي ،وكان علي الانتظار طويلا في الدور ،وفي هذا الدور ينتظر اخرون من مستحقي المساعدة ،وتبديدا للوقت وملل الانتظار تسمع أحاديثا متنوعه في أمور مختلفه بين المنتظرين ،ومر خلال انتظارنا رجلًا مهندم الشكل يبدو عليه الرفاهية علمت انه مسؤول المؤسسة ،لكنه كان يبدو عليه الانزعاج او الضجر ،فهو متجهم .
همست لجارتي
الواقفة في الانتظار ،ابتسامه (واقصده هو )لكنه مر متجهًا الىً مكتبه ،فردت الجاره :
انه ليس لطيفًا كنت في الأسبوع الماضي هنا بسبب إجراءات الحماية من الاصابه لكورونا وكدت أتشاجر معه ،كان يتكلم بطريقه ليست لطيفه معي ومع جارتي لاننا كنا قريبتين من بعض في الدور وكنا منسجمتان في الحديث ،فأجبتها ؛كان يستطيع بطريقه لطيفه ان يتكلم معكما فردت علي:
إذا كان لا يحب عمله مع الناس لماذا يعمل؟عليه ان يتعلم ان يكون اكثر لطفًا ويعامل الآخرين بشفافيه!
اختلطت الأفكار في راسي ولم استطع ان ارد لان دوري جاء وكان علي الدخول الى المؤسسة ومغادره الدور.
أكملت استلام المساعدة وكان في احدى الزوايا مكتبه صغيره تضم مجموعه من كتب وألعاب الأطفال مقدمه من بعض المؤسسات الخيرية لتقديمها هدايا لأطفال مستحقي المساعدة ،فاتجهت اليها واخترت قصه أطفال لقراءتها لحفيدتي ،فناداني مسؤول المؤسسة الذي كان جالسا خلف طاوله لمراقبه سير العمل ،ويضع بجانبه صندوقا مليئًا بالكتب ،قال لي :اريد ان اهدي لك مجموعه قصصيًه وشعريه للأطفال ،لقد لفت انتباهي انك مهتمه بقراءه قصص الأطفال ربما لأحفادك،
أجبته بنعم
استأنف ؛
زوجتي قاصه وشاعره تكتب للاطفال،وبعد إصدار مجموعتها الجديدة تلك اصيبت بمرض لم يمهلها كثيرا وعندما علمت انها لن تعيش طويلا قررت التبرع بما تبقي من نسخ من مجموعتها الى الأطفال ! وقد غادرت الحياة قبل شهر قبل ان تتمكن من تحقيق وعدها ،لذا وجدت ان هذا الوقت وهنا في تلك المؤسسة فرصه مناسبة للإيفاء بوعدها .
وما ان اكمل كلامه حتى اصابني احساس خليط من الألم والفرح والأسف ، شددت على يد الرجل وتمنيت له الصبر لمصابه الأليم وحييت مبادرة زوجته الراءعه وموقفه بالقيام بهذا العمل النبيل.
ودعته وأنا متأثره بقصته ،كم نحن البشر قساة في حكمنا على الآخر ،لا تحكم او تقيم إنسانا بدون معرفه قصته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب