الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيودور كاليفاتيدس: وبائي الأول كان هتلر والثاني ستالين

باسم المرعبي

2020 / 4 / 24
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


شهادة "تلتمس العزاء في زمن الكورونا"
ترجمة: باسم المرعبي

يستيقظ المسنون منتصف الليل فلا يستيطعون النوم ثانيةً. إنها لمشكلة كبيرة وقد حاول الجميع مواجهتها بطرق مختلفة. صديق لي، أخبرني أن أحد معارفه كان يتوسل إلى الله ليمكّنه من معاودة النوم.
في ما يخصني فإنّ لي طريقتي، أيضاً. أنهض، أُعدّ القهوة، أملأ غليوني وأخرج إلى الشرفة. هذه هي لحظتي لإجراء تسويتي مع العالم، مع كل المظالم، كل الجرائم، كل الحروب وكل الأوبئة.
لقد مر جيلي بالكثير، وكما نقول في اليونان، "ليس من السهولة أن تعرق آذاننا"، دلالة على التحمّل. نشأنا خلال الحرب، المجاعة، الكراهية، الأمراض، ليس أقلها الأمراض المنقولة جنسياً.
لقد كان وبائي الأول هتلر أما الثاني فكان ستالين، ومن ثم جاء شلل الأطفال، الذي لم يكن لقاحه قد أكتشف بعد.
كل جرح، حتى لو كان صغيراً، يمكن أن يكون مدخلاً لمعاناة قد تستمر طوال الحياة.
ذات يوم ـ وقد كنت في حوالي الثانية عشرة من العمر ـ دخلتُ البيت بركبتين داميتين، قليلاً. حين رأتني أُمي جن جنونها واندفعت نحوي، متبرعةً، بصفعة على مؤخر رأسي، لكنها ندمت وتشكّت من أنني سأتسبّب بموتها ذات يوم، ثمّ غسلتْ جراحي وقبلتْها برفق كدليل على تضامنها التام معي.
كثيراُ ما أفكر بهذه الحادثة العرضية الصغيرة.
أفكّر أيضاً بما قاله أرسطو، وهو أن الأخطار المتوقعة نواجهها بمعرفتنا وخبرتنا، أما تلك المجهولة فنواجهها بشخصيتنا.
دعونا نأمل أن يكون لدينا شيء مماثل لهذا.


THEODOR KALLIFATIDES: Min första epidemi -var-Hitler, min andra Stalin.
صحيفة Expressen السويدية


تيودور كاليفاتيدس 1938: ولد في قرية مُولاي في مقاطعة لاكونيا اليونانية. شاعر وروائي ومترجم. هاجر إلى السويد عام 1963. عمل في البداية كغاسل صحون وموزع صحف، في الوقت الذي كان يقرأ فيه سترندبيرغ لتعلّم السويدية. درس الفلسفة وحصل على إجازة فيها عام 1967، ومن ثمّ أصبح مدرّساً لها، كما في جامعة ستوكهولم، للفترة: 1969ـ1972. عمل في الصحافة. ترأّس نادي القلم السويدي عام 1995. بعد عمله الشعري الأول "ذاكرة في المنفى" ـ 1969، أَوْلى الكتابة الروائية اهتمامه، فصدر له، من بين أعمال عديدة: "فلاحون وسادة" ـ 1973. "السلام القاسي" ـ 1977. "الحب" ـ 1978. "الضوء الأخير" ـ 1995. "بلاد جديدة خارج نافذتي" ـ 2001. "معركة طروادة" ـ 2018. وهي آخر ما صدر له. على صعيد الشعر، له: "الزمن ليس بريئاً" ـ 1971. "لصوت امرأة ـ قصيدة حب" ـ 1999. من بين ما نقل إلى السويدية "خمسة أمتار من زنزانتي" ـ قصائد مختارة للشاعر والموسيقي اليوناني ميكيس ثيودوراكيس و"إيماءات" للشاعر اليوناني يانيس ريتسوس. كما نقل إلى اليونانية "المصباح السحري" مذكرات المخرج السويدي المعروف إنغمار برغمان (بيريمان). بلغ مجمل ما صدر له، حدود الثلاثين كتاباً. حصل على جوائز وألقاب شرَفية عدّة وتُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات. بهذا الصدد يجدر الذكر أن مترجم النص أعلاه ترجم له ثلاث قصائد، نُشرت في العدد الأول من مجلة "ملامح" الشعرية، الصادرة سنة 2006، وهي المرة الأولى التي يتم فيها ترجمة شيء من نتاج هذا الأديب إلى العربية. كما تجب الإشارة إلى أن رسم الاسم الأول للكاتب جاء وفقاً للّفظ السويدي له. من أقوال كاليفاتيدس: أنا غريب في كليهما: السويد واليونان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على