الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


MBC قناة كل العرب

عمر يوسف

2020 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


يطل رمضان لهذا العام يتيما من أوله، فلا تراويح يبدأ أو ينتهي بها. يطل والخطة الممنهجة للقضاء على الإسلام تسير بخطى بطيئة ولكنها ثابتة الأدلجة. من جهة لا صلاة في مساجد وقد أوصدت أبوابها خوفا على حياة نفس الأشخاص الذين يضحي بهم أي نظام عربي كيفما يشاء ساعة يشاء، يخرج مفتي السلطان ليقول أن اعتكاف الحرم سيمنع استنادا لقاعدة فقهية تقول أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وفيه تخفف التراويح لخمس تسليمات بزعم السديس داعم خادم الحرمين ولو زنا بهما. لا يقع ذلك بمعزل عن دعاء يسمعه المسلم بصوت السيسي فتشمئز منه نفسه.

من جهة أخرى، وبينما يتسمر العرب أمام شاشات التلفاز بحثا عن ترفيه وقد وسعتهم بيوتهم، يتركز بث الأفكار الهدامة تباعا.

هذه حياة الفهد تجلل شيبتها بالعار لتنصر بني صهيون في مسلسل أم هارون، فيرحب بها أفيخاي أدرعي، المسكين يحتاج شمطاء تشهد بوجوده ليكون. يتلوه مسلسل الاختيار الذي لولا الملامة لكان اسمه الإجبار، الإكراه في دين جديد يناسب مقاس العسكر وقد درب بطله مدرب قاطع أطراف أهل سيناء وحارق جثثهم.

ثم لتخفيف الوطأة يأتي مسلسل فرصة ثانية بفاتنة بلهاء تجعل الأجواء طرية فتكون الفرصة الثانية الحصول على مثل ما حصل عليه أبو هشيمة. تتلوها فيفي الأم المثالية، تحل محل الشعراوي لتبث خفة العقل ثقيلة الوزن والدم والوطأة. ثم يأتيك البرنس، محمد رمضان وقد أصبح برنس هذا الزمان، وبالطبع سيقوم بأمر يخدم فيه الوطن مستخدما السفافة والوضاعة والسماجة معا. لعبة النسيان ومحدش فاهم حاجة لتجدد في نفس المشاهد أن الشعور بالضياع شيء عادي وليس فيه أي مشكلة، يتلوه عرض سمج يطل فيه السقا بثقل ظله على المشاهد ليشعره بعبثية المشهد. اللعبة وما أدراك ما اللعبة. تستمر العروض دواليك، مثيرة للغثيان والاشمئزاز في آن معا.

قناة كل العرب شبكتها كبيرة، فمن فرع مصر للعراق للفرع البوليوودي لفرع فارسي...مهلا أوليس الفرس ألد أعداء بني خليج؟ فما الذي حصل لتنطق قناة كل العرب بالفارسية؟ قناة كل العرب، بعيدا عن الترويج لبرامج المواهب مكررة المحتوى عديمة القيمة، تعرض على قناة الأطفال مشهدا يقبل فيه البطل صديقه قبلة فموية حارة، وأهو كله رسوم متحركة.

قناة كل العرب حرصت على تسلية كل العرب، وبينما حجرت العابدين في بيوتهم بعيدا عن دور عبادتهم أيا كانت، أتاحت للفنانين التضحية بأرواحهم لتصوير ما ستقولب به عقل مشاهد ساذج في تجمعات يا سبحان الله لم تطلها الكورونا.

لو لاحظت أيها القارئ، في أيام الحجر بالذات، تتخلل مقاطع اليوتيوب العائلية رتيبة المحتوى إعلانات ممولة جد ساخنة، فهل هذا من قبيل الصدفة؟ ستمر أحداث لا تقل عبثية عما تنقله الشاشة الصغيرة صغر الفيروس وها هو يفتك بعالم بأسره، وبينما ننشغل بالشاشة عن الفيروس، تطبخ فيروسات أخرى في تلابيب الأدمغة الغضة، فيروسات لا تقل خطورة إن لم تكن أسوأ بكثير.

لا يهم ما تعبد، المهم ألا تكون عبدا لشاشة تدخلها بيتك بيديك فتكون نهبا لكل فكر مشوه تمليه عليك. أطفئ التلفاز أو تسمّر أمامه، القرار بيدك والخيار لك. أترك لأطفالك مشاهدة حرة إن شئت أو شاؤوا ولم تعترض، لكن لا تستغرب إن أصاب طفلك أو طفلتك الشذوذ عما قريب. أحمق من ظن أن ضياع الفكر لا يأتي بتطرف من نوع مختلف ولكنه أكيد في كل الأحوال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن