الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تطور سلاح الطيران السوفيتي في عهد الزعيم ستالين

جاسم محمد كاظم

2020 / 4 / 24
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


تطور سلاح الطيران السوفيتي في عهد الزعيم ستالين
حين نقراء مذكرات الطيارين السوفيت ممن عاصروا فجر أكتوبر بإمعان وتركيز لما بين الأسطر نرى حجم التطور الكبير الذي قفزت بة الصناعة مع ظهور الاتحاد السوفيتي وما لحقه من تطور هائل في كافة المجالات التقنية والصحية والتعليمية والعسكرية في فترة قياسية لا تتجاوز ال20 سنة نستنتج من هذا حجم الدور الهائل الذي لعبة الزعيم ستالين في ظهور هذا العملاق الأحمر .
يبدأ عقيد الجو الطيار فودبيانوف في مذكراته بان القوة الجوية الروسية استخدمت قبل وأثناء الحرب العالمية الأولى طائرات الموران الفرنسية الصنع كطائرات اعتراض . استطلاع وتجسس .
ولم يكن هناك من أكاديمية أو مدرسة للطيران في روسيا قبل 1912 وبعد هذا التاريخ فتحت أول مدرسة للطيران في غاتشيا وأخرى في سيوا ستوبول وتقرر قبول ضباط المدفعية والهندسة فقط وشكلت 9 أسراب جوية في كييف قبيل بدء هذه الحرب وبلغ مجموع الطيارين 30 طيارا تم قبولهم من ضباط المشاة والفرسان بسبب عدم الإقبال على هذا الصنف من ضباط المدفعية والهندسة .
يتذكر مؤلف الكتاب فودبيانوف بعض من أسماء الطيارين الأوائل بيوتر نستيروف . فكتور سوكولوف .قسطنطين ارستيبلوف .ايفان ناغورسكي وكان بولندي الجنسية . ايف كراف كروتن . الكسي تومانسكي وأخوية. سيرغي وليف . فلاديمير رومانوف . الكسي بتروف . بوريس تشوخنوفسكي
وبلغ عدد الطائرات القاصفة خمس طائرات روسية الصنع طراز ايليا مورو ميتس من تصميم المهندس الروسي ايغور سيكوروسكي .
وحين حاول احد المستكشفين الروس الملازم غيوركي سيدوف عام 1912 من تحقيق السبق في الوصول إلى القطب الشمالي لأول مرة لم يتسنى له القيام بالرحلة بالطائرة فأبحر على متن السفينة الخشبية القديس فوقا ولم يستطع تحقيق حلمة من رفع العلم الروسي فوق القطب الشمالي حيث مات بالاسرقربوط في جزيرة رودولف عام 1914 نتيجة نقص المئونة والطريق الشاق المملوء بالعواصف الثلجية والمخاطر الهائلة .
وبعد انتصار أكتوبر المجيد التحق بعض الطيارين بالثورة ومقابلة لينين نفسه.
وفي عام 1919استطاع فيلق من فرسان الحرس الأبيض بقيادة الجنرال ما منتوف من الالتفاف على مؤخرة الجيش الأحمر وشكل وضعا بالغ الصعوبة لقيادة الثورة .
ولفت لينين انتباه العسكريين بضرورة سد الثغرة باستخدام طائرات ايليا مورو ميتس العملاقة بقصف فرسام الحرس الأبيض .
وفعلا قاد الطيار تومانسكي هذه المجموعة من الطائرات التي مزقت هذا الفيلق وأبادت فرسانه .
وكان في نية لينين تطوير سلاح القوة الجوية ليكون قادرا على تنفيذ الضربة المميتة للعدو لكن الزمن لم يمهل لينين لهذه الغاية التي تطورت جليا في عهد الزعيم ستالين .
وخلال سنة 1924 فتحت المدارس الجوية في أكثر المدن السوفيتية ودعي الطلاب من كل مكان للالتحاق بهده المدارس في سابقة غير مشهودة حين هب الآلاف من الشباب للتطوع في هذه المدارس من مختلف الطبقات المسحوقة من كلا الجنسين ,
وما هو ألا عقد من الزمن حتى ظهرت الأكاديميات الجوية والهندسية وأكاديميات القيادة في الاتحاد السوفيتي ومع هذه القفزة بدا الاتحاد السوفيتي بصنع الطائرات القاصفة والمعترضة وطائرات الشحن والتمويل والطائرات المدنية لنقل السكان من مكان إلى آخر عبر فتح الخطوط الجوية بين أكثر مدن البلاد البعيدة .
وبدء الطيارون والمستكشفون السوفيت يعدون العدة لغزو القطب الشمالي لأول مرة في التاريخ بعد فشل كل الرحلات السابقة حيث يقول الطيار السوفيتي الذي هبط لأول على ارض القطب الشمالي :
أن كل الرحلات السابقة للقطب اخذ فيها المستكشفون شجاعتهم وجرأتهم وإرادتهم واستطاعوا الاعتماد على أصدقائهم وأقربائهم فقط أما بالنسبة لنا نحن فيدعمنا وطننا العظيم وحزبنا الذي يرشدنا مع حكومتنا وإذا أخذنا بعين الاعتبار بان الطائرات التي استخدمتها البعثات السابقة كانت قديمة الطراز وغير مجهزة بالتقنية كما هي الطائرات في وقتنا الحالي .
فشلت البعثة الايطالية بقيادة الجنرال نوبيلية عام 1928 التي ظلت طريقها نحو القطب الشمالي وسط العواصف وقتل المستكشف النرويجي اموندسن بسقوط طائرته في رحلة البحث عنهم بعدما تعطل المنطاد ايطاليا في جزيرة شبيتزبيرغن وقتل احد أفراد البعثة وجرح الجنرال نوبيلية والعالم مالمكرين والميكانيكي تشيتشومي واستطاع الطيار السوفيتي تشوخنوفسكي بعد ذلك من العثور عليهم بعد رحلة مرهقة للبحث واخبر كاسحة الجليد السوفيتية كراسين التي أنقذتهم بعد ذلك عند خط العرض الحادي والثمانين .
وبعد ذلك بعقد من الزمان استطاع الطيران السوفيتي عبر الطائرة ن 170 من الوصول إلى القطب الشمالي لأول مرة في التاريخ البشري في يوم 21 مايس 1937 الساعة 11 والدقيقة 35 حسب توقيت موسكو حيث أذاع راديو موسكو البيان التالي .
هبطت أول بعثة سوفيتية عبر التاريخ بقيادة الطيار ميخائيل فودبيانونف والبروفسور اوتو شميدت على القطب الشمالي لإقامة المحطة العائمة القطب الشمالي 1 كأول محطة لدراسة القطب الشمالي مع ثلاثة عشر رجلا من بلاد السوفيت .
وحقق الطيران السوفيتي بعد ذلك أطول رحلة في التاريخ الإنساني للطيران لأول مرة من موسكو إلى واشنطن بعدما هبطت الطائرة العملاقة ا ن ت 25 في مطار واشنطن بعد رحلة متواصلة للطيران بلغت بلغ 36 ساعة و16 دقيقة وقطعت مسافة ما يقارب ال10 ألاف كيلومتر في 19 حزيران 1937 بقيادة الكسندر بيلاكوف وفاليري تشكالوف وغيوركي بايدكوف .
وفي مجال كسر الأرقام القياسية حطم الطيار السوفيتي كوكيناكي الرقم العالمي في الارتفاع المسجل باسم الطيار الايطالي دوتاني وطار على ارتفاع 8500 متر ثم استطاع الارتفاع إلى علو 11800 وبلغت درجة الحرارة 60 درجة تحت الصفر ثم استطاع الصعود إلى علو14575 متر ,
وبلغ من تطور سلاح الجو السوفيتي أنة كسر الأرقام القياسية في حمولة أللطائرات والصعود إلى أعلى الارتفاعات ا فقد حمل الطيار كوكيناكي طائرته أيل 18 ب15 خمسة عشر عشر طنا عام 1958 وطار على ارتفاع 12471 متر وكان ذلك الارتفاع صعبا جدا على الطائرات آنذاك .
وفي مجال السرعات عام 1937 حققت الطيارة فالنتينا غريزودوبوفا رقما قياسيا في لطيران السريع قاطعة مسافة مئة 100 كيلومتر في نصف ساعة محققة سرعة 218 كيلومتر لتكسر رقم الأميركية ألبيتا جونسون البالغ 199كيلومتر في الساعة.
وحققت الملاحة مارينا راسكوفا رقما قياسيا سوفيتيا آخر على حساب الملاحات الأميركيات بمسافة 1444 كيلومترا خلال 7 ساعات و 23 دقيقة,
وحصلت الملاحة بولينا اسبينكو على الرقم القياسي في الارتفاع 8864 مترا بالطائرة رودينا التي تعني الوطن .

وفي عام1953بلغت سرعات الطيران السوفيتي سرعات خيالية تجاوزت 1500 كيلومتر في الساعة ووصل الأمر إلى الطيران المدني حيث صمم المصمم الشهير توبيليف الطائرة العملاقة عو 104 التي تستطيع الطيران إلى لندن وباريس في غضون 3 ساعات فقط وبعد ذلك صمم الطائرة الشهيرة تو 114 التي تسمى القطار الطائر والتي تتسع إلى 750 راكب وتستطيع هذه الطائرة الوصول من موسكو إلى كوبا في طيران متواصل قدرة 14 ساعة فقط والدوران حول الأرض في غضون يوم واحد هذه الرحلة التي بدئها ماجلان واستغرقت 3 سنوات كاملة أول الأمر واستطاع الرائد السوفيتي كا كارين بعد ذلك من الدوران حول الأرض من الفضاء في ساعة ونصف بأول طيران للإنسان عبر الفضاء الكوني سنة1961 .
وإذا ما عدنا إلى تطور الطيران الحربي السوفيتي بعد 10 عشر سنوات من انتصار أكتوبر الظافر حيث بلغ من قوة الطيران السوفيتي الناشئ أنة دمر الطيران الياباني القوي في خالخين - غول تماما وسيطر على الأجواء عام1938.
ونشرت الصحف السوفيتية ما وجدوه في مذكرات احد الضباط اليابانيين في معارك خالخين - غول 1938 لم يسمح لنا الطيران الأحمر أن نتذوق طعم الهدوء فلم تمضي دقيقة حتى نحلق فوقنا طائرة عدوة ويقوم طيارها بحركات بهلوانية .
وخلال الحرب الأهلية الاسبانية 1936 اشترك الطيران الأحمر بخمس طيارين برع الجنرال ياكوف شموشكيفيفتش بإسقاط الطائرات الألمانية المغيرة وطائرات الفاشست لقوات فرانكو حتى أن هتلر نفسه أعطى جائزة لمن يسقط هذا الإبليس الأحمر كما وصفوة .
وتنامي سلاح الطيران الأحمر في الحرب العالمية الثانية حتى غطى سماء الجبهة الألمانية وفرض حظرا على الطيران الألماني الشهير اللفتواف في نهاية الحرب وغطت سماء برلين سحابة جوية سوفيتية هائلة من الطائرات ليلة سقوطها بيد الجيش الأحمر في أيار 1945.

يقول التاريخ إن سرعة الطائرة في عام 1906 بلغ 45 كم في الساعة وغدت سرعة خيالية آنذاك وازدادت هذه السرعة إلى 100 كيلو بعد عقد من الزمن لتصبح مع طائرات الحرب العالمية الثانية ما يقارب ال500 إلى 700 كيلو متر العاملة بالمحرك على الضغط حتى ظهور جيل الطائرات النفاثة القادرة على تجاوز سرعة الصوت والقادرة على الطيران بسرعة تفوق أل 2000 كيلومتر في الساعة والتي حققها الاتحاد السوفيتي في عهد الزعيم ستالين ليكون بعد ذلك القوة الأعظم في التاريخ الإنساني .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المقال الشيّق
فؤاد النمري ( 2020 / 4 / 24 - 21:29 )
شكراً للرفيق جاسم على هذا المقال الشيّق
وأنا اضيف معلومة ذات معنى
وهي أن الاتحاد السوفياتي خسر في الحرب على النازية 106400 طائرة

تحياتي البولشفية


2 - الجدة العتيقة ميك 21
بارباروسا آكيم ( 2020 / 4 / 24 - 21:46 )
مقالة جميلة و معلومات قيمة
أتذكر أنني ذات مرة قرأت عن مقالة كيف سعت إسرائيل و أمريكا للحصول على طائرة ميك 21 السوفيتية
و هو ما حصل عن طريق ( منير روفا )
و التي كانت لهذه العملية الإستخبارية دورها في كل حرب العرب إلى سنة 73

يقول أحد الطيارين الإسرائيليين
كنا نمليء الطائرة بالوقود و نتدرب على إسقاطها مراراً و تكراراً
هل تعلم بأن هذا شيء مستحيل بالنسبة للطائرات الغربية
حيث تحتاج إلى الصيانة و عمليات الإدامة و الفحص مع كل طلعة جوية
لقد كانت بحق مثال التقنية الجيدة الإقتصادية
كانت الميك 21 أسرع طائرة بين نظيراتها
و أكثرها قدرة على المناورة

تخيل إن هذه الطائرة التي هي اعتراضية قصيرة المدى قطعت المسافة من الرمادي إلى تل أبيب!!!
تحياتي و تقديري


3 - كل التحية للمعلم النمري
جاسم محمد كاظم ( 2020 / 4 / 25 - 05:42 )
معلومة رائعة رفيقنا الغالي الكبير والف والف تحية


4 - الاخ العزيز بارباروسا آكيم
جاسم محمد كاظم ( 2020 / 4 / 25 - 05:45 )
الف الف تحية نعمقصتة موثقة في كتاب عن الموساد الاسرائيلي وكانت الميغ 17 في وقتها اسرع طائرة اعتراضية في العالم واسرع منكل الطائرات الباقية الهوكر هنتر والفانتوم وسعت اسرائيل للحصول عليها بكل الوسائل وقصةمنير روفا مشهورة جدا الف الف نحية

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري