الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البروفيسور غونداروف: لن نموت من الفيروس التاجي، بل من الخوف. نحن نواجه موجة إيدز نفسي مفروضة فرضاً!

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2020 / 4 / 24
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية


في حديث جديد أدلى به للصحافة قال الدكتور في العلوم الطبية والأستاذ والأكاديمي في الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية والمتخصص في مجال علم الأوبئة والطب الوقائي إيغور غونداروف: "هناك بضع عشرات من الفيروسات التاجية، لم تظهر لا أمس ولا اليوم". فقد بدأت دراسة الفيروسات التاجية في خلال الخمسينيات من القرن الماضي. وتبين أن هناك أنواعا منها مختلفة، بينها علاقات معقدة. وكذلك بينها وبين فيروس الأنفلونزا منافسة حقيقية. فعندما تنتشر عدوى الإنفلونزا بقوة، يكون هناك عدد قليل من الفيروسات التاجية. اسمحوا لي أن أقدم لكم مثالاً لمعرفة ما إذا كان لدينا وباء اليوم، أو حتى جائحة. فيما يلي هذه الإحصائيات. في التسعينيات من القرن الماضي، كان فيروس الإنفلونزا يسفر كل عام خلال انتشار الوباء عن 4-7 مليون حالة اعتلال. ثم بحلول سنوات الـ2000، انخفض فجأة عدد الحالات المرضية إلى 600.000 فـ400.000 فـ 50.000. وهذا خلال مدة 10 سنوات.
الناس تموت لا من فيروس كورونا، بل من الالتهاب الرئوي. يمكن أن تكون مسببات الالتهاب الرئوي عناصر مختلفة من عالم الكائنات الدقيقة. فإذا نظرت إلى الوفيات من الالتهاب الرئوي في نفس السنوات التي أدرجتها، فهي ثابتة تقريبًا. في كل عام، يتسبب الالتهاب الرئوي في وفاة 30-35 ألف شخص. وفي الصين، توفي الآن حوالي 4000 شخص من فيروس كورونا. هل من مقارنة بين رقمين متباعدين لهذه الدرجة؟ في الوقت نفسه، يكاد يكون ثمة اختفاء لفيروس الإنفلونزا، فيما مستوى الالتهاب الرئوي باق هو نفسه. ما هو لب المشكلة؟ فرضيتي هي أننا كافحنا بشكل جيد فيروس الإنفلونزا ودمرناه، مما وفر مساحة للكائنات الحية الدقيقة الأخرى. من الممكن أن يكون الارتفاع الحالي في الفيروسات التاجية هو بسبب ذلك. تفشي مرض السارس وانفلونزا الخنازير وانفلونزا الدجاج ليس سوى شَغل مسببات أخرى للمساحة المحررة من الانفلونزا. ربما يكون هنا ذنب الطب في أن الفيروس التاجي قد غزا هذه المساحة. على الأطباء أن يدركوا هذه المعادلة.
إذا قارنا بين مختلف موجات تفشي الأوبئة السابقة المماثلة، يتبين لنا أن الموجة الحالية معتدلة في مستوى الوفيات. إنها معدية، وتنتشر بسرعة، ولكنها في حد ذاتها ليست خطيرة جداً من حيث تسببها بالوفيات. لذلك، أنا لا أفهم من أين جاء هذا الذعر غير المسبوق؟ خذ إيطاليا. وفقا للإحصاءات، يموت سنويا حوالي 600 ألف شخص من أمراض مختلفة. يتضح من هذا العدد مقسومًا على 365 يومًا أن 1700 شخص يتوفون يوميًا. هل يموت الآن في إيطاليا أكثر؟ لا، لم يتغير المعدل العام للوفيات في إيطاليا.
لقد اكتسحت البشريةَ جائحة خوف شامل.
إنه لأمر خطير، فسيموت الناس من الخوف. هكذا هي حالتنا النفسية. جو الضجر الرهيب يسبب انخفاضاً في المناعة، في الواقع نحن أمام إيدز نفسي.
يعتمد الجهاز المناعي بشكل كبير على الحالة النفسية. لذلك، فإن الذعر الذي نشهده الآن سيؤدي بلا شك إلى زيادة في الوفيات ومن ضمنها تلك التي تتسبب بها الأمراض المعدية.
الوباء الحالي مع تنامي الذعر والفوضى في تصرف السلطات يحبس الناس بمهارة وذكاء في مسرحية تسمى "مسرحية الذعر والذِهان (شبه الجنون)". لماذا قوافل الشاحنات العسكرية هذه المحملة بالتوابيت في شوارع روما؟ عند تحليل الإحصائيات، يتضح أن كل هذه الأهوال المخيفة تزييف فاضح حقًا. وهؤلاء الذين يسقطون على الأرض، مثلا رجل يسير في صالة مترو الأنفاق، أتذكر أن الصورة الأولى هي لشاب يرتدي قناعًا وحقيبة ظهر ثم سقط فجأة ومات. الناس لا تموت بهذا الشكل من الالتهاب الرئوي. هذه بالفعل "لوحة مدبرة". في هذه اللوحة المصطنعة مصلحة لشخص ما، محاولة لنشر الذعر.
استخدام الأقنعة الطبية. هي، إلى حد بعيد، غير مجدية تقريبًا، وتأثيرها ضئيل. لكن التأثير النفسي السلبي هائل. وجوه مبتسمة وأشخاص يتحادثون شيء، وأن يكون الكل مقنّعا ومكمماً شيء آخر: إنه شيء مثير للرعب.
خطأ أيضا هو ارتداء بدلة الحماية من الطاعون. تصل سيارة الإسعاف تحت طلب أحدهم، والطبيب والمسعف في أردية مضادة للطاعون وبأقنعة. لماذا؟ إنها لمسرحية فعلا. لأنني، كطبيب، أصرح بأنه إذا كنت تستخدم ثوبًا ضد العدوى المحتملة، فهذا يعني أنها يجب بعد كل زيارة لفها ورميها في حاوية خاصة قبل الدخول إلى السيارة: لا يمكنك الدخول إلى سيارة الإسعاف وأنت ترتديها، لأنك ستصاب بالعدوى، لقد كنت حاضرا مع المريض، والفيروس على ردائك، أنت ستصيب السيارة بالعدوى كذلك، وسيكون من الضروري معالجتها بالمعقمات. هناك حوالي 11000 استدعاء للإسعاف في موسكو. إذا كان هناك شخصان في السيارة، فإنك ستكون بحاجة إلى 22000 روب حماية يوميًا. من أين تؤخذ إمدادات بهذا الحجم لسيارات الطوارئ؟ لماذا كل هذه المهزلة، يا ترى؟ هم يورطون الأطباء في اللعبة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى إرباكهم في عملهم.
أقول مرة أخرى، لست متأكدا مما إذا كان ما يحصل الآن فعلاً جائحة. في الصين إياها اتضح أن مكافحة هذا الوباء والقضاء عليه كانا سريعين للغاية. لا أتوقع أن يستمر تفشي الوباء لأكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر. ليس هناك ما يخيف في هذا الفيروس التاجي، وكثيرون هم الأطباء المحترفون الذين مثلي لا يرون فيه ما يخيف. هو موجة عدوى عادية تمامًا كأي مرض تنفسي حاد، ربما كانت ذات طبيعة فيروسية، ولا تختلف من حيث المبدأ عن موجات العدوى السابقة.
في ما يخص الانتقال إلى العمل عن بعد، أقول إني أراه لا لزوم له وقد ارتكبنا خطأ حين نشرنا الذعر. أنا مندهش من السياسيين الأدعياء. لقد ذهبوا بعيدا في ادعائهم وتجاهلهم رأي العلماء، وقرروا عن الجميع أنهم يفهمون في كل الأمور؟ خلطوا شعبان برمضان، ويتصرفون على هواهم بدلا من جمع العلماء وإنشاء مقر لكبار العلماء في مجال الفيروسات والأوبئة. أولا، يجب أن يكون هناك مركز علمي تابع لوزارة الصحة، يقدم إحصاءات دقيقة، مثل منظمة الصحة العالمية. أنصح بإنشاء مركز بحث علمي تابع للحكومة يدعى إليه كبار علماء الفيروسات والأوبئة. ثانياً، على العلماء أن يقولوا للسياسيين إن الوضع لا يختلف عن موجات العدوى التي حصلت في الماضي، وإن عليهم أن يتخلوا عن نشر الذعر بين الناس. وكل من يثير القلق يحاكم، كما في زمن الحرب.
أما بالنسبة لتدابير السلامة، فيجب أن تكون كما كانت من قبل: تهوية المبانى، غسل اليدين، وإذا شعرت أنك مريض، تعطس، فلا تذهب للعمل، واتصل بالطبيب. هناك حاجة إلى قناع فقط حين تعطس إذا كنت مريضاً فلا تسقط القطرات من فمك كمصاب على الآخرين، وعند العطس والسعال عليك بالفيتامين وأسيد الأسكوربيك. أنا كطبيب لا أرى أي إجراءات إضافية.
في ما يتعلق بتعرض فئة كبار السن أكثر من غيرهم لا بد من استعراض ما حصل في إيطاليا، حيث يموت كل يوم 1700 شخص. لننظر إلى الذين ماتوا من الفيروس التاجي: 10٪ منهم في عمر الـ90 عامًا، وحوالي 40٪ هم ممن تجاوزوا الـ80 عامًا. ويكاد لا يوجد شباب بينهم. إن المسألة تكمن فقط في أن معدل الوفيات الطبيعية يزيد مع تقدم المرء في العمر، لذلك ليس لدي أي دليل على أن الفيروس التاجي يؤثر بشكل خاص على كبار السن. فقط في هيكلية الوفيات هناك المزيد منهم.
حول اختبار أنواع مختلفة من لقاحات الفيروس التاجي والوكالة الفيدرالية الطبية والبيولوجية وما يقال من أن الدواء يمكن أن يكون جاهزًا في غضون بضعة أشهر، قال غونداروف إن من يطمح إلى هذا قد تأخر. هل هو سيصنع الآن لقاحًا أو مصلًا؟ اللقاح والمصل شيئان مختلفان. اللقاح حتى لا تمرض. والمصل لتسهيل العلاج. لكن الموجة ستنتهي في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر، لذلك فاتهم القطار. في العام المقبل ستكون هناك سلالة مختلفة، وكل ما نقوم به الآن لا قيمة له.
وختم الأكاديمي غونداروف بالقول إن العلم والعلماء يجب أن يأخذوا مكانهم محل البيرقراطيين الأدعياء في قضايا صحة المجتمع النفسية. فالعقل السليم، والقدرة على تجاوز الذعر في حالات الوباء هما ما يعزز جهاز المناعة قبل أي شيء آخر. وهما ما يساعد على التغلب على المرض، بما في ذلك هذا الفيروس التاجي.
https://svpressa.ru/health/article/261094/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كورونا والذعر!
طلال الربيعي ( 2020 / 4 / 25 - 00:08 )
الرفيق العزيز مشعل يسار
هنالك الكير مما يمكن مناقشته في هذه المقالة. فمثلا البروفسورغونداروف يقول
-ارتكبنا خطأ حين نشرنا الذعر (لا ادري من هم -نحن-)
ولكن العديد من علماء الاوبئة والفايروس يعتقدون العكس, بدلالة ان ارتفاع نسبة الوفيات العالية بسبب الكورونا في دول مثل الصين, ايطاليا, وبريطانيا كانت بسبب تراخي حكومات الدول المذكورة وعدم التعامل مع الوباء بشكل جدي في البداية مما حال دون اتخاذ اجراءات وقائية مبكرة.
وان الذعر الذي يعانيه الكثير ليس غريبا ولا يمكن التقليل من قيمته او اعتباره امرا مبالغا به لان الخط الفاصل بين الاجراءات المبالغ بها والاجراءات المناسبة هو خط رفيع جدا ولا يمكن تبينه في الكثير من الاحيان, اضافة الى كونه خط غير مستقيم ومتعرج ولم يستطع العلم لحد هذه اللحظة من التقليل من تعرجه. والدلالة على ما اقول هذا الفيديو
https://www.facebook.com/TonyaTkoShow/videos/2801757733207123/UzpfSTczNjAyNzc2MjoxMDE1NzYzNTA0NTY1Mjc2Mw/
ولم افهم للاسف العبارة
-اللقاح والمصل شيئان مختلفان. اللقاح حتى لا تمرض. والمصل لتسهيل العلاج.-
فهل يقصد بالمصل العقار للعلاج؟


2 - كورونا والذعر!
طلال الربيعي ( 2020 / 4 / 25 - 00:09 )
ولحد الآن كما نعلم لا يوجد لقاح او دواء للكورونا, وان كانت تبذل الكثير من الجهود بهذا الصدد.
ولا ادري ما المقصود ايضا ب
-الناس تموت لا من فيروس كورونا، بل من الالتهاب الرئوي-! فالفيروس نفسه قد يسبب الالتهاب الرئوي الذي يمكن ان يؤدي الى الوفاة.
مع وافر تحياتي


3 - شكرا جزيلا للعزيز الدكتور طلال الربيعي على تدخله ف
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2020 / 4 / 25 - 04:11 )
في تعليقه المنطقي الذي ابان بعض الحقائق التي لانستطيعها نحن غير الاطباء-في مثل هذه الحاله وقبل تدخل الدكتور الربيعي يقف العراقي خصوصا البغدادي وهو يلا حظ هذا الموقف الفريد للنسمى البرفيسور غونداروف الى جنيموقف ملايين الاطباء والباحثين المتخصصين في العاللم -يضع البغدادي رراحة يده اليمنى تحت حنكه ويقول -حاله غريبه -لازم واحد من الاثنين غلظان-لو غنداروف لو العالم كله-ششدكولون-ويضيف البغدادي بشئ من العصبية =مال العالم كله غلطان كللش ماتدخل دماغي -تحياتي مع الاعتذار

اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف