الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المصريون و الدولة المصرية
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
2020 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية
لا جدال في أن مصر ما تزال تمتلك بالقوة ، عناصر كثيرة تمكنها من لعب دور في المنطقة الواقعة بين الهضبة الإيرانية و هضبة الأناضول و هضاب الحبشة و الصحراء الليبية ! هذا يرجع إلى القيادة المصرية ، و لكن من المعروف أن دولا تضعف الناس في بلادها في حين أن دولا أخرى تقوي شوكتهم .
كانت البلاد السورية و بلاد الرافدين ، في الماضي ، بحسب الظروف ، تحت نفوذ البيزنطيين أو الفرس ، أو المصريين . من المعلوم أن الإسلام السياسي اسلام السلطة) كان الدعامة الأساس التي ارتكزت عليها ابتداء من القرن السادس العشر الامبراطورية العثمانية . إلى أن دب الوهن في جسمها فأحاطت بها الدول العظمى .
الغريب في ما جرى في العقدين الأخيرين ، هو اقتناع السلطة في تركيا بأن استعادة الأمجاد ممكنة من جديد بواسطة الاسلام السياسي من خلال الانخراط في مشروع "القوى العظمى " ( تكتل تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية يضم فرنسا ، بريطانيا ، و إسرائيل) . هكذا قيّض لنا منذ 2010 ، يا للأسف ، أن نتابع مثل أجدادنا ، تفاصيل نموذج عن انتهازية الإسلام السياسي ممثلا بتنظيم الإخوان المسلمين ، و لكن على مقياس أكبر من تجربة ثورة الشريف حسين و حركة الإخوان الوهابيين في شبه جزيرة العرب و كذلك عملية بن لادن في أفغانستان .
لا بد في مداورة هذه المسألة في الذهن من التساؤل عن موقف القطبين الآخرين ، الصين و روسيا ، من طموحات الحكومة التركية من أجل إحياء الإمبراطورية الإسلامية المفقودة . فمن البديهي أن أصداء سياسة الحكومة التركية المتلبسة ثوب الإخوان المسلمين ، تصل إلى تخوم روسيا و الصين . ناهيك من أن الدلائل لا تشير الى أن الأوروبيين ينظرون بارتياح إلى سلوك هذه الحكومة . فهل يكون حظ هذه الأخيرة أفضل من طالبان؟
و بالعودة إلى مصر التي توغلت قيادتها بدءا من سنوات 1970 مسافات أكبر ، مقارنة مع الحكومة التركية ،في مشاريع الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة العربية ، ومن موقع أضعف ، فأن الحصار يتكامل من حولها من أجل قطع طريق الرجعة عنها منعا لاستلام المصريين زمام الأمور ، فالمصريون لن يهزموا حيث هزمت دولتهم !
لا نجازف بالكلام أن لدى مصر مشكلة مصيرية نتيجة المتغيرات و المتبدلات في البحر الأحمر و في القرن الأفريقي عموما و في ايثيوبيا بوجه خاص . و لا شك في أنها تتعرض لضغوط قوية في سيناء و على بوابات العبور إلى قطاع غزة . و من البديهي أن التمدد التركي إلى ليبيا يمثل خطرا امنيا لا يقل عما يجري في سورية .
مجمل القول هو أن أمن مصر القومي لا يسمح بأن تبقى الحكومة المصرية مكتوفة الأيدي مقابل مغامرات تركيا في ليبيا و في سورية . و لكن الموقف المصري الآن ، يعبر عن أرادة القيادة المصرية من جهة و عن قدراتها من جهة ثانية ، كما أنه يتأثر إلى درجة كبيرة بمدى علاقة الهيجان التركي بالمحرك الأميركي الإسرائيلي من أجل تقسيم ليبيا !
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هاريس: يجب على الوكالات الحكومية إثبات عدم تسبب الذكاء الاصط
.. تجنيد الحريديم .. أزمة جديدة في إسرائيل | #غرفة_الأخبار
.. روسيا تهاجم الرئيس الفرنسي وتصف مواقفه بأنها الأكثر تطرفا بي
.. 12 شهيدا في غارة للاحتلال على مبنى سكني بحي النصر شمال رفح
.. لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب مج