الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العلوم الإنسانية في مقارباتها المعرفية-ج3
عبد العزيز المسلط
سياسي وباحث اكاديمي
(Abdulaziz Meslat)
2020 / 4 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
" الفرد السيوسولوجي, وسلوك المجتمعات"
مما لا شك فيه أن المعرفه هي توازن حركة الوعي المقارن عند الانسان بتداعياتها الوظيفية، والقانون هو ذلك الضمير الواعي في الادراك الحسي لديه. ولكن كل منهما يضادّ الآخر وينافيه.
لذلك يعتبر "علم اجتماع المعرفة", هو علم يتناول العلاقة الموضوعية بين حركة الأفكار بتجاربها المجتمعية, والكيفية التي يتم فيها بناء مجموعة من الأفكار تصبح فيما بعد نسقاً فكرياً مشتركاً بينها, يعبر عنها، وعن مصالحها ورؤيتها لكل شيء، بل ويحدد سلوكها السياسي والاقتصادي.
وإنطلاقا من هذا التعبير والتعريف لكل من المعرفة, وعلم إجتماع المعرفة, نجد أننا ندعم وبما تم الإجماع عليه من قبل علماء الاجتماع السياسي أن علم الإجتماع المعرفي هو " القوة العاقلة" التي أنطلقت عبرها الكثير من قاطرات العلوم المعرفية التي ارتبطت أساسا بعلم الإجتماع.
إذ أن علم الإجتماع التجريدي والمعرفي هو البيئة الأم والحاضنة الطبيعية لسائر العلوم المعرفية, أو علوم المعرفة كما قال عنها أبناء خلدون في مقالات عديدة, ونادى بها فلاسفة أُخر كالتوحيدي في مقابساته الشهيرة.
ومما لا شك فيه أن حركة الوقائع تهبط استنساباً وعيوياً إلى الواقع المحسوس سواء في اختيار الحالة المعرفية لها ورصد أبعادها " الامبريقية"، أو في التوجه الكلي لدلالاتها، معاييرها، شروطها البنائية المجردة، وفي هذه الحالة يصبح ذلك الضمير الذي يعبّر عن حالتها، ليس قانوناً عاماً فحسب إنما يصبح طبيعة عضوية تأصيلية يستند إلى المدارك البحثية
" المنهج الذاتي الاستقلالي" لها، وعن طريق هذا المنهج تُقرّ القيم العامة للمنهج.
وفي هذا الإتجاه نادى فرانسيس بيكون بالتماثل الأستنباطي لطلبة المعرفة السوسيولوجية، التي حققت الكمال المعرفي على قاعدة التطور النوعي للعقل العلمي.
وكان لهذا الطرح الذي علقت به اتجاهات وتيارات فلسفيه كبرى في العالم، أشد الإنتكاسات العلمية المستنسخة من طبيعة الروافض الإجتماعية التي أعتبرها بيكون انها طريق بناء وتطور مجتمعات المعرفة الحديثة.
لذلك كان الإتجاه "المقدوني" لمذهب بيكون، يخضع لتشريح بنيوي عميق من قبل فيلسوف عظيم أختم بعلم الإجتماع السياسي، وأفرز العديد من التصنيفات التي مهدت الطريق وعبّدته لتطور مناهج العلوم الإجتماعية البحثية، حيث أحدثت مقولات وأفكار الفيلسوف توماس هوبز نقلة نوعية عارمة في سياق تطور المعارف الفلسفية التي تعنى بعلوم الإجتماع البشري.
لم يكن توماس هوبز فيلسوف عادي ارتقى سلم الفلسفة عبر معايرات بحثية منطقية عادية، إنما استلهم قوانين جديدة للفلسفة من خلال المنطق الرياضي الذي قدم له قيمة مضافة في معادلات المقدمة والنتيجة، وبذلك تحولت لديه الإشكالية الرياضية في الفلسفة الوضعية، إنموذجاً للقياس التعميمي للفكر الاجتماعي الابستولوجي الحديث.
كما أن إهتمامه بدأ ينصب بإتجاه تطوير النظرية الإجتماعية الإقتصادية التي رسم لها ملمحاً عقلانياً من خلال "اخلقتها" سياسياً، وقانونياً.
لقد كانت لهوبز مساهماته العظيمة في تطوير أطروحات الفقه القانوني الدستوري، وبلورة العديد من الأفكار والمفاهيم السياسية، بل هو من أوجد الشطر المفقود من نظرية العقد الإجتماعي، وبالرغم من كونه دائماً لفكرة المساواة والعدالة الإجتماعية التي تقوم على الأخلاق والقانون والجمال، إلّا أنه كان مناصراً الملكية المطلقة والمذهب الفردي، ولإنه لم يكن ليبرالياً بالمفهوم " الجانكوروسوي"، إلّا أنه أيضاً قدم لليبرالية الحديثة العديد من اساسياتها المذهب الليبرالي الحديث، الذي يدعو لنزع القداسة من الفرد الإجتماعي"السلطة الإجتماعية", ونقلها إلى الفرد الطبيعي " الإنسان" وفق مفهوم الحرية والعدالة والمساواة، والتي انطلقت على أثرها فكرة تطور المنظومة الإجتماعية المعاصرة، التي مثل مفهوم الدولة رأس الهرم فيها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الإدارة الأميركية تبحث إنشاء قوات متعددة الجنسيات لحفظ السلا
.. شاهد| دوي اشتباكات عنيفة في محيط مستشفى الشفاء بغزة
.. بينهم 5 من حزب الله.. عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي على
.. بعد سقوط صواريخ من جنوب لبنان.. اندلاع حريق في غابة بالجليل
.. أميركا ترصد مكافأة 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن -القطة ا