الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ظل جائحة كورونا؛ العالم إلى أين؟

عبدالقادربشيربيرداود

2020 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


العالم في تغير متنوع دائم دوام الحياة على كوكب الأرض، وإلا لما وصل الحال بنا إلى هذا الكم الهائل من الاختراعات والابتكارات التى أسعدتنا، وسهّلت لنا سبل العيش الرغيد الهادئ الهانئ، ولكن دون أن نشكر الرب الصمد؛ غارقين في الكسل والدعة، حتى صرنا لا نفكر بعقلانية سليمة؛ لما بعد هذه الفصول. ولا نخطط لأيام الأزمات والكوارث والنكسات والقحط والجفاف، وتلوث البيئة وانتشار الأوبئة بشكل جامح، كما يحدث اليوم؛ ليس في بقعة معينة من العالم بل شمل العالم كله، حتى صرنا لا ننتظر إلا شبحاً مجهول النتائج، سيتحكم بحياتنا على كوكب الأرض؛ ولكن معلوم الاسم والأوصاف، إنه كورونا المهلك للبشر دون استثناء أو رحمة، حتى أصبح هذا الفيروس الجامح ناقوس الإنذار لخطر أكبر يحدق بالعالم من حولنا.
قيل (رب ضارةٍ نافعةٌ) لأن كورونا تعدى خطره البشر، فصار يهدد النظام الدولي الراهن؛ ليفسح المجال عنوة لإرساء نظام دولي جديد، يحمل كماً من المتغيرات الكبرى التي ستلحق بعالم ما بعد كورونا، وتفضي إلى زعزعة ركائز النظام الدولي الراهن وعولمته، لأن جائحة كورونا برغم قساوتها وخطورتها صارت تشكل محكاً لمراجعة تحديات العصر، وسبباً للوقوف على الاختلالات بشكل صحيح، لأن النظام العالمي الذي نعيش في أطره الفكرية والسياسية والاقتصادية والإدارية يتعرض إلى اختبارات جدية تهز كياناته بقوة بين الحين والحين، وتتراجع وتتقهقر بين أزمات مالية تعصف باقتصاداته أو تلوثات بيئية؛ تتجاوز مخاطرها نطاقها الإقليمي، أو توترات تنذر بتحول صراعات محلية أو إقليمية إلى دولية عالمية دون أدنى شك، أو أوبئة تتجاوز قدرات العديد من الدول حول كيفية التعامل معها كما يفعل كورونا الآن، الذي يشكل أحد أكبر وأهم الاختبارات لقدرات النظام العالمي الحالي.
هذه الاختبارات تشكل المدخل الجديد لصراع النفوذ والاستحواذ والهيمنة على مقدرات العالم، وبحسب تقديري المتواضع قد يضطر العالم إلى العمل من أجل إعادة إحياء مفهوم العولمة في إطار مفهوم اوسع يتجاوز القضايا التجارية والاقتصادية؛ برغم ضرورتهما، ليشمل المجالات الأخلاقية والثقافية والسياسية، بسبب الفوضى الذي حل بالعالم في ظل العولمة الأمريكية التي كانت عمود النظام الدولي الراهن.
فوضى في كل شيء حتى صار العام 2020 عام النكبات والأزمات الصحية التي يصارع العالم كله وبما يملك لاحتوائها، ويخوض صراعاً مصيرياً من أجل البقاء.
من تداعيات النظام الدولي الراهن الذي جعل من عولمته خط شروع لحياة خالية من الفقر والمرض والجهل؛ هشاشة نظامه الطبي الذي لم يكن مستعداً لتلبية ما نحتاجه اليوم، في ظل هذه الكارثة الصحية التي تعصف بالعالم من دون هوادة، وللحيلولة دون حدوث موجات جديدة من الأوبئة القاتلة في القادم من الأيام.
وفق هذه التحديات المصيرية، لا بد من نظام عالمي جديد يتجاوز كل تلك السلبيات والعجز والفشل؛ لأن واقع ما بعد كورونا لم يكن مثل واقع ما قبل كورونا. نظام يعتمد على السبل العلمية والعقلانية، حيث مكـّن هذا الانتشار المرعب لكورونا في العالم من إيقاظ الشعور بالمواطنة، وحفـّز على التضامن في عدد من بلدان العالم، وأظهر الحاجة إلى أهمية توفير بُنى صحية على مستوى المخاطر والتحديات العظام التي فشل النظام الدولي الراهن بقيادة أميركا بأن يكون بمستوى ذلك التحدي والخطر، ما ينبه النظام العالمي الجديد والبديل إلى السعي الجاد للاستثمار الحيوي في مجالات البحث العلمي، على حساب عسكرة العالم وتكنولوجيا الأسلحة والأعتدة الفتاكة التي أرعبت العالم لعقود كثيرة، باعتبار أن تلك البحوث العلمية هي البوابة الحقيقية نحو التقدم، وتحقيق الأمن بمفهومه الإنساني الشامل، ورسم استراتيجية طويلة الأمد، للتعامل مع الأزمات والنكبات الصحية على مستوى العالم كله، والذي سيكون لا محال جزءً من الواقع الجديد الذي فرضه كورونا على العالم دون استثناء.
واقع يحتم علينا بيئة أعمال جديدة تختلف عن التي اعتدنا عليها قبل كورونا، مع ضرورة تغيير أنماط حياتنا، وهو أحد الآثار الكبيرة لكورونا على حياتنا، مما يستوجب منا زيادة الوعي بالبيئة وبالبرامج الصحية والغذائية الذي يتطلب التغيير الدائم؛ كما نوهت في بداية المقال، في التعامل مع متطلبات حياتنا في القادم من الأيام... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا