الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الفلسطينية... اتفاقيات لا تنفذ وتصريحات ووعود مضللة

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2020 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور 13 عاما على الانقسام البغيض، يشعر الشعب الفلسطيني بمزيد من المرارة والإحباط والغضب، ويتساءل إلى متى سيستمر هذا الوضع السياسي العبثي اللامعقول المرفوض فلسطينيا وعربيا ودوليا، والذي ألحق ضررا سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا بالغا بالشعب الفلسطيني وقضيته، وساهم في تأجيج ظلم دولة الاحتلال وتغولها بسرقة المزيد من الأراضي في الضفة الغربية، وبناء المزيد من المستوطنات، ونقل مئات الآلاف من المستوطنين الحاقدين العنصريين المدججين بالسلاح للإقامة فيها، وتهديد الوجود الفلسطيني في كل مدينة وبلدة وقرية فلسطينية بتغيير الحقائق على الأرض لدعم منهج الاحتلال وتكريسه، ومنع شعبنا من إقامة دولته المستقلة.
وعلى الرغم من انشغال الفلسطينيين في مواجهة وباء كورونا الذي يهدد حياتهم ومصادر رزقهم، وتعرضهم للمزيد من بطش الاحتلال وضغوطاته، فإن الانقسام ما زال مستمرا ويزداد تجذرا وضررا؛ فقد تبادلت حركتا فتح وحماس الاتهامات حول من يعيق تحقيق المصالحة، وقال رئيس مكتب حماس السياسي إسماعيل هنية قبل بضعة أيام إن حركته قدمت الكثير من المبادرات والمرونة لإنهاء الانقسام وان " التحاور مع حركة فتح ضعيف للأسف الشديد ويجب أن تتوفر الإرادة وألا نخضع للضغوط، وأن نغلب مصلحة شعبنا" وأضاف " وأتمنى أن يسود العقل والحكمة على الأخوة في حركة فتح." ورد روحي فتوح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على تصريحات هنية بالقول " ان أيدي الحركة ممدودة للخروج من وباء الانقسام ومواجهة الاحتلال وصفقة القرن وتفشي فيروس كورونا." وان الرئيس عباس كلفه بالسفر إلى غزة بعد تفشي كورونا، وسافر هو وزياد أبو عمر نائب رئيس الوزراء وعضو اللجنة التنفيذية، وحاولا الاجتماع بقادة حماس وفشلت محاولاتهما وعاد فتوح إلى الضفة خاوي الوفاض.
من يصدق هؤلاء؟ وعن أي حكمة يتحدث السيد هنية؟ وهل أيادي فتح ممدودة صدقا لإنهاء الانقسام كما ذكر السيد فتوح؟ ولماذا لا يبادر الرئيس محمود عباس بالذهاب إلى غزة أو يذهب إسماعيل هنية إلى الضفة الغربية لحل المشاكل العالقة؟ وإذا كان الطرفان يريدان إنهاء الانقسام فعلا فكيف استمر13 عاما؟ قادة حماس وفتح والفصائل الأخرى وقعوا اتفاقيات ختموها بتصريحات قالوا فيها ان الانقسام انتهى للأبد، وباسوا اللحى على طريقة الخداع والنفاق الرسمية العربية مرات عديدة، وفي اليوم التالي نسوا ما اتفقوا عليه، " وعادت حليمة لعادتها القديمة " وبدأوا في الردح ضد بعضهم بعضا!
شعبنا الفلسطيني لم ولن ينسى شهداءنا والتضحيات التي قدمها شباب وشابات فتح وحماس وغيرهما من الفصائل الفلسطينية، ويحترم الديموقراطية والتعددية السياسية، ويرفض إقصاء أي من الفصائل العاملة في الساحة، لكنه أصيب بإحباط شديد بسبب الانقسام والخلافات البينية بين الفصائل، وخاصة خلافات فتح وحماس، ويشعر أن بعض قيادات الصف الأول في الفصيلين التي مازالت تحتل نفس المراكز منذ ما يزيد على ربع قرن لا تريد إنهاء الانقسام والخلافات لأسباب منفعية شخصية، وإنها أي الفصائل والأحزاب منشغلة بالدفاع عن ايديولوجياتها وتبرير خلافاتها، وفشلت في لم الشمل الفلسطيني وانهاء الانقسام وتنظيم واعداد الشعب لمقاومة الاحتلال والاستيطان، وتناست أن فلسطين التي تواجه مخاطر شديدة هي الأساس وأهم من فصائلنا وأحزابنا جميعا.
إسرائيل غيرت جغرافية وديموغرافية الضفة الغربية، وأحزابها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار عنصرية متفقة على دعم واستمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني، وعلى أن فلسطين من البحر إلى النهر هي وطن قومي لليهود فقط، أي أنه لا يوجد فرق بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس وأفيدور ليبرمان وعمير بيرتس، ولا بين الليكود وأزرق أبيض والأحزاب الأخرى فيما يتعلق برفض حل الدولتين وضم الاغوار والمستوطنات، فجميعهم يعملون معا لتطبيق صفقة القرن وتصفية الحقوق الشرعية لفلسطينيي 48 والضفة الغربية وغزة والخارج والتخلص من الوجود الفلسطيني.
فما الذي نفعله نحن؟ وماذا بقي لنا من الأرض؟ وعلى ماذا ولماذا ولمصلحة من نختلف وننقسم؟ وما هي استراتيجيتنا في تنسيق ومشاركة ودعم جهود أبناء شعبنا في الداخل والخارج في التصدي للصهاينة؟ ولماذا لم نتعلم من تجربة أوسلو الفاشلة وكارثة الانقسام ونتحد ونصحح المسار؟ النهج السياسي الذي اتبعته الفصائل جميعا في صراعها على السلطة يعتبر جريمة بحق شعبنا وقضيته، ويتناقض مع حقيقة لا بد من ذكرها وهي ان الدول العربية ودول العالم تراقب تصرفاتنا كفلسطينيين، وتبني علاقاتها معنا وفقا لضعفنا وقوتنا ووحدتنا وممارساتنا الديموقراطية وقدرتنا على صناعة القرار الموحد ومقاومة الاحتلال وإقناع العالم بعدالة قضيتنا.
المستجدات وخاصة نجاح ائتلاف أحزاب اليمين الإسرائيلي في تشكيل حكومية متطرفة جديدة عازمة على ضم المستوطنات والأغوار في أقرب وقت ممكن وقبل نهاية هذا العام تستوجب أن توضع التناقضات الفلسطينية جانبا، أي أن يتخلى الفلسطينيون عن خلافاتهم السياسية والحزبية وينهوا الانقسام، ويوحدوا صفوفهم في جبهة وطنية تعمل على تشكيل حكومة ائتلافية انتقالية تمثل الجميع، وتحضر لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وجهوية تمكن الشعب من اختيار قيادات تعلي مصالح الوطن على مصالح وطموحات الفصائل والأحزاب، وتتبني استراتيجية سياسية لدعم الوجود الفلسطيني، وتحويله إلى وجود فاعل منظم مقاوم قادر على حماية الأرض والتصدي للاحتلال وإفشال مخططاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو