الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشرينوفوبيا .. كزار, كل عوامل النجاح كانت معه إلا واحدة*

جعفر المظفر

2020 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بكل تأكيد ستكون أي محاولة للمقارنة بين حجم ونوعية القوة المسلحة التي كانت تخضع لأمرة البكر ونائبه صدام من جهة وتلك التي كانت بإمرة مدير الأمن العام ناظم كزار من جهة أخرى, ستكون مقارنة كهذه مجرد دعابة تدعو إلى الضحك مثلما تدعو إلى الرثاء.
قوة البكر وصدام لم تكن متأتية من حجم القوى المسلحة التي بإمرتهما وإنما أيضا من قوة الدعم الجماهيري الذي حصلا عليه بوصفهما رجلي النظام القوييَيْن, وهو نظام كان قد إجتاز وقتها الكثير من المحطات الصعبة التي ضيقت إلى حد كبير من مساحة الحاجة إلى إستبداله.
وحتى حساب موقف الحزب بإفتراض أن يكون حينها ذا شأن لإستقبال التغيير فإن ما كان قد رآه كزار أو السامرائي أو محمد فاضل, كمقدمات لأخطار قبلية وجهوية قادمة, لم يكن مرئيا حينها بشكل واضح من قبل أغلبية قيادات الحزب وأعضائه.
إن النسبة العظمى من الحزبيين ومعهم الشارع العراقي بدرجات كبيرة كانت فرحة بالإنجازات الكبيرة التي اقدم عليها النظام مثل تأميم النفط (1972) أو إتفاقية الحكم الذاتي للأكراد (1970) والتقارب الشيوعي البعثي الذي سيفضي بعد سنة لتأسيس الجبهة الوطنية التقدمية (1974).
كما أن فراغ الساحة القومية الذي نشأ بعد موت عبدالناصر (1970) قد جعل الساحة العربية مستعدة لمنح القيادة العراقية إستحقاقات البديل.
إن كل عوامل القوة المنظورة كانت تعمل حينها لحساب البكر ونائبه.
إذن ما الذي كان ناظم قد رأه .. ؟ ثم ظنه كافيا لنجاح خطته .. ؟
ببساطة, كان رهان ناظم قد تأسس على وجود حالة التوجس والخوف الكبير لدى الحزبيين من إمكانية تكرار ما حدث في 18 تشرين عام 1963 يوم قامت مجموعة من (عسكر الحزب) لمساعدة عبدالسلام عارف للقضاء على جمهورية البعث الأولى.
إن هذا الرهاب أسميه الآن الـ (تشرينوفوبيا).
كان شبح تلك التجربة, (التشرينوفوبيا), أي رهاب تشرين, ما زال فاعلا, ونشيطا, ومؤثرا, ومدعاة لوضع اليد البعثية على قلوب أصحابها.
بعد إبعاد الفريق صالح مهدي عماش (1971) وإغتيال الفريق حردان التكريتي (1971) صار بإمكان أي حزبي أن يشير إلى الجهة التي سيأتي منها خطر تشرين.
إعطي ذلك البعثي صورة تضم ولو مائة من العسكريين الكبار فسيضع يده وهو مغمض العينين على إثنين منهم ليصيح بعدها بصوت مسموع : من هنا تأتي الريح.
ولكي يصيح آخر: إذن فلنسد الباب ونستريح.
وكان أكثر الرجال إثارة لـ (رهاب تشرين) هما الفريق حماد شهاب التكريتي وزير الدفاع والفريق سعدون غيدان وزير الداخلية اللذان كان إرتباطهما بالحزب حديثا وواهنا وهشا.
إن ناظم كزار كان قد راهن بالضبط على (رهاب تشرين), وكان مصدر قوته الأساسي هو (التشرينوفوبيا). وكان محقا يوم تصور أن حركته ستحظى بالنجاح والتأييد لو أنه رسمها معتمدا بشكل أساسي على فاعلية ذلك الرهاب المخيف :
تبدأ الخطة بإصطياد الرجلين المثيرين لذلك الرهاب بشكل أساسي ومعهما عسكريين آخرين من أقارب البكر مثل عدنان شريف آمر فوج حرس الرئاسة وعضو المكتب العسكري وزوج بنت البكر ومدير مكتبه منذر المطلك .
يومها لم يكن مع صدام أحدٌ من العسكريين الموثرين وكان يستمد قوته بين صفوف الجيش من قوة البكر نفسه. "أخوته من أمه", سبعاوي ووطبان وبرزان لم يكونوا معروفين بعد. أفضلهم كان برتبة نائب ضابط (موس : رتبة خاصة كانت قد منحت بعد دورة تسعة أشهر), أما "أخوه من إخوته" دهام إبراهيم الحسن فكان يعمل حارسا لمدرسة إبتدائية.
حسين كامل جندي الإطفاء وشقيقه صدام لم يكونوا قد عرفوا بعد أين يقع القصر الجمهوري.
ومثلهم أيضا كان العريف اللعين علي حسن المجيد الذي أتوا به "كاتبا" في ذاتية المكتب العسكري, وكانت كل مؤهلاته أنه كان من أقاربهما, وكان قادرا أيضا على أن (يفك) الخط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هل شارك السامرائي ناظم كزار محاولته الإنقلابية (9)
**ستكون المقالة العاشرة معنية بعلاقة الشهيد المغدور عبدالخالق السامرائي بحركة كزار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر