الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين نبحث عن دراهم يوسف ؟

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2020 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍۢ دَرَٰهِمَ مَعْدُودَةٍۢ ".
الدراهم وما أدراك ما الدراهم ..لم يأتي ذكر الدراهم في زمن يوسف ذلك الزمن السحيق حوالي ( 2000 ق.م) في التاريخ كله ، ودعوني اكررها مرة أخرى. في التاريخ كله ،لا في الكتابات ولا في الوثائق ولا في النقوش المصرية ولا في التداولات ولا في الواح الطينية ولا يوجد أي إثبات مادي في أي شكل من الأشكال... فمن أين جاءت دراهم القرآن هذه ؟
دعونا اليوم لا ندخل في الاختلافات بين التوراة والقرآن في سردهما لقصة بيع إخوة يوسف لاخيهم يوسف ..بل ساركز في هذه المقالة على الدراهم…من أين جاء القرآن بالدارهم ؟ هل تعني عملة كان يتعامل بها أهل كنعان(فلسطين)؟ هل هي مقياس أو مكيال وزن ؟ هل اختلط الأمر على محمد مثلا ؟ هل كان يعتقد بوجود التعامل بالدراهم في زمن يوسف كما كان في زمنه ؟ ثم ،كيف فسر المفسرين العباسيين الدراهم هذه ؟
** جاء في التوراة عبارات ،شيكل، شاكل،شاقل ،وزنة،كلها تدل على وحدة الوزن.ذكرت في قصة موسى وقبلها إبراهيم ..أما في قصة يوسف فكانت فضة ،اي باعوه بعشرين من الفضة..لماذا عشرين بالضبط . لا اعرف لأنني لم أكن هناك ولكنها كتبت عشرين. لم تكتب ثلاثين ولا أربعين.
ولا بد من الإشارة هنا بأن في التوراة أيضاً جاء ذكر " درهم "في سفر اخبار الايام الاول 29"عشرة آلاف من درهم من الذهب "...ولكن دعونا من التوراة ودوخة الراس، لأنها محرفة كما تدعي أمة محمد ولهذا لا يجوز الأخذ بها . دعونا إذن نفحص كتاب الله. هذا الكتاب المبين العزيز الذي لا يأتيه باطل ،عربيا انزل رغم أن الدرهم ليس بكلمة عربية أصلا. ولنرجع إلى قصة الدراهم ..كالعادة ،لا تفسير من محمد عن الدراهم.ولم يسأله أحد من الصحابة عنها ،وهذا جيد وممتاز لأنها ستصبح مثل قصة مغيب الشمس مع أبا در.
** الطبري :" كانوا في ذلك الزمان لا يزنون ما وزنه أقل من أربعين درهماً،لان أقل أوزانهم واصغرها كان الأوقية،وكان وزن الأوقية أربعين درهما " ... إذن، الدرهم هنا على ما يبدو عملة يتعامل بها وليس وحدة وزن كالوقية.
ورغم أن القرآن لم يذكر عدد الدراهم .ولكن المفسرين قاموا بالواجب وزيادة….الكثير منهم يقولون عشرين درهم ،ويذهب بعضهم كابن عباس ليقول اقتسموها درهمين درهمين..أما عن مجاهد ب 22 درهم….وعن ابن إسحاق وعكرمة ب40 درهم...ولكن اعجبني قول الطبري" لا خبر من الرسول ص" فلا تستغربوا إذن من كثرة التفاسير واختلافها وتناقضها بعد قرون من الزمن ..
** هناك بعض الفيديوهات في YouTube..وكيف يحاول هولاء اللف والدوران على المصيبة السودا ..قال أحدهم : " أن فلان قال وهذا يعني أنه كان التعامل بالقطع المعدنية كالذهب والفضة في زمن مصر قائما .والدليل استعمال الشيكيل.فليس هناك أي خطأ في القرآن اذا فهمت معنى كلمة درهم داخل السياق التاريخي الذي نزل فيه القرآن في القرن السابع الميلادي.بل يذهب هذا ويقول" حتى تحاكم ألفاظ القرآن لابد أن تحاكمها إلى بيئتها،بلا شك، البيئة القرآنية في القرن الأول الهجري كانت تعتبر الدرهم ،اما عملة من الفضة أووزنة. دراهم معدودة =وزنات قليلة من الفضة.لا عملات مسكوكة".وهكذا غيره الكثير ... وأنا أقول لهم جميعاً ،ليس كل الناس بلهاء واغبياء أمامكم.والارجح ان هولاء بحثوا شرقا وغربا في النت وكتب وأساطير الأولين ولم يجدوا شيئا يذكر عن دراهم يوسف.فحاولوا الربط والترقيع واللف والدوران على الحقائق عسى ولعل يوفقون في مرادهم كما فعل السابقون...ثم ،لماذا تتحدث عن الشيكيل وموضوعك حول الدرهم ؟ نعم، الشيكيل كان موجوداً.وأول ذكر الشيكل/ الشيقل، اي المثقال كان في تشريع اورنمو .ملوك سلالة اور الثالثة( 2400.2112 ق.م) ..وكذلك في شريعة اكنونا ثم وصل إلى شريعة حمورابي أشهر ملوك بابل حوالي 1750ق.م..وكذلك عرف الآشوريين في عهد الملك اشوربانيبال 668.627 ق.م ،الشيكل في تعاملاته التجارية .ففي كتاب "The might that was Assyria".للكاتب البرفيسور H.W.F.Saggs.. يذكر الملك اشوربانيبال في إحدى الألواح الطينية الآتي "في أرضي، تبيع الإبل في السوق بشيكل واحد أو نصف شيكل من الفضة" ..لم يعرف الآشوريين الدرهم ولم يتم ذكر الدرهم في كل تاريخهم وهم الذين احتلوا وسبوا ارض إسرائيل ووصلوا مصر حتى سقطت امبراطوريتهم سنة 612 ق.م….إذن. أين نبحث عن دراهم يوسف ؟ ثم والاهم،اليس القرآن كلام الله ؟ فهل نفهم كلام الله على مزاجكم وعلى أهوائكم ؟ أليس القرآن كان في اللوح المحفوظ ؟؟ أليس هو كتاب مبين ؟؟ إذن لماذا نراعي الان السياق التاريخي للقرآن ؟؟؟؟؟ فلو نزل القرآن اليوم ،فهل سيقول الله مثلاً " ان الرسول هب في غزوة حنين 850 دولارا لابو سفيان من المؤلفة قلوبهم" .. أليس هذا أيضاً مراعاة للسياق التاريخي...فهل تقبلون بهذا الطرح ؟
دعوني اقولها ببساطة وبدون لف ودوران ،لا كما يفعل هادمي العقل والفكر.. إن محمد اختلط عليه الأمر كما الحال في إسم والد مريم ام المسيح.وكما الحال بأن عزير هو ابن الله . وغيرها الكثير ،لماذا؟...لانه بشر مثلنا يخطى ويصيب ،والقران بشري التأليف من أوله حتى آخره….والزمن كفيل بكشف الحقائق….
تحياتي .
نعم للتنوير...لا للتخدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل