الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضل الشيوعي الحلقة الخامسة

صبري الفرحان
(Sabri Hmaidy)

2020 / 4 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


المناضل الشيوعي (1)
الحلقة الخامسة
شاب اسمر ممشوق القوام من صفحات وجهه تقرأ انه مثقف وسياسي محنك يمشي مططئ رأسه الى الارض وكأن ثقل ما يحمل من افكار ادى الى انحاء رأسه, ومن رباطه الاحمر تستنج اختلاف فكره عن كل الحضور فهو شيوعي استاذ في علم الاحياء .
المكان: مسجد في منطقة اشعبية
الزمان :1971 مولد الرسول الاكرم صل الله عليه واله
الفعالية :اقام المسجد حفلا دينيا بهذه المناسبة ولكثرة الحضور اختيرت احد الساحات العامة والشوارع المحيط بها مكان للحفل
الحدث :في زحمة انشغال الحضور بقصيدة عصماء حول فلسطين المغتصبة والدعوة الى تحريرها ويعلوا التصفيق بين الفينة والاخرى، واصوات تدعو الشاعر باعادة المقطع بعد انتهاء الشاعر من لقاءه له.
والحماس الذي تزداد وتيرته عندما يردد الشاعر كلمة حذف الرقيب حذف الرقيب اشارة من الشاعر ان مديرية الامن امرت الشاعر بحذفت هذا البيت من القصيدة لانه لابد من موافقه مسبقه بكل الكلمات والقصائد التي تلقى في الحفل من قبل مديرة الامن .
دخل المناضل الشيوعي وهو من قيادات الحزب الشيوعي ساحة الحفل من الخلف وتخطى بين صفوف الحضور حيث يجلسون على كراسي صفت بانتظام تتخللها ممرات لتسهيل حركة مررو الحضور، لم ينتبه عليه حتى طلابه المتدينين في الاعدادية .
لم تتعدد خطواته كثيرا حيث انحنى يسارا فامسك بذراع صديقه المؤمن استاذ اللغة العربية الذي دعاه لحضور الحفل، قام المؤمن من مكانه مرحبا فلم يخرج من صمته الشيوعي ، ولكن قاد صديقه المؤمن الى الخلف خارج ساحة الاحتفال واوقفه موقف يشرف على كل الحضور من اخر صف الى المنصة العالية، هنا قال كلمته المناضل الشيوعي السياسي المحنك بل نصيحته بل استشراف المستقبل
الشيوعي مخاطبا المؤمن : استاذ حفلكم عدد لا يستهان به من الحضور، والمؤمن صامت فاردف الشيوعي رافعا ذراعه ماسحا الكل بكفه ، استاذ لا تغتر بجمعك ياتي يوما لا تجد من جمعك هذا الا القليل لا يعدوا عدد الاصابع، عندها استاذن بالانصراف فقد لبى الدعوة، واعطى قاعدة سياسية
في الرخاء يكثر الجمع وفي المواجه لم يصمد الا القليل

لم تكن تلك القاعدة السياسية غائبه عن حسابات حزب الدعوة الاسلامية،فما زال صوت الحسين عليه السلام مدويا
النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا ، وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ ، فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون

استحضرها الاستاذ المؤمن بقدوم رفيق المحنه وجعلها نصب عينية رجع الى الحفل الاستاذ من قيادات حزب الدعوة كأنه التؤم لرفيقه في القوام والهندام فالاستاذ المؤمن شاب اسمر ممشوق القوام من صفحات وجهه تقراء انه مثقف وسياسي محنك ايضا والفرق ان المؤمن رباطه ازرق(2) ويمشي مرفوع الراس لانه كان يعلم طلابه في مدارس الامام الصادق الابتدائية على تلك المشية فهي مشية رسول الله صل الله عليه واله كما ورد في السنة، حيث كان في المساء يدرس في مدرسة متوسطة وفي الصباح يعلم في مدرسة الامام الصادق الابتدائية الخاصة قبل ان يغلقها البعث حيث قرر البعث اغلاق كل المدارس العقائدية سواء الشيعية او المسيحية فاغلق مدارس الامام الصادق ومدارس العقيدة .
عاد الاستاذ الى الحفل مططئ الرأس وكانه سار في الزمن الى الامام ورى نفسه مكبلا اليدين هو اثنان من كل منطقته حيث رموهم جلاوزة البعث في نظارة التحقيق في مديرية امن الديوانية، فكان العدد لايزيد عن الخمسين من هذا الالف الذي علا تصفيقه عندما عاد الى مجلسه، لان عريف الحفل اعلن عن شاعر اخر يعتلي المنصة، حيث اعدم الشاعر بعد سنون ومن زنزانت الاعدام اوصى ان يطبع ديوانه تحت عنوان دموع القدس، وهو لا يعلم لم تجف دموع القدس بل بات للكوفة دموع، وبات لبغداد دموع .
ومرة الايام وجاءت الذكرى الثالثة لثورة بل انقلاب 17 تموز لذي دخل به البعث قصر الرئاسة بدبابة واحدة، قال احمد حسن البكر بالحرف الواحد في خطابه بالذكرى من شاشة التلفاز
اما السنة الرابعة نحن مسلحون
أي قرر البعث تصفية خصومة وبدات التصفيات نالت الكادر المتقدم من الحزب الشيوعي ومصادر الاموال التي تمول حزب الدعوة الاسلامية تحت عنوان شبكات تجسس الى اسرائيل
خرج قسم من كادر الحزب الشيوعي الى السويد وقسم من كادر حزب الدعوة الى الجزائر وليبيا تحت عنوان مدرسين.
وفي الداخل قرر المناضل الشيوعي اعداد كادر يتحمل الصعاب يصمد تحت سياط التعذيب في زنزات البعث المجرم وكذا عمل حزب الدعوة الاسلامية.
ذات يوم انتشر شباب بعمر الورد في الشوارع الرئيسة وفي اسواق المدينة وهم يبيعون جريدة طريق الشعب الممنوعة، الاستاذ المؤمن قطع طريقة واتجهه مسرعا الى صديق المحنة المناضل الشيوعي ودار هذا الحوار
الاستاذ المؤمن : استاذ لمَ هذا التفريط بطاقاتكم الشبابية
الاستاذ الشيوعي : ولمَ يخرج دكتور فلان المؤمن الى الاشتغال في البناء باجر يومي
واردف الشيوعي خطتنا ان ندخل هذه الوجبة من الشباب السجن يقينا لا يطول اعتقالهم اكثر من اشهر لان التهمة بيع جريدة ممنوعة فهي دورة عملية لكوادرنا الشابه لتحمل سياط التعذيب وتكون لديهم خبره في طريقة التحقيق
فمرحا للمناضل الشيوعي وصديق المحنة المجاهد المؤمن لم نقف لهم على قبر لدموية البعث وتففنه في تصفية معارضية، من احواض التيزاب الى المقابر الجماعية الى تفجير الالغام في منطقة الحياد قبل أي هجوم للقوات العراقية على القوات الايرانية في الحرب مع ايران حيث يكبل النزلاء السياسيون وتجرد ملابسهم عدى البنطال ويخرجوهم من السجن بسيارات حمل (الوري ) الى مناطق خاصة حيث يضعوهم في طائرات هليكوبتر (السمتية ) ويلقون بهم من على الالغام في منطق الحياد ويخرج البيان
قتلت ايران اسرى الحرب في ساحات القتال
وترسل مديريات امن البعث شهادات وفاة الى اهل السجين مكتوب فيها شهيد من الدرجة الثانية فقد تطوع من سجنه للقتال في جبهات الحرب مع توصية ممنوع اقامة الفاتحة لم يتسلم ذوي المناضل شهادة وفاة مكتوب فيها شهيد من الدرجة الثانية حيث كان جلاوزة البعث يحسبون له الف حساب
فالى روحه السلام

ههههههههههههههههههههههههههامش
1- المقال اعد تلبية الى دعوة رفيق ايام زمان في الذكرى 85 لتاسيس الحزب الشيوعي
2- في الثقافة الاسلامية التقليدية ان الرباط لا يحبذ لبسه فهو شعار الثقافة الغربية لانه عقدته تشبه الصليب، الان الحركة الاسلامية في العراق المتمثلة بحزب الدعوة الاسلامية لا تسير وفق هذا النمط التقليدي، لذا كادر حزب الدعوة يلبس الاربطة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن