الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا كانوا يدفنون ضحايا الجائحة!

إبراهيم اليوسف

2020 / 4 / 28
الادب والفن


بينما كانت أرقام المصابين بفيروس كوفيد19 تتصاعد، واستسلم العالم- حتى العلماء منهم- أمام الواقع، مقرين في قراراتهم بأن هذا الفيروس لربما سيقضي على العالم أجمع، ولعل كائنات أخرى تعاود العيش على سطح الأرض، لتحل مكاننا، وكأننا أدينا أدوارنا، لاسيما إن مخلوقات. كائنات سابقة علينا، بملايين السنين قد عاشت هنا، بل ثمة كائنات انقرضت نهائياً، ويتم اكتشاف هياكل عظمية لبعضها، أو أجساد كاملة لبعضها الآخر استطاعت الحفاظ على ملامحها، نتيجة ظروف مناخية معينة. في هذه الفترة- تحديداً- لاأتصور أن أحداً سوياً إلا وتعرض للخوف على مصيرالعالم، لاسيما أمام تصريحات كبار رؤساء العالم الذين كانوا الأكثر استسلاماً وفزعاً- وهنا أتحدث عمن أعلنوا ذلك- لأن هناك منهم من كان أدنى بكثيرمن أن يعلن عن هلعه وانهزامه، ولعل أحوال كل المعنيين. كل المتابعين- من أمثالنا- هو ملاحقة هاتيك الأخبار التي كانت تنشر، إذ تم الإعلان عن- المؤشر الدولي العام- للمصابين بهذه الجائحة، ولقد كانت الأرقام جد مفزعة!
خلال هذه الأثناء، تم نشر فيديوهات توضح أحوال ضحايا كورونا الذين يتم استلام جثامينهم، وتكفينها، وتسليمها لمكاتب الدفن، وبشكل مفصل، بحيث لاتغيب الكاميرا عن كل ذلك، حتى لحظات دفن هؤلاء، في غياب ذويهم، في مقابر ربما غيرمعلومة من قبل مشاهدين كماي، بل إن ملابس هؤلاء الذين يستلمون هذه الجثامين من- برادات المشافي- ويتبعون الإجراءات كلها، وهم في ملابسهم المحصنة، بحيث لاتبدو ملامحهم، وثمة كمامات على أنوفهم وأفواههم، ورؤوسهم مغطاة، وثمة نظارات سميكة أمام أعينهم، بل وأكفهم مقفزة، وأقدامهم ضمن أحذية مودعة في أكياس واقية. إنه منظر يذكربما قرأناه عن- المنكر والنكير- أو بالرقيب والحسيب...، وكان يرافق ذلك أنباء من أسر بعض الضحايا:
لامعلومات لدينا عن فقيدنا حتى الآن؟
ولربما ثمة وهم تولد في نفس بعضنا مفاده" ترى، هل سيتم حرق، أو تذويب تلك الجثث للتخلص منها؟" وهو وهم قد يكون معادله في الواقع الهلع الذي أصاب الجهات المسؤولة التي يهمها الحي أكثرمن الميت، بل إن التضحية بجثمان ميت أمر أسهل من التضحية بالمئات الذين قد يصابون بالعدوى لو سلم لهم جثمان فقيدهم؟؟
لاأريد، أن أمضي أكثرفي رصد تفاصيل الفيديو التي من شانها نشرالقشعريرة- حقاً- في النفوس، ولعل كثيرين- من أمثالي- ماكان باستطاعتهم متابعتها، لما فيها من قسوة. قسوة الفيروس. قسوة الوباء في افتراسه الروح الآدمية الرقيقة، العظيمة؟!
بلى، إن نشر مثل ذلك الفيديو- في تصوري- أمر لم يكن في مكانه، مهما كان للأمر من فوائد يمكن جنيها، وفي مطلعها حض العالم على الوقاية من هذا الفيروس الوبائي الخطير، ناهيك عن أن مثل هذا الفيديو يبين التضحيات الكبيرة التي يقوم بها مكفنو هؤلاء الضحايا، ولعلهم إما من عمال المستشفيات أو عاملي مكاتب الدفن، إلا أنه يسجل في صالح الطواقم الطبية التي كانت معنية بالمسـألة ذاتها.

من مخطوط معد للنشربعنوان:
خارج سور الصين العظيم
من الفكاهة إلى المأساة!
-يوميات كاتب-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج المغربي جواد غالب يحارب التطرف في فيلمه- أمل - • فران


.. الفنان أحمد عبدالعزيز يجبر بخاطر شاب ذوى الهمم صاحب واقعة ال




.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر