الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جائحةُ كُورونا وتداعياتها على الأُسرةِ حول العالم!

بكر محي طه
مدون حر

(Bakr Muhi Taha)

2020 / 4 / 28
ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها


لاشك بأن أزمة كورونا كان لها تأثيراً مباشراًعلى حياة البشر الاقتصادية والسياسية على حدٍ سواء، الا أن الجانب الإجتماعي / الأُسري كان الأكثر متضرراً منها، والسبب قلما يكون غير مُتشعباً، فالحياة البشرية باتت اليوم تعتمد على أشكالٍ مختلفة من السلع والخدمات التي كانت تنتج وتصنع قبل أزمة كورونا، وهذا يعني الملايين من العمال والمهندسيين والحرفيين والفنيين كانوا أمام مسؤولياتٍ كبيرة تجاه أُسرِهم والاشخاص الذين يُعيلوهم، وخاصة ممن يعتمد على قوت يومهِ، فجأةً توقفت الحياة، وتوقفت أعمالهم وتجارتهم وتعاملاتهم، فيما عدا الخسائر المالية التي لحقت بأصحاب الدخل المحدود وأصحاب الاعمال الصغيرة، والذين يمثلون نسبة كبيرة من البشر.
حيث كان لهذا التوقف الفجائي الأثر المباشر على خط سير حياتهم، فالبشر في الغالب غير متوقعين أو لنقل بالمعنى الأصح غير مهيئين لمثل هكذا جوائح تجبرهم على ملازمة المنازل والتباعد الاجتماعي، فبالتأكيد سينعكس كل هذا بشكلٍ مباشر على حالتهم النفسية والمزاجية والتي تمثل قنابل إجتماعية موقوتة ستصل ذروتها، ليس بسبب الكرونا فحسب بل لمجرد التفكير بأنه لاعلاج له حتى الان!، وهذا يعني تعطل الحياة الى إشعارٍ آخر، وهذا أمرٌ ينذر بكارثة بشرية أُخرى تضاف الى رصيد الجوائح التي بدأت من بداية العالم الحالي 2020.
إن الانسان بشكلٍ عام في حالات الخسائر يلجأ الى التعويض، أي تفريغ الطاقة السلبية بعد أن وصل الى مرحلة لايستطيع الكبت فيها عن مشاعرهُ وعاطفته أكثر، وهنا تبدأ الكارثة، حيث إن معظم البشر سيلجأ الى أقرب الناس لفعل ذلك وبالتأكيد فأن الاسرة هي المستهدف هنا، فنجدهُ يبحث عن أي عذر للمشاجرة والصياح والشتم، وذلك للتخلص من الضغط الذي لا يستطيع تحملهُ بعد الان، وفي مراحل الذروة المتقدمة تصل الى الضرب والتعنيف الأُسري، وقد تتجاوز الأزمة الخطوط الحمراء لتصل الى القتل!
لقد سُجلت أرقاماً مرعبة في جرائم التعنيف الأُسري خلال أول أسبوعين من جائحة كورونا والتي أجبرت الناس على التباعد الاجتماعي، الارقام أخذت ترتفع ومازالت، وسط تكتيمٍ إعلامي وعدم إكتراث من قبل السلطة أو الجهات المعنية، والتي إكتفت ببعض الارشادات والمنشورات التوعوية في محاولةٍ لتبرير الحوادث على إنها جزءٌ عادي من حياة البشر، وإنه بسبب الازمة بدأت الناس تركز أكثر على مثل هكذا مواضيع حتى يشغلوا أنفسهم بعيداً عن الجائحة، وكأنه أمراً لا مفر منهُ، وطبعاً الاسرة هي الخاسر الاكبر، فالزوجة مُجبرة على تحمل التدخلات والمنغصات والاهم المزاجية المتقلبة للزوج، والتي لاتقدم ولا تؤخر في عمل البيت أو إدارة الاسرة، لأنه حتى في حال الإعتراض الى أين ستذهب؟؟ هناك حظر للتجوال (حسب المنطقة أو البلد)، أما الاطفال فهنا كارثة أكبر لان كل الخلافات والمشاكل ستبقى عالقة بذهنهم حتى الكُبر، مما يؤدي الى حتمية الإصابة بعُقد نفسية مستقبلاً لاتحمد عقباها، كذلك الامر للعوائل التي شهدت طلاق الابوين أو الوفات أو حتى الام العزباء، فهؤلاء ستكون الجائحة عواقبها وخيمة عليهم، ليس بسبب العنف الاسري وحسب، وإنما بسبب إلاعتماد على العمل كأساس مهم، سواء كان مستقل أو ضمن قطاع خاص / عام، كونهم مستقلين إجتماعياً، ولكن على الاغلب ستكون الاسر المماثلة لها القابلة على التأقلم بشكل أسرع، كونها متقاربة نوعاً ما، بسبب الخسارة التي لحقت بأُسرتهم مسبقاً.
ولكن من الممكن إتخاذ جملة من الاجراءات العاجلة من شأنها تساعد في الحيلولة دون تفاقم مشكلة العنف الاسري، لكن تبقى المشكلة في البلدان التي تعاني أصلاً من غياب القوانين التي تحمي الأُسرة، وخاصة منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا، ففي تلك الحالة اي إجراءات ستتخذ ستكون وقتية وتسقط بتقادم الزمن، لذلك يحتاجون الى تشريع قانون يحمي الاسرة ويصونها وبشكل عاجل.
وأيضاً من الإجراءات الاخرى المفترض توفيرها، هي خطوط ساخنة للإبلاغ عن حالات العنف الأُسري، وكذلك تحشيد سلك أمني / قضائي مشترك متخصص بهذه الشؤون، للفصل وحل النزاعات، كذلك توفير بدائل مالية ودعم للأُسر الفقيرة التي فقدت مصدر دخلها بسبب الجائحة، وأيضاً التوعية المستمرة وبمختلف وسائل التواصل المرئية والمسموعة، حول أهمية التباعد الاجتماعي للحيلولة دون إنتشار الفايروس كورونا، والأهم هو التوعية حول أهمية التقارب الأُسري ومخاطر العنف الأُسري وتداعياته على الأُسرة مستقبلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام