الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


«الإسلاموفوبيا»، ثُمَّ الكورونا، ثُمَّ..؟

ضيا اسكندر

2020 / 4 / 28
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


تناقلت وكالات الأنباء مؤخراً خبراً مفاده أنه تم إلغاء عقوبة الجلد في السعودية واستبدالها بعقوبة السجن أو الغرامة. التي جاءت ضمن سياق مجموعة كبيرة من التحولات والإصلاحات غير المسبوقة، قام بها ولي العهد محمد بن سلمان خلال السنوات القليلة الماضية؛ فقد تم السماح للمرأة بقيادة السيارة. وألغى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «المطوّعين». ولم يعد ملزِماً الحجاب والنقاب. وسمح بفتح صالات السينما والمسارح وإقامة الحفلات الغنائية.. بعد أن كانت المملكة رمزاً للتعصّب الديني، وأحد أكبر داعمي المنظمات الإسلامية المتطرّفة في العالم.
تُرى، ما هي أسباب هذا الانعطاف، وما هي دلالاته؟ هل جاءت تلك الإصلاحات وما سيتبعها، هكذا عفو الخاطر من الأمير الشاب؟ أم استجابةً لاحتجاجات الشارع السعودي ومطالبته بالتغيير؟ أم بقرار من الدولة العميقة في أمريكا خصوصاً وفي الغرب عموماً؟
بتقديري، أن تلك التغيرات إنما حصلت ليست بقرار شخصي لا من الأمير ولا من أبيه. وإنما في سياق نهجٍ جديدٍ أمْلته قوى الغرب لإعادة النظر بمفهوم «الإسلاموفوبيا» (رهاب الإسلام) الذي اشتغلت عليه خلال العقود الماضية وحقّقت أغراضها منه. وصار من الضروري البحث عن رهابٍ آخر واستبداله به.
ولا بأس من العودة قليلاً إلى الوراء للحديث عن نشأة الإسلاموفوبيا؟
من المعروف أن المجمّع الصناعي الحربي الغربي، لا يستطيع الحياة دونما عدوّ يُسهم في تصريف منتجاته العسكرية ويحقق من خلاله الأرباح الطائلة. فبعد انهيار الاتحاد السوفييتي "البعبع الشيوعي الذي شكّل خطراً على العالم!". كان لا بدّ من خلق عدوّ جديد. فتمَّ اللجوء إلى الإسلاموفوبيا. حيث سارع الغرب وبالاعتماد على أدواته، إلى صناعة تنظيم القاعدة وطالبان وبوكو حرام والتكفير والهجرة وداعش وجبهة النصرة.. ومن في حكمها من المنظمات الإرهابية. وقدَّم لها دعماً لا محدوداً على كافة الصعد. مع ترسانة هائلة من مئات المحطات الفضائية الدينية التي تبثّ على مدار الساعة لنشر الإسلام الأصولي المتطرّف في أبشع صوره، بما يحقق مصالح الغرب وأهدافه في المنطقة والعالم.
وبالفعل، فقد قامت تلك التنظيمات بالدور المنوط بها، واقترفت أقصى حالات الإجرام والرعب والخراب بحقّ المجتمعات والأوطان. واستفاد الغرب من ذلك أيّما فائدة. إلى أن استهلكها تماماً وبات تعاظم قوّتها وامتدادها يشكّل خطراً عليه. وهذا ديدن الغرب؛ فهو يستغني ببساطة عن أيّ أداة استُهلِكتْ لديه، بعد أن يكون قد أمَّنَ وجهّز البديل الأقلّ كلفةً والأكثر فائدةً.
وهذا ما حصل، فقد شهدنا خفوت صوت الإرهاب وتراجع نفوذه، وتقلّص واضمحلال العمليات الإرهابية على المستوى العالمي في الآونة الأخيرة. وما بوادر مفاوضات الصلح الأمريكي – الطالباني، وتخفيف الدعم عن بعض المنظمات المتشددة في أماكن شتّى من العالم، إلا مثال على ذلك.
هل وجدوا البديل بـ«كورونا»؟
شخصيّاً، أميل إلى وجهة النظر هذه. فقد بدأ الوباء يُعطي بواكير ثماره؛ فالكساد والإفلاس والبطالة والخسائر الفظيعة على الصعيد الاقتصادي والانهيار المدوّي لأسعار النفط.. وحالة الهلع التي روّجتها إمبراطورية الإعلام وملحقاتها على مختلف شعوب هذا الكوكب، من جرّاء التهويل بخطر هذا الوباء، تأمل منه أن يطوّعَ دولاً وحكوماتٍ ويجعلها تلهث مستنجدةً بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، الذي تهيمن عليه كبرى الطُّغم الرأسمالية في العالم. وأن يزيحَ من المنافسة الضعاف ومتوسّطي القوة. ويحقّق أرباحاً مهولة للدول التي ستعلن عن اللقاح. وربما سيطيح بكثير من المفاهيم الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وسيسعى لإيجاد منظومة أخرى من أساليب الحكم ينصاع لها العالم. تعزّز من سيطرة أصحاب الرساميل الكبيرة.
إن نظرة شمولية على انتشار هذا الوباء، وما رافقه من تخمينات أثارها العديد من المراقبين والمتابعين بمختلف اختصاصاتهم، من أن هذا الفيروس ليس طفرة طبيعية، بل تم تخليقه في أحد مختبرات الأسلحة البيولوجية والجرثومية المنتشرة في دول عديدة من العالم، وفي مقدمتها أمريكا. وأن المستفيد الأكبر هو كبار أصحاب رؤوس الأموال والمنظمات الدولية التي صنّعوها بما يخدم مصالحهم. يقودنا إلى التساؤل:
هل المخطط الذي تعمل عليه تلك القوى قدرٌ لا رادّ له؟
الجواب: باعتقادي لا. فهناك العديد من الدول بحكوماتها وأحزابها وشعوبها.. لن ترضخ لمثل هذا المخطط، وستدافع بشراسة عن مصالحها وعن كرامتها الإنسانية وعن مستقبل وجودها. وذلك يتطلّب تضافر جميع القوى الخيّرة في العالم وهي ليست بضعيفة، لمواجهة قوى الشرّ والعدوان. والمعركة مستمرة وطويلة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط


.. جيش الاحتلال يعلن إصابة 4 جنود خلال اشتباكات مع مقاومين في ط




.. بيان للحشد الشعبي العراقي: انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو