الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة إلى المختبر اللبناني

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


لمحنا دائما إلى أن السياسات و الخطط المعدة من أجل السيطرة على سورية و العراق بوجه خاص ، تختبر مفاعيلها في لبنان . و في هذا الصدد فإن النظر الآن من هذه الزاوية ، إلى الساحة في لبنان توحي بأن السيرورة التي بادر إلى إطلاقها المصرف المركزي بالتعاون مع كل القطاع المصرفي ليس لها هدف أو محطة مرحلية و أنما هناك إصرار على السير بها طالما أن حظوظ النجاح في بلوغ الهدف المنشود ظلت معقولة في نظر أصحابها .
من المعلوم أن المواجهة بين المستعمرين الإسرائيليين من جهة و بين السكان الأصليين في سورية و بلاد ما بين النهرين من جهة ثانية لم تتوقف منذ منتصف سنوات 1970 ،ولكنها اتخذت في لبنان ، في أكثر من مناسبة ، طابع التصادم المباشر بين قوات محتلة و قوى التحرير . نجم عنه قرار إسرائيلي ـ أميركي بالتعاون مع الدول الأوروبية الرئيسة و كيانات عربية ،بضرورة حسم الصراع لصالح قوات الاحتلال .
لا يتسع المجال هنا لاستعراض تفاصيل الاحداث التي وسمت بدلالاتها الطريق إلى الجلجلة التي ماتزال خارج مرمى النظر . فما يهمني في هذا الفصل هو التوقف عند إرهاصات تشير إلى احتمالية الشروع في حركة باتجاه الحسم .
يتكشف ذلك من خلال افتضاح طبيعة كيان مجزأ أو بتعبير أدق ُمقتسّم بين أفرقاء سياسيين يتوافقون تارة و يختلفون تارة أخرى . اللافت للنظر في هذه المسألة هو أن الفريق الأضعف يستبق غيره دائما ، إلى إعلان الحقيقة خوفا من فقدان الحصة التي احتازها جشعا . خذ أليك مثلا ما جرى في 7أيار سنة 2008 حيث تناهي مؤخرا أن الفريق الأضعف اعترف بانه كان راس حربة في استفزاز قوى تحرير الجنوب بإيعاز من أصحاب قرار تصفية هذه الأخيرة .
ليس من حاجة لأن يغوص المرء في موضوع علاقة اطراف السلطة في لبنان بجهات خارجية لمحل ذلك من الوضوح ، أو في تفسير المواقف المتطرفة التي يبديها بعضهم استغلالا لموقعه " كبيضة القبان " أو استباقا إلى إرضاء السفارة .
لا نجازف بالكلام أن الساحة اللبنانية تشهد منذ نهاية الصيف الماضي اختبارات جديدة اتخذت حتى الآن عدة أوجه أبرزها ضرب العملة الوطنية ، الليرة اللبنانية ، التي كانت قد وضعت اصطناعيا في عربة الدولار ، بينما كانت البلاد تحت الاحتلال ، فتحولت الآن في زمن الفجور الدولي إلى ورقة ضغط من جملة أدوات الحصار الاقتصادي !
و في هذا السياق ، انبرى الطرف الأضعف كما كان منتظرا إلى الكشف عن الحقيقة . فقال متهتكا أن أمراء السلطة الحقيقيون هم جميعا زعماء ميليشيات ، لم يتوصلوا في الواقع إلى توافق على إقامة دولة وطنية فأجمعوا على صفقة يتوزعون بموجبها ممتلكات اللبنانيين المنقولة و غير المنقولة محاصصة فيما بينهم .
أما مبررات الأزمة الراهنة فمرجعها بحسب الطرف الأضعف المتهتك إلى حد الخلاعة ، إلى امساك إثنين من الميليشيات بالسلطة ، ديمقراطيا و سلميا ، أي برضى الميليشيات الأخرى ، ثم شروعهما بتغيير قواعد اللعبة المتوافق عليها . فهما تارة يريدان محاربة الفساد و محاسبة بعض زعماء الميلشيات أو يسعيان ببساطة إلى إلغاء الأخيرين ، هذا كله بحجة إحياء الدولة الوطنية ، ليخلص الطرف الأضعف إلى الاعتراف بانه كان شريكا في سلطة تمارسها ميليشيات باسم دولة وهمية و قضاء غير نزيه ، وانه يعترض "ديمقراطيا و سلميا " على استئثار أثنين من الميليشيات بالسلطة و محاولتهما كفاح تربح زعماء الميليشيات الأخرى غير الشرعي . فأي شكل ستتخذه هذه المعارضة : حرب تموز 2006 أم استفزاز 7 أيار 2008 أم الاستفزاز تمهيدا للحرب ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا