الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزمة الجنسية للمرأة..ومشكلة التراث

سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي

2020 / 4 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في كتاب الدكتورة الأمريكية "لوني بارباش" بعنوان "من أجلك أنت تصويب الطاقة الجنسية للمرأة" قالت أن المرأة من خجلها وإحساسها بالذنب قد لا تعرف النشوة الجنسية في حياتها سوى ما بعد سن العشرين أو بعد الزواج، ومنها من عرفت تلك النشوة مع الشريك عددا قليلا من المرات لا يتناسب مع حاجتها وطاقتها الجنسية لنفس السبب، وبحكم أن بارباش تخصصت في علم الجنس للمرأة ولديها شروحات في عدة كتب نصحت من ناحية سيكولوجية كيفية تحوّل النساء لوضعٍ جديد أكثر استمتاعا بالحياه من قبل فيما يبدو على أنه نسخة شبيهة من جهود الدكتورة "نوال السعداوي" في كتابيها "المرأة والجنس" و "الأنثى هي الأصل"

ولتصور ما قالته بارباش ففي مرحلة مبكرة من عمر الإنسان وتحديدا في سن البلوغ قد يكتشف بعض التغيرات الفسيولوجية والنفسية عليه بحيث يكسبه هذا التحوّل جسدا جديدا وسلوكا مغايرا لم يعرفه من قبل ، وأشهر تلك العادات الجديدة ما اصطلح عليه ب "العادة السرية" تقول الدكتورة بارباش أن ممارسة العادة السرية للنساء مختلفة في طبيعتها عن الرجل ليس فقط من حيث الأداء والوسائل ..بل من حيث الرغبة والتفكير في الأمر برمته، وضربت أمثلة على عدة حالات عرفتها بأن كثيراً من النساء يشعرن بالحرج واعتبار أن هذه المتعة لا يجب أن تكون سوى مع الذكر إرضاءً له.

هنا يبدو نفقا كبيرا في نفس المرأة ما زال يحمل بعض علامات الاستعباد الذكوري أو عصر الجواري الذي كانت فيه النساء سلعة جنسية للرجل يمارس معهن بأي عددٍ شاء، خلافا للذكور الذين يمارسون تلك العادة للاستمتاع الذاتي دون الحاجة للمرأة ولديهم الشجاعة والرغبة في الاستغناء خلافا للأنثى، وعلى نفس السياق ذكرت بارباش في كتابها أن بعض حالات الأنثى المتزوجة عرفت في سلوكها الجنسي مع شريكها بعض علامات تلك العبودية أيضا..فهي تمارس مع زوجها لإرضاءه ومتعته لا غير دون أن تهتم بسلوكيات ترفع من معدل إثارتها حتى لو كانت محبة لزوجها أو لا تستحي منه، لكن في داخلها كمّ كبير من الخجل والإحساس بالضعف يجبرها على الاستمتاع الشكلي دون إطلاق العنان لنفسها كما يطلق الرجل.

ربما هذه معلومات جديدة على البعض، فالشائع أن الجنسين يمارسان المتعة الذاتية والثنائية بنفس الدرجة من الرغبة والقدرة، حتى أدى ذلك لبعض الخرافات كأن شهوة المرأة الجنسية 24 ضعف شهوة الرجل..فعلى ما يبدو أن أصحاب نظرية تسليع الأنثى جنسيا واعتبارهن عواهر هم الذين اخترعوا تلك الخرافة لإقناع أنفسهم بالرغبة من الأنثى أو تبرير سلوكهم العدواني بالتحرش والاغتصاب وخلافه.

وهذا يفسر موقف المجتمع ممن يظهرن أنوثتهن بالدرجة التي تتسق مع طبيعتها من الداخل قبل إنكارها على النحو الذي ذكرته بارباش، فكل أنثى تتجمل وتتزين وتلبس أو تتحرك وتتكلم خلافا لأسلوب الرجل هي كائن مشبوه أو هو كائن يرغب في الجنس..هكذا يجري تفسير سلوك المرأة الطبيعي المتسق مع أنوثتها، والغريب أنه نفس اعتقاد المرأة السيكولوجي عن نفسها في كتمان مشاعرها الجنسية مع الشريك خوفا من أن يؤدي ذلك للانتقاص منها وفقدان جاذبيتها في عين الرجل، خلافا للحقيقة التي تتطلب إظهار تلك الأنثوية وإطلاق العنان لتلك المشاعر المكبوتة أثناء العلاقة، والنتيجة أن الرجل لا يتعامل مع روح أنثوية في الأصل بل جسد أنثوي قد يكون حيا، أما الروح الغائبة والتي ترفض المرأة استدعائها لأفكار مغلوطة لها عمق في النفس كما أشرنا ستظل غائبة وربما تموت مع المرأة دون أن تشعر مرة واحدة في حياتها بالمتعة الحقيقية.

والسبب في ذلك يعود لتصور الإنسان عن دينه الذي يأمره في الغالب بمعاملة المرأة بنفس الطريقة وهي أنه لا حقوق ولاية عامة للنساء ورثتها البشرية من سلفها الأول الذي كان يخرج فيه الذكور للصيد والحركة بينما تقعد النساء لتربية الأطفال وحمايتهم، فإذا اعتبرنا أن هذا السلف لم يدرك طبيعة الجسد الذكوري في هرمون التيستوستيرون وآثاره على العظام والعضلات فكيف بمن علم ذلك في القرن 21 وأن مادة تكوين الأنثى لا تتمتع بالنسبة الكافية من هذا الهرمون كما يتمتع به الذكر، وبالتالي فالتفريق بين الجنسين بناء على تلك القوة البنيوية للذكور هو عمل لا أخلاقي يشرعن ظلم المرأة وكبتها وسلب كل حقوقها في الثروة والسلطة أو أن تكون حتى مسئولة عن نفسها..لاسيما أن المتدين لا زال ينظر للمرأة كما نظر إليها سلفه الأول بصناعة هوية لها مغايرة تتطلب نظاما في الطبيعة مختلف عن أنظمة الرجل.

وهنا نعود للإشكال الأخلاقي..من الذي أعطى للرجل أحقية تعريف هوية للمرأة؟...أليس من المفترض أن هوية النساء تصنعها النساء وهوية الرجال تصنعها الرجال؟..أليس التحدث في هوية المرأة من قِبَل الرجال أو العكس سيؤدي لشيوع الجهل بالجنس الآخر عموما؟ ألا تعتبر العادة العرفية هي المؤثر الأكبر في تصدير صورة عن الآخر ليست صحيحة؟..أليست تلك العادات هي التي منعت عن المرأة العمل في القضاء والمحاماه والبوليس والإدارة؟..أليست تلك العادات هي التي ألبستها الحجاب والنقاب؟..أليست تلك العادات هي ما جعلت شعر المرأة مثيرا للشهوة في مجتمع وليس مثيرا في مجتمع آخر؟..أليست تلك العادات هي التي أقنعت المرأة في السابق بالتكيف مع عبوديتها في نظام الجواري دون أي اعتراض؟..وأليست تلك العادات بعد تغيرها هي التي حفزت الحركات النسائية والحقوقيين منذ 100 عام أو أكثر في المطالبة برفع تلك العبودية وإنهاء التمييز بين الجنسين؟

إن ما أكدته الدكتورة بارباش لهو أمر محزن بأن لا يعرف كائنا حيا شعورا جنسيا أبدا مع تقدمه في السن، ولولا أن تلك الأعراف التي تحولت لمحرمات دينية ما حَرمت أي كائن من لذته ومتعته في الحياه، أما الذكور فلو كانوا مهتمين بحق الأنثى فعلا ما ناقشوه من وجهة نظر دينية، إذ أن الأديان لم تأتِ لحل كل المشاكل..لأنها ببساطة لم تصنع كل المشاكل، فالإسلام مثلا لم يكن هو الذي صنع العبودية كي يقضي عليها، والمسيحية لم تكن هي التي صنعت قمع الطوائف الأخرى لكي تقضي عليها، هذه سلوكيات متدينيين كانت وبقيت وظلت وستظل معهم أينما تدينوا، فعلى الأحرى إذن أن نعود لجذر المشكلة وهو الإنسان..خصوصا في تصوره للمرأة دون التعامل معها كضحية بين الذئاب بحاجة لحماية..بل أن نعطيها كافة حقوقها وأسلحتها لتدافع هي عن نفسها.

فالمؤمنين مثلما صوّروا أنفسهم كدعاة حقوق كانوا في ذات الوقت دعاة ظلم، ونموذج ذلك ما حدث في التفريق بين نص المسلمين الأول والثاني في تصور النساء، فيقول القرآن " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة "[الأنفال : 25] بينما يقول الحديث " اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"وحديث آخر: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، فالقرآن هنا لا يخص الفتنة لجنس دون آخر بل يعمم، أما الحديث فهو يخصها أكثر للمرأة باعتبارها المسئولة عن غواية آدم في الجنة كما ورث الشيوخ ومتديني المسلمين عن التوراه، ناهيك عن الصور الأخرى المبتذلة في اعتبار المرأة أكثر أهل النار وأنها تنقض الوضوء وأنها نجسة في حيضها وأشبه بالكلب والحمار والدابة في قطع الصلاه والركوب مما اشتهر عن المرأة وشاع كتصور ذكوري في المجتمع أصبح بعضه منصوصا عليه في القانون.

لا شك أن الإعلام والتطور التكنولوجي ساهم إلى حد بعيد في خفض تلك المظاهر والتمييز الفاحش في حق المرأة، فالمرأة المدخنة مثلا لم تكن مقبولة اجتماعيا إلى وقت قريب وما زالت في بعض المناطق لا يسمح بتدخين المرأة عُرفا..وفي كثير من المناطق يجري النظر إليها باستغراب..إنه نفس الشعور النسائي الذي ورثوه عن الجنس ، فالأفلام السينمائية مثلما أظهرت النساء مدخنات وفتحت الباب لقبول تلك الظاهرة اجتماعيا أدت في المقابل لرؤية تعبير المرأة عن نفسها جنسيا ورومانسيا، فمشهد قبلات واحد تكون فيه الممثلة أكثر انسجاما من الممثل هو كسر لكل حواجز المجتمع الذكوري وتابوهاته الذي رأى في هذا الانسجام وتلك الرغبة الأنثوية عملا فاحشا يستوجب تقبيحه عملا بأشهر قاعدة عند الشيوخ وهي "سد الذرائع"

فالذي يشغل المتدين عن المرأة وقتها هو تغليف الجسد والروح والشكل الأنثوي بغلاف مقدس أقرب إلى وقار المُصلّين في المعابد، وبالتالي فكرة تعبير المرأة عن نفسها جنسيا ورومانسيا هو خرق لهذا الغلاف وتدمير له من جذوره..بل سيطلق العنان لاحقا – حسب رأيه – لتعبير أكثر شجاعة وجرأة وهو أن تطلب المرأة بنفسها من الرجل أن تمارس معه الجنس..ولك أن تتخيل لو حدث ذلك..فبرغم أن البشرية لم ترتقي بعد لهذا التطور ولا أعلم هل سنبلغه أم لا لكن وصول الوضع لهذا الحال يعني شيوع الفاحشة والزنا باعتبار أن المرأة هي المسئولة عنه في العرف الديني، ومن أجل ذلك وضعوا فقه العقوبات مبنيا على أن تشديد لباس المرأة بشكل حاد ومنعها من الاختلاط وخفض صوتها..إلخ من شتى الوسائل التي تغلق الباب على الجنس ومقدماته.

برغم أنه وبالقياس على تدخين النساء وقبوله اجتماعيا في بعض المناطق لم نلحظ تغييرا في العلاقة بين الذكر والأنثى، وأن كل ما حدث هو أن امرأة رفعت سيجارها على فاها وأخرجت دخانها بالضبط كما يفعل الذكر، وهنا الفعل الأنثوي أصبح مجردا عن طبيعتها الأنثوية بل ظهر كفعل بشري لا فارق بينه وبين تدخين الرجال، نفس الشئ عندما يسافر أحد المتشددين دينيا لبلاد الغرب ومن كثرة ما يراه من عري في الشارع وسفور شعر وقبلات وخلافه..لم يُثِر ذلك فيه حفيظته الجنسية بل يصبح أكثر إثارة لو فعلت ذلك امرأة محجبة أو رأى خصلتين شعر من طرف الحجاب.

مما يعني أن نعود بشكل حتمي لقضية "الترميز الجنسي" والتي تعني أنه ولكل مجتمع ترميزه الجنسي الخاص، فمثلما يصبح الشعر مغريا في مجتمع عربي هو ليس مغريا في مجتمع آخر، بل نجد عند هذا الآخر ترميزا جنسيا مختلفا يطال الكعب مثلا أو اللون والوزن، كذلك في شأن القبلات والتعبير الجنسي..فمثلما يعبر الذكر عن نفسه بالشوق والرغبة عبّرت المرأة بنفس القدر..لكنه وبامتناع أحدهما عن هذا التعبير يحدث لاحقا ترميز جنسي عنيف له تصبح أي قبلة من فيلم بالسبعينات مثلا هي مثيرة جنسيا في مصر الآن، والسبب واضح أن السينما المصرية اتخذت خطوات منذ 20 عاما فيما عرف بالسينما النظيفة أي الخالية من القبلات التي كانت شائعة في أعمال السبعينات، وعليه تم صياغة هذا الترميز في وعي الشباب والنشء على أن القبلات ممنوعة لكنها مرغوبة وبشدة، حتى أصبح مجرد وضع يافطة عليها "ممنوع من العرض" هي علامة تجارية مضمونة الانتشار والربح..

إن معركة هؤلاء مع الجَمَال بالأصل، فالجَمَال الذي تغنى في حقه الشعراء العرب بوصف العين والشعر والجسد هو نفس الجَمَال الذي أراد المتدين إخفاؤه بدعوى الخوف من الزنا، وهنا تكمن إشكالية في نفس المتدين هي أنه يعتقد بمجرد إطلاق الخيال في التأمل والوصف يعني أنه سيتجاوز بالضرورة حدود الأخلاق والدين، فالشاعر الذي تغنى في جمال شعر النساء كالمتنبي في قوله " وما خضب الناس البياض لأنه *** قبيح ولكن أحسن الشعر فاحمه" لم يُروى أن المتنبي بناء على هذا الشعر وقع في الخطيئة والزنا، أو أن أتباعه كانوا من دعاة اللهو والجنس والاغتصاب كما يُصوّر في نفس المتدين، إنه خيال المبدع الذي كما تغنى في سواد شعر المرأة العربية قديما تغنى أيضا في جمال حلكة الليل الأسود.

فكما ألهب ظلام الليل مشاعر الأدباء وإضافة تعابير مجازية عن الحُزن والسعادة والأمل والجَمال ألهبت بنفس القدر أجساد النساء وملابسهن مشاعرهم فنظّموا الأبيات، وبنفس القدر أيضا تغنى فحول الشعراء بجمال بعض الحيوانات والنباتات..فيكون حسب وجهة نظر المتدين أن الشاعر المتغني بجمال الظبيان سينكحهن..أو مدح جمال الفرس والحصان العربي أنه سيزني بإحداها لتُنجِب مخلوقا نصف آدمي والنصف الآخر حصان..!..إنه الجَمال الذي ينكروه ويقبع في النفس والخيال بشكل دائم موروث منذ أن شعر الإنسان بعقله وتطور تفكيره..

إنني أرى أن الأمة التي يكثر فيها المبدعين والشعراء والأدباء يقل فيها معدل التشدد الديني، فالشعب الذي يحترم خياله ويعيش بطبيعته لا يمكن له أن يقبل التشدد الفكري، والتاريخ الإسلامي يشهد أن سماع الموسيقى كان أمرا طبيعيا في القرون الثلاثة الأولى زمن انتشار الشعراء والأدباء والاجتهاد الفقهي والعقلي، فثلما جاءت نصوصا تُحرّم سماع الموسيقى والغناء جاءت نصوصاً أخرى تقول بالعكس..ثم شواهد وقرائن من علم الآثار يعضد الرأي الثاني كما في "قصر عمرة" بالأردن حيث كان يتغنى ويسهر الخليفة الأموي على أنغام وإيقاع الموسيقيين والراقصات في القصر، علما بأنه نفس الخليفة التي جاءت لنا الأخبار عن ورعه وتقواه وأن بعضهم كان يحج عاما ويغزو عاما..

والانحدار الفكري مسجل منذ هذا التاريخ – أي منذ بداية القرن 4 هـ - حين تم تقنين ما أمر به الخليفة العباسي المتوكل ولاحقا ما أمر به الخليفة القادر بالله الذين أصدروا مراسيما أشبه بالفرمانات العثمانية بنشر عقيدة واحدة ومذهب واحد ورأي واحد هو (أهل الحديث) وتجريم كل ما سواه من فكر ومذاهب دينية وصلت أحيانا لقتل العلماء وحرق كتبهم مما دفع المثقفين للشعور بالخطر والهجرة أو الكفّ عن إبداعاتهم التي ميزتهم وميزت أسلافهم في السابق، والتاريخ يشهد أن تلك الحقبة المأساوية شهدت تدمير مذهب المعتزلة القديم وإرهاب الفلاسفة معنويا ثم ختمت المأساه بتحول مذهب أبي حنيفة وأتباعه من أهل الرأي لأهل الحديث..وخوف كل منتسب لهذا المذهب من إعلان رأيه العقلي الذي قد يخالف هوى السلطان فتصبح النتيجة هي الموت.

خلاصة ذلك: أن اللذة والاستمتاع الجنسي لا يمكن فصلهم عن المعتقدات الدينية، فمثلما وجدنا تأثيرا دينيا على المرأة كان أكثر شمولية بالعرف منعها من اللذة، وجدنا أيضا بعض النساء المثقفات رأين أنه لا يمكن أن يحجب الدين تلك المتعة عنهن، وأن التعبير الجنسي عن النفس مسموح كما هو للرجال أيضا هو للنساء بنفس الدرجة، وأن من وضع نصوصا" كلَعَنَ الله النامصة والمتنمصة " "والكاسيات العاريات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة"..وغيرها من النصوص التي تمنع التزين هو نفسه المسئول عن وصول الحالات التي عالجتها الدكتورة "لوني بارباش" لقمع وإرهاب نفسي كبير حجب عنها الشعور بالمتعة حتى مع نفسها.

وبرغم أنني من أنصار التفريق بين العلم والدين..إلا أن كلاهما في رأيي يناقشان موضوعا واحدا وهو (الحياه) أو (معنى الحياه) وأن مفتاح فهم تلك الحياه لا يمكن أن يتعامل مع مسارين منفصلين دون التقاء..بل حتما سيلتقيان، مما يؤكد ضرورة عقلنة أي دين وأي حياة..ليس شرطا أن تتفق مع العلم المتغير ولكن أن ترضي الحد الأدنى من العقل والحق الاجتماعي الذي عرفه الإنسان بعد الثورة الصناعية، وإلا فالمقابل سيكون صداما بين الحق الإنساني وبين الأديان مما يبشر بنهايتها..فحاجات الإنسان البيولوجية والنفسية لا يمكن أن تتعارض مع رأي الله الخالق، وعليه فالمتدين مثلما يشغل نفسه في تحجيم وسجن المرأة بدعوى الخوف من الزنا..عليه في المقابل أن يشغل نفسه بفهم حقوقها بصدق دون تأثير المرجعية؟

وهذه مسألة ثقافية نادرة الانشغال بها في منطقتنا كونها تتطلب لقاحا حضاريا وتفاعلا بين التيارات والأحزاب والمذاهب والمفكرين بشتى انتماءاتهم، وبما أن السياسة منعت هذا اللقاح من الظهور بدعوى الحرب والخيانة وتفسير كل رأي على محمل سياسي منافس كان الحكام مسئولين بشكل مباشر عن هذا التنوير المفترض، فالتواصل والانفتاح لا يمكن أن يتم في ظل حكومة منغلقة أو تحارب الرأي الآخر السلمي الذي يطرح رأيه في موضوعات بالخصوص تهتم بالاستنارة ونشر المعلومات الموثقة من مصادرها ، وثقتي أن المستقبل يحمل من البشائر الجيدة في هذا السياق بعد مقدمات نراها بأعيننا تقول بوضوح أن منهجية المتشددين دينيا أصبحت قبيحة إعلاميا ولن يسمح لهم بالصعود السياسي خصوصا هذه الفترة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقوق النساء ، غباء الرجال ، و نظرية التطور
هانى شاكر ( 2020 / 4 / 29 - 01:44 )

حقوق النساء ، غباء الرجال ، و نظرية التطور
_______________

شكرا استاذ سامح على كتاباتك التنويرية ....

على سلم التطور ، بلغت النساء مرحلة الإنسانية ، و شاهدى على ذلك الأمومة و سلوك قادة الدول من النساء. أمثلة على ذلك ميركل فى المانيا و ياسيندا فى نيوزيلاندا ... و حرصحهم على حياة و رفاه شعوبهم

اما نحن الرجال فمازلنا فى مرحلة الحمار ... و شاهدى على ذلك الغباء المطلق و العدوانية ... و سلوك قادة الدول من الرجال. أمثلة على ذلك ترامب فى امريكا و صدام فى العراق ... و فشلهم فى الحفاظ على حياة و رفاه شعوبهم

بعد 1000 سنة سننتقل ـ نحن الرجال ـ إلى مرحلة القرود ... و سيزداد عنفنا و جنوننا على النساء ... لأن قردنا الكبير ( الشيخ الحوينى ) سيسرد لنا على قناة القرود ... حديث القردة الزانية

امامنا مليون سنة لنفهم و نعى كلامك


شكرا مرة اخرى و دمت لنا بخير

...

اخر الافلام

.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س


.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش


.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى




.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة