الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رِهانًا على وعي الأسرة المصرية

فاطمة ناعوت

2020 / 4 / 29
المجتمع المدني


تشهدُ اللحظةُ الراهنة علاقةً جديدة، نشأت بين المواطن المصري والحكومة المصرية. علاقة تفاعلية شفافة، لها طابعٌ أُسريٌّ قائم على التناغم وليس الأوامر أُحادية الاتجاه. لهذا كتبتُ في عنوان المقال: “الأسرة المصرية”؛ ولم أعنِ بها الأسرة الصغيرة، التي تسكن كلَّ بيت، إنما قصدتُ: الأسرة المصرية الكبيرة التي تسكن هذا الوطن، والتي قوامها: حاكمٌ وحكومةٌ وشعب. الفريق/ كامل الوزير، وزير النقل المحبوب الذي أطلق عليه المصريون لقب: "وزير السعادة"، يبثُّ على صفحته الرسمية على مدار الساعة ما يجرى في مصر من تطويرات مدهشة في مجال التعليم والزراعة والسياحة والعمران والاقتصاد وشبكات الطرق وغيرها من منجزات حضارية في مسيرة النهضة والتنمية. وهذا يمنحُنا طاقة إيجابية حقيقية تُشعرنا بالفخر بمصريتنا؛ وبأننا شهودُ عيان على ارتقاء مصرنا الراهنة. وصارت صفحته مِنصّةً تفاعليّة للمواطنين؛ يكتبون عليها رؤاهم وردود أفعالهم تجاه الوثبات المصرية النهضوية، وكذلك أحلامهم وهمومهم ومشاكلهم. ويتلقّون الإجابات. فلم يعد المواطنُ المصري يشعر بالعزلة عن قياداته، كأنه في واد شاغرٍ غير ذي زرع. كذلك يتحدث الرئيسُ السيسي إلينا على فترات متقاربة، كما يليق بحاكم لا ينفصل عن رعاياه، فيتأكد داخلنا إحساسُ "العائلة"، الذي صبونا إليه دهورًا وآمادًا. وتأكد ذلك الشعورُ الأسريُّ الدافئ، مع الخطابات المتواترة لرئيس الوزراء مهندس د. مصطفى مدبولي، حول مستجدات التعامل المصري مع جائحة كورونا، ليتأكد لنا أننا ننتمي لدولة عظيمة تحترم مواطنيها، وتحمي أرواحهم، على نحو علمي راق.
في خطاب م./مصطفى مدبولي الأخير، تأكدت لنا ثقةُ الحكومة في وعي المواطن المصري ومستوى إدراكه لحجم الجائحة وتبعاتها. على أنها ثقةٌ "مرهونةٌ" بالنتائج المترتبة عليها. وهذا شأنُ أي ثقة في الوجود. الثقةُ عقدٌ متجددٌ بين طرفين. استمرارها مشروطٌ بتنفيذ بنود ذلك العقد، وإلا سقطتِ الثقةُ بسقوط شروطها. في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء عشية شهر رمضان الكريم، أعلن عن تخفيف الإجراءات الاحترازية المتخذة حيال كورونا، وعودة بعض الخدمات الحيوية على نحو جزئي تسهيلا على المواطنين. ولكن ذلك التخفيف "مرهون" بالنتائج المترتبة عليه. فلو، لا قدَّر اللهُ، زادت نسبة الإصابات بعد تخفيف الإجراءات، فسوف تقوم الحكومة بتكثيف الإجراءات الاحترازية على نحو أشدّ قسوة وحسمًا، حمايةً لنا. أعجبني للغاية هذا القول من رئيس الوزراء. فهدفُ الدولة في النهاية ليس التضييق على المواطنين، بل حمايتهم. وبالعكس، فتلك الإجراءات الاحترازية من حظر التجوال ومنع السفر وتقليل الخدمات الحكومية يكبّدُ الدولة المصرية خسائر بالمليارات. لكن تلك المليارات تتضاءلُ قيمتُها أمام حياة المواطن المصري. وبالتأكيد فإن هدف الدولة الأكيد هو عودةُ الحياة إلى الإيقاع الطبيعي، ولكن بشرط حماية المواطن. تلك هي الحكمة والتحضُّر الذي يرجوه أيُّ شعب من حكومته. وهو ما أكدته حكومتنا المصرية الراهنة. وعلّها المرة الأولى في تاريخي الصحفي منذ عشرين عامًا، أشيدُ بأداء حكومة مصرية وأشعر بالفخر الحقيقي حيالها. فالجيدُ تُظهره المحكّاتُ والتجاربُ والمحن. وليس أجلى وأشرس من جائحة كورونا محكًّا وتجربة ومحنةً، لنعرف، نحن المصريين، قيمتَنا عند حاكمنا وحكومتنا، ولم تخذلنا الحكومةُ ولم يخذلنا الحاكم. وبالتأكيد سيكون الشعبُ المصري على نفس القدر من تحمّل المسؤولية؛ حتى نعلن، عمليًّا، أننا على قدرٍ من الوعي والاستنارة والإدراك، يؤهلنا للتعامل السليم مع الأزمة في ظلّ عودة الحياة إلى إيقاعها شبه الطبيعي.
سوف نثبت لحكومتنا أننا قادرون على حماية أنفسنا وحماية وطننا، ونمارسُ حياتنا بالشروط الصحية التي تعلمناها في الفترة السابقة من إرشادات السلامة والوقاية، دون تجمّعات ولا تزاحم ولا ممارسات خاطئة تودي بنا وبوطننا إلى التهلكة. سوف نقدّم للعالم نموذجًا شعبيًّا مصريًّا حضاريًّا يُحتذى في كيفية التعامل مع "الحرية" بمسؤولية وحسن تقدير، حتى نحافظ على كيان "الأسرة المصرية الكبيرة"، التي هي مسؤولية هائلة بين أيدينا.
العالمُ الآن يُشيد بالتجربة المصرية الواعية في التعامل العلمي الرائد من قِبَل الحكومة المصرية ووزارة الصحة والتناغم المدهش بين المؤسسات المصرية لمواجهة جائحة كورونا والحفاظ على حياة المصريين وتقليص عدد الإصابات بأقصى قدر ممكن، مع الحفاظ على مسيرة عجلة التنمية والنهضة التي تقوم بها الدولة في عهد الرئيس السيسي. وكذلك تشيدُ دول العالم باليد المصرية البيضاء التي تقدمُ المساندات إلى الدول الأكثر تضررًا من الجائحة. ونراهنُ في الفترة المقبلة على إشادة العالم كذلك بالشعب المصري في سلوكه المتحضر مع تلك الجائحة بإذن الله. حفظ الله مصرَ والمصريين. رمضان كريم وكلُّ سنة ومصرُ العظيمةُ، عظيمةٌ. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”

***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد


.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ


.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال




.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب