الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتتضافر الجهود للخلاص من منظومة المحاصصة والفساد

الحزب الشيوعي العراقي
(Iraqi Communist Party)

2020 / 4 / 29
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية




في الاول من ايار كل عام يحتفل العمال وسائر شغلية اليد والفكر في مختلف الارجاء، بعيد التضامن الكفاحي والنضال العنيد من اجل الحريات النقابية والسياسية، وفي سبيل الديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، من اجل عالم خالٍ من الاستغلال الطبقي والاضطهاد والتمييز بكل انواعه.

وبهذه المناسبة المجيدة يسرنا ان نتوجه بالتحية ونعبر عن الاعتزاز غير المحدود بصانعي الخيرات المادية في العالم أجمع، وهم يحيون هذه المناسبة الأممية الكبرى، ويستذكرون بفخر تاريخهم الحافل ونضالاتهم الباسلة لبناء عالم جديد، تسوده قيم التكافؤ والمساواة بعيداً عن الحروب والهيمنة والتسلط والعولمة الرأسمالية المتوحشة، وعن مصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها، وفي اختيار النظام السياسي الأجتماعي الذي تريده.

في هذا اليوم أيضاً يحيي حزبنا الشيوعي العراقي المدافع الأمين والثابت عن حقوق ومصالح وتطلعات العمال وسائر الشغيلة ، مآثر وبطولات وتضحيات طبقتنا العاملة العراقية في اضرابات الموانيء والسكك والسكاير والنفط و"كي ثري" وكاورباغي والنسيج والزيوت وغيرها إبان العهد الملكي، واسهاماتها البارزة في ثورة الرابع عشر من تموز وفي حمايتها، وفي ظل الانظمة الديكتاتورية والاستبدادية التي تعاقبت على حكم العراق، رغم شراسة الارهاب والقمع، لاسيما حقبة النظام الديكتاتوري المقبور ونهجه المدمر، والعمل الحثيث مع كل ابناء شعبنا لخلق الظروف والمستلزمات الضرورية والانطلاق نحو بناء حياة جديدة، حياة دستورية ديمقراطية يحترم فيها المواطن وكرامته وتصان فيه حقوقه، وتحفظ مصالحه المشروعة.

وقد أستطاع العمال والكادحون العراقيون، منذ بواكير نضالاتهم الاولى وتبلور وعيهم الوطني والطبقي في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، الربط بصورة جدلية بين الدفاع عن مصالحهم الطبقية وحقوقهم النقابية ومن اجل ظروف عمل لائقة وحياة افضل، وبين القضايا الوطنية والديمقراطية مع جميع الوطنيين والتقدميين في العراق.

وفي الوقت الحاضر يكتسب نضال الطبقة العاملة الاهمية الوطنية والطبقية نفسها،ان لم يكن اكثر من اي وقت مضى، رغم الصعوبات والتعقيدات الهائلة التي تحيط بهذا النضال، وبنضال الشعب العراقي عموماً، ورغم تفشي البطالة في صفوفها، وتوقف الدورة الاقتصادية وعجلة الانتاج، ومحاولات فرض سياسة الخصخصة، إستجابة لضغوط وشروط صندوق النقد والبنك الدوليين، وغياب الخدمات العامة، وعدم تثبيت اصحاب العقود المؤقتة والاجور اليومية وعشرات الاَلاف من العمال، ومحاربة التنظيم النقابي ومحاولات شق صفوف الطبقة العاملة لأضعاف دورها في الدفاع عن مصالحها الجذرية وفي إعادة بناء العراق الديمقراطي المزدهر.

إن الكوارث التي يعيشها بلدنا، بفضل القوى والكتل المتنفذة التي راهنت على قدرتها في خداع الجماهير، وتزييف وعيها وشحنها طائفياً وقومياً لتكريس المحاصصة بتنوعها وتفرعاتها العديدة، وبالتالي السعي بكل ما تملك من طاقات وامكانيات لادامة حكمها الذي أثبت فشله الذريع طيلة السبعة عشر عاماً الماضية، والذي أدخل العراق شعباً ووطناً في نفق شديد الظلام دون ان يلوح في نهايته بصيص ضوء، الامر الذي دفع الغالبية العظمى من الشعب العراقي الى تحويل التذمر والاستياء "وخيبة الامل" بالمتنفذين، الى فعل إيجابي يستهدف اصلاح وتغييرالمنظومة السياسية الحاكمة ورموزها. فأنطلقت التظاهرات والاعتصامات منذ أوائل 2011 مروراً بالأعوام التي تلتها، لتتوج بالانتفاضة البطولية في الأول من اكتوبر الماضي، حيث قوبلت بالحديد والنار من جانب صناع القرار السياسي، لأن المنتفضين طالبوا بتشكيل حكومة وطنية نزيهة كفؤة قادرة على إنتشال العراق من المصير الذي يقاد إليه. كما طالبوا بمكافحة الفساد المستشري كالسرطان في جسد الدولة والمجتمع، وبمحاسبة تماسيحه قبل صغاره، ومعاقبة قتلة المتظاهرين، وحصر السلاح بيد الدولة، وإجراء إنتخابات مبكرة بإشراف دولي يمكن لها ان تساهم في تغيير تركيبة مجلس النواب، بعد تعديل قانون الانتخابات واستكمال تشريعه، وتشكيل مفوضية مستقلة حقاً، بالإضافة الى مكافحة البطالة وتوفير الخدمات الضرورية، ومنع التدخلات الأجنبية الفاضحة في شؤوننا الداخلية.

ان الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا في هذه الأيام والتي فاقمها تدهور أسعار النفط وتفشي وباء كورونا، تلح على تشكيل حكومة مؤقتة كفؤة بعيدا عن المحاصصة والفاشلين والمجربين، وان تقدم على إجراءات آنية وعاجلة لمواجهة الوباء وتوفير مستلزمات ذلك، وتقديم الدعم والإسناد الى العوائل المحتاجة من الفقراء والكادحين وذوي الدخل المحدود، والتوجه الجاد نحو إنعاش اقتصادنا الوطني وتنويع مصادره وإعادة الحياة الى القطاعات الإنتاجية.

وفي خضم النضالات والفعاليات الجماهيرية الواسعة، لم تتخلف الطبقة العاملة العراقية عن المساهمة بفاعلية واندفاع ثوري، مجسدة التراث النضالي لأبنائها البررة، وإصرارها على المضي قدماً مع سائر أبناء شعبنا على طريق إقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق الأمان والسلام والعدالة.

المجد للطبقة العاملة العراقية

المجد للشهداء

عاش الأول من أيار- عيد العمال العالمي

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون