الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تتهموا الصين

باسم محمد حسين

2020 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


في بداية ظهور فايروس كورونا واجهت الصين وفي مدينة ووهان تحديداً في بادئ الأمر انتشاراً واسعاً وسريعاً للمرض، الأمر الذي جعلها تتبنى إجراءات غير مسبوقة، منها بناء مستشفيات بشكل سريع لم يسبق له مثيل لاستيعاب أعداد المصابين المتزايدة والحجر الصحي وتوزيع المواد الطبية على المواطنين للحد من العدوى واستقبلت عدد من المتطوعين من مدن أخرى وبمختلف التخصصات واجراءات اخرى عديدة ومتنوعة لإنقاذ ووهان. وعلى التوازي من هذه الإجراءات السريعة والفعالة كانت مراكز البحث العلمي والمختبرات المتطورة تبحث في هذا الأمر الذي لم يسبق للبشرية أن مرَّ بها هكذا مرض سريع الانتشار، وتحاول معرفة أدق التفاصيل التي أدت لهذه السرعة في العدوى والانتشار بين السكان وكيفية معالجتها، وفعلاً نجحت تلك الجهود الحثيثة في احتواء الأزمة بعد عدة أسابيع وبدأ انخفاض عدد الاصابات وازدياد حالات التشافي.
قبيل نهاية عام 2019 ابلغت جمهورية الصين الشعبية منظمة الصحة العالمية بهذا المرض بشكلٍ رسمي وبدورها أطلقت عليه تلك المنظمة اسم (COVID 19) كما أبلغت عدداً من الدول ومراكز البحوث العالمية بالتفاصيل المفيدة عن هذا الوباء كي تتدارك الأمر من جانبها.
بُعَيدَ ذلك وبعد نجاحها في التصدي للمشكلة شرعت الصين بمساعدة العالم من خلال تعاونها مع 150 دولة بالوقوف أمام هذا المرض الذي أصبح جائحة عالمية. وفي بلدنا العراق بالذات وصلت أول الفرق يوم 7/3/2020 الى العاصمة بغداد حيث ضمت خبراء في علوم الأوبئة ومكافحة الأمراض المعدية والعلاج المكثف والهندسة الوراثية لاختبارات الحمض النووي حاملين معهم معدات متنوعة وانشئوا مختبراً تخصصياً في مدينة الطب وسط العاصمة ، وتوالت الفرق ووصلت جميع المحافظات، ووصلت البصرة بشكل مكثف معدات وتجهيزات طبية تم نقلهم بواسطة طائرات القوة الجوية العراقية.
ألا ان الصين مع كل هذه الجهود الانسانية المتميزة تعرضت مؤخراً لحملة اعلامية مضادة من الكذب والتدليس يروم القائمين عليها تحميل الصين المسؤولية عن انتشار هذه الجائحة في مختلف بقاع الأرض بينما هي التي بدأت بمساعدة الدول المتضررة في وقت تهاونت بعض الدول في التعامل مع المرض الأمر الذي أدى الى سرعة الانتشار فيها كإيطاليا واسبانيا وإيران وغيرها. ولم يقدم الاتحاد الأوربي يد العون للدول الأعضاء فيه بينما انتخت الصين وروسيا وكوبا وأرسلت طائرات محملة بالمعدات الضرورية والأطباء التخصصين مما ساعدهم بالسيطرة على المشكل في تلك الدول، في وقت كان الرئيس الأميركي ترامب يحاول المتاجرة بالأمر حيث أراد شراء بحث ألماني لعقار يخص المرض بسعر مليار دولار لاحتكار تصنيعه والتربح منه. ولنا أن نتسائل من الذي يريد المحافظة على الحياة؟ هل هم الصينيون أم غيرهم، ومن الذي يجب محاسبته هل هو الذي يقدم المساعدة أم الذي يريد زيادة مدخولاته المادية متاجراً بحياة الملايين؟ ولو تصفحنا كتب التاريخ فلن نجد ما يشير الى أن الصين اعتدت على دولةٍ ما، بينما حروب فيتنام وكوريا والعراق وحصار كوبا وغيرها الكثير توضح للعالم عدوانية حكومات الولايات المتحدة ومن يساندها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن