الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان وطقوسه والسياسة

صوت الانتفاضة

2020 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


((ان الحياة التي يعيشها الانسان الغارق في المقدسات هي ليست فعلية، وبالتالي فهي ليست حقيقية، ولا تجعله انسان حقيقي)) مرسيا الياد.
هناك عدة تعريفات للطقوس منها "انها أفعال تقليدية تحتوي على نشاط معين يظهر من خلاله الفرد احترامه وتقديره لأحدى قيم المجتمع"؛ وشهر رمضان عند المسلمين مقدس، فهم يعتبروه "شهر الله"، لهذا هم يواظبون بشكل تام على تنفيذ مفرداته حرفيا، وبكل الظروف، وهم بذلك يعيشون حالة من القداسة، بل والاطمئنان من كوراث الحياة، فعند تنفيذهم لواجبات هذا الشهر فهم يقدمون نوعا من الخدمات الى الاله، بغية ارضاءه، حتى يٌقيهم شر ما؛ والطقوس دائما مصحوبة بتصورات معينة تفسر وتبرر هذا الفعل او تلك الممارسة، فالتصور المصاحب لطقس "ليلة القدر" هو انها تدرأ اخطارا قد تحدث، او ان زيارة اضرحة الاولياء والائمة خلال هذا الشهر تزيد من درجة الأمان عند الممارسين، وتٌهدأ من غضب الاله، فهذه التصورات المصاحبة للفعل الطقسي هي جزء من وظيفة الطقوس.
الجماهير في العراق، وبعد احداث 2003، وتسليم الامريكان دفة الأمور والحكم بيد قوى وعصابات الإسلام السياسي، هذه الجماهير اٌغرقت بشكل تام بالأساطير والخرافات والطقوس، وقد دأبت هذه القوى على تكثيف نشاطها من خلال بث مستمر ودائم لكل الأفكار الرجعية والظلامية، وكانت النتائج مثلما ارادوها، خضوع تام للمجتمع لرغبات هذه القوى، بل ان هذه القوى الإسلامية سحبت حتى بعض القوى "الشيوعية" ومجموعة من"المثقفين اللبراليين" الى ساحتها، فأصبح "الشيوعي" او "اللبرالي" يستخدم مفردات هذه القوى، "جمعة مباركة" "رمضان كريم" الخ، ويشارك في كل الطقوس الدينية، من الزيارات الى نصب المواكب الى صوم رمضان، بل ان البعض منهم مارس طقوس الحج، وعندما تتحدث مع احدهم يقول لك مبررا "الدين شأن شخصي"، وهذه الكلمة تصدق فقط اذا كنا تحت نظام علماني، وليس تحت سلطة قوى الإسلام السياسي.
لقد نجح الإسلاميون بشكل كبير جدا في غرس وترسيخ ثقافتهم التجهيلية في المجتمع، وارجعوه الى مراحل جدا بدائية في التفكير والفعل، وقد استفادوا من ذلك كثيرا، فقد حافظوا بشكل ممتاز على بقائهم ل 17 عاما، فرجال الدين الذين نهبوا وسلبوا وقتلوا، هم اليوم يحظون بقدسية لا مثيل لها، ويمتثل لأوامرهم جم غفير من الجماهير، التي تعيش حالة من القداسة، ولن تزول هذه الطقوس والقداسة والاساطير الا إذا دارت الجماهير حول شمسها هي، واستفاقت من هذه المخدرات.
تعيش اليوم قوى الإسلام السياسي وعصاباته على الدين وطقوسه واساطيره، فمشهد الناس وهي تنظر الى السماء لمراقبة الهلال، في طقس مكرر وممل وسمج جدا، هذا المشهد يجب ان تزيله هذه الجماهير، وتستبدله برؤيتها لأفقها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أي لواقعها الحياتي، وبذلك فقط تكون فعلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، أي تداعيات لها؟| المسائية


.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات جديدة على إيران




.. لماذا أجلت إسرائيل ردها على الهجوم الإيراني؟ • فرانس 24


.. مواطن يهاجم رئيسة المفوضية الأوروبية: دماء أطفال غزة على يدك




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا الحربية أغارت على بنى تحتية ومبان