الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موسم كورونا، الموسم الامثل للصفقات المفاجأة! الخلاف على من يدفع الثمن، وليس على المبدأ.

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2020 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


فجأة، وبدون مقدمات، وعلى العكس تماماً من السياق السابق، ادلى المسئول الاول، دستورياً، عن الاعلام المصرى، مكرم محمد احمد، بتصريح "مدهش" خلال لقاء تلفزيونى له، ووجه الاندهاش، ليس فقط مضمون التصريح، بل ايضاً، موقع "مكان" التصريح!، تصريح يوجه فيه مكرم، اتهام مباشر وصريح لنظام الرئيس السيسى بانه "يكمم الافواه، ومخوف الناس من انها تقول رأيها"!،(1) واين قال هذا التصريح المدهش؟!، قاله، فى واحد من اقرب البرامج التليفزيونيه الى نظام السيسى نفسه!، وفى تناقض تام مع كل تصريحات مكرم نفسه السابقه، والتى يكرر فيها، ان الحرية الاعلاميه فى مصر فى ظل نظام السيسى ليس لها مثيل فى المنطقه!.(2)


بعد تصريح مكرم المفاجئ والمدهش بايام قليله، تأتى المفاجأة الاكثر ادهاشاً، تأتى هذه المره من خلال مقال لصلاح دياب "نيوتن" فى الجريدة القيم عليها، "المصرى اليوم"، دعى فيه الى فصل سيناء الى (اقليم مستقل - حاكم مستقل – ميزانيه مستقله – قوانين مستقله)!. (وهو المقال الذى حذف من الجريده لاحقاً، بعد ان كان قد ادى دوره وانتهى، وعليه ان يغادر خشبة المسرح!).

ولانه توقيت المفاجأت، وسنذكر لاحقاً لماذا - تواكباً مع وباء كورونا، وقت التهاء الناس وفزعهم، الوقت الامثل لتمرير ما لا يمكن تمريره! -، وبعد ساعات قليله من "ثوره" petite، فى "فنجان" نفس الاعلام المقرب الى النظام الرسمى،(3) على صلاح دياب الذى تجاوز الخط الاحمر المتعلق بالامن القومى المصرى، وفقاً لهذا الاعلام، تلك "الثوره" القصيرة، التى لمتستمراكثر من ساعات محدوده، والتى سرعان ما انتهت بعقوبه ماليه على الجريده!، والاهم، انها انتهت بتصريح مفاجئ اخر لمكرم نفسه، تصريح كاشف عن مغزى مفاجأة تصريحه الاول، حيث صرح "لا عقوبه علي المصري اليوم بسبب مقال نيوتن عن سيناء .. هدفنا التحقق وليس التحقيق واعاقه تفكير الناس أو محاكمه نواياهم."!.(4)

الا ان مسلسل المفاجأت مازال مستمراً، حتى ننصل الى ألـfinal، المفاجأة الكبرى، والتى انطلقت بعد ساعات قليله، ايضاً، والى جاءت عبر وصف الرئيس السيسى لمقالات صلاح دياب "نيوتن"، الذى دعى فيها الى فصل سيناء (اقليم مستقل - حاكم مستقل – ميزانيه مستقله – قوانين مستقله)، على أنها "افكار مقدره"!، ومطالبته بان "لا ينظر اليها على ان ورائها اهداف".!،(5) والذى لم يضف اليها سوى سؤال واحد وحيد، فقط، هل القطاع الخاص يقدر على عمل البنيه الاساسيه التى تقوم بها الدوله والمقدره بـ600 مليار جنيه، منهم 300 مليار تنفذهم الهيئه الهندسيه للقوات المسلحه؟!.. اى لم يطرح الرئيس السيسى اى ملاحظات خلافيه مما طرح عن طريق صلاح دياب، والذى دعى فيها الى فصل سيناء (اقليم مستقل - حاكم مستقل – ميزانيه مستقله – قوانين مستقله)، فقط كانت الملاحظة النقديه الوحيده، "السؤال"، للرئيس حول، من هى الجهة القادره على التنفيذ وتحمل هذه التكلفه "الـ600 مليار جنيه"؟!، اى ان الرئيس السيسى ليس رافضاً للفكره من حيث المبدأ، انه فقط، يتسائل عن الجهة القادره على التنفيذ وتحمل الـ600 مليار جنيه، وباقى تكلفة المشروع!.

اذاً السؤال الان، ماهو الهدف من هذه "السلسله" المتتاليه اللاهثه من المفاجأت القويه، فى هذه الفتره الزمنيه القصيره قياسياً؟!.
وماذا عن توقيت طرح هذه "السلسله"، ولماذا الان؟!.
وهل مشروع "لوبى المصرى اليوم"، (مع ملاحظة، ان الملياردير نجيب ساويرس ممول رئيسى للمصرى اليوم)، هل هو دعم غير مباشر للوبى الرسمى الداعم لـ"صفقة القرن"، ام انه منافس "بديل" له؟!.


ويمكن تلخيص محاولة الاجابه عن كل تلك الاسئله فى اربع نقاط:
اولاً: انه استباقاً للاحداث الدراماتيكيه المتوقعه فى الشرق الاوسط، كأرتدادات للتداعيات السلبيه لجائحة كورونا، كان ان يتقدم الجناح "المدنى" للدعم الميدانى الغير مباشر، وسط النخبه، وكعامل محفز للجناح الرسمى، للتقدم العلنى على طريق "صفقة القرن"، والتى ما هى سوى جزء من مشروع الشرق الاسط الكبير، الجديد.

ثانياً: ان تأرجح مصير كلً من ترامب ونتنياهو فى السلطه، فى المستقبل القريب، وبالتالى مستقبل زعماء محليين اخرين، قد اشار بضرورة اعطاء الضوء الاخضر لتقدم الاحتياطى الاستراتيجى الغير رسمى، "المدنى"، لتحفيز خطوات على طريق "صفقة القرن" .

ثالثاً: ان حجم وحدة ردود الافعال السلبيه تجاه "صفقة القرن"، خلقت حالة من القناعة بموت "صفقة القرن"، اظهرت هذه الحاله من ردود الفعل السلبيه الواسعه، قوى دعم "صفقة القرن" الرسميه، وهى تبدو عاجزه عن التقدم باى خطوات فى اتجاه الدعم الـ"علنى" لـ"صفقة القرن"، مما جعل الامر ضرورى بدفع الاحتياطى الاستراتيجى "المدنى" الى المقدمه، مع توفير عناصر الدعم والحمايه له، المحليه والخارجيه!، تلك الحمايه التى تجلت فى التصريحات الخانعه لمكرم محمد احمد، بعد ان كان قد تم الاعلان عن استدعاء الممثل القانونى لجريدة المصرى اليوم، بعد حملة قصيره ولكنها شرسه من الهجوم العنيف، من اعلام النظام، المقروء والمرئى، على مشروع "لوبى المصرى اليوم"، والذى قادته عناصر لصيقه، بامن النظام، والذى كانت نفس هذه السلطات فى موقف اقل منه عشرات الاضعاف، قامت بوضع الكلابشات فى يد صلاح دياب "نيوتن" امام فيلته، وتصويره ونشر الصور "الفضيحة" على اوسع نطاق!.

رابعاً: ولانه "يجب جنى الارباح والدم مازال على الاسفلت"، لذا فان وباء فيروس كورونا، الذى يجتاح العالم، هو بمثابة فرصة ذهبيه يجب اقتناصها، للتقدم فى تحقيق الاهداف التى لم تتحقق بعد، خاصة تلك التى تواجه عوائق كثيره، مثل "صفقة القرن"، لذا كان وباء كورونا، هو التوقيت المثالى لطرح مشروع "لوبى المصرى اليوم"، "تقسيم مصر"، كدعم "مدنى" للوبى الرسمى للتقد على طريق "صفقة القرن"، حيث انه فى ظل اجواء الخوف والرعب، والتهاء الناس فى ازمه وباء كورونا، يمكنهم قبول ما لا يمكن قبوله!، انه الموسم المناسب، موسم وباء كرونا، موسم المفاجأت.







المصادر:
(1) تصريحات مكرم محمد حمد عن حرية التعبير والابداع مع احمد موسى.
https://www.youtube.com/watch?v=N0ndH64SNc0
(2) مكرم محمد احمد "محدش يقدر يكلم الرئيس بنديه غير فى مصر" – المؤتمر الوطنى للشباب.
https://www.youtube.com/watch?v=8AG077ZhIWU
(3) احمد موسى يقود الهجوم على صلاح دياب.
https://www.youtube.com/watch?v=FnRN2F2utRI
(4) مكرم محمد احمد: "الهدف التحقق ن مقال "نيوتن" لا التحقيق."
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=19042020&id=66137d59-0495-4873-9eab-49fff697a716&fbclid=IwAR1qhNOOEdR40QdKetEoL_fRfbmVRDq3Jk0defa2wIGV6Gf1IO2pCsy1JG4
(5) اول تعليق للرئيس السيسى على مقالات صلاح دياب.
https://www.youtube.com/watch?v=D9xFB7XioDM














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف سيارتين في بلدة الشهابية جن


.. 11 شهيدا وعدد من الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف سوق مخيم المغ




.. احتجاجات ضخمة في جورجيا ضد قانون -النفوذ الأجنبي- الذي يسعى


.. بصوت مدوٍّ وضوء قوي.. صاعقة تضرب مدينة شخبوط في إمارة أبوظبي




.. خارج الصندوق | مخاوف من رد إسرائيلي يستهدف مفاعل آراك